سيكون لضيوف وجمهور الدورة 17 لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة (23- 28 شتنبر 2024)، موعد مع المخرجة والسيناريست والمنتجة المغربية الشابة أسماء المدير، صباح الجمعة 27 شتنبر الجاري بفندق الدوليز ابتداء من الساعة 11 و30 دقيقة، للدردشة معها، باقتراح من إدارة المهرجان، حول شخصيات نسائية مغربية وأجنبية (فنانات، رياضيات، ناشطات جمعويات…) أعجبت بهن واتخذت مسيراتهن نموذجا للإقتداء ومصدرا للإلهام خلال مسيرتها في الفن والحياة.
يذكر أن المبدعة أسماء المدير، المزدادة بسلا سنة 1990، قد اهتدت عبر مسيرتها الفنية إلى مصدر لا ينضب لاستلهام مواضيع أفلامها يتمثل في ذكرياتها مع أفراد من عائلتها (أمها، جدتها، والدها…) وعلاقة هذه الذكريات مع أحداث عاشتها الأسرة في مراحل تاريخية معينة. لكن الشيء الذي يثير في أفلامها الأخيرة هو تمكنها من أدوات التعبير السمعي البصري وفق رؤية خاصة بها تجعل طريقتها في الكتابة السينمائية لا تخلو من فرادة.
ولعل هذه الفرادة في الأسلوب لمقاربة قضايا ذات عمق إنساني هي التي أدت سنة 2023 إلى فوز فيلمها «كذب أبيض» بجوائز عدة هنا (النجمة الذهبية لمهرجان مراكش الدولي للفيلم/لأول مرة بالنسبة لفيلم مغربي) وهناك (جائزة الإخراج بمهرجان «كان»/نظرة ما)… كما أدت إلى حصول فيلميها السابقين («جمعة مباركة» و»في زاوية أمي») على جوائز وطنية ودولية أخرى.
لقد واكبت التجربة السينمائية لأسماء المدير منذ تخرجها من المعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري بالرباط سنة 2010، ولاحظت أنها، وهي تبحث عن أسلوب خاص بها، كانت تتطور من عمل إلى آخر. ومما ساهم في هذا التطور انصاتها لملاحظات النقاد والسينفيليين ومن لهم تجربة معتبرة في ميدان السينما، زد على ذلك مواصلتها لدراساتها العليا بجامعة عبد المالك السعدي وحصولها على شهادة الماستر في السينما الوثائقية من كلية الآداب التابعة لها، واستفادتها أيضا من ورشات ودورات تكوينية داخل المغرب وخارجه (بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص) من تأطير خبراء في الكتابة والإخراج والمونطاج والإنتاج وتخصصات أخرى…
لقد زاوجت أسماء المدير في عملها السينمائي منذ انطلاقة مسيرتها الفنية كمخرجة (سنتي 2010 و2011) بين إخراج الأفلام الروائية القصيرة (الرصاصة الأخيرة، ألوان الصمت، جنة، دوار السوليما) والسلسلات والأفلام الوثائقية لفائدة قناة الجزيرة الوثائقية وغيرها (هرما، الحرب المنسية، مسيرة…) وأصبحت في أفلامها الأخيرة تنحو منحى يتداخل فيه البعدان الوثائقي والروائي من خلال مشاهد كثيرة يعاد فيها تشخيص الواقع.