المخطط الوطني الثاني للوقاية والمراقبة منه للفترة ما بين 2020 – 2029 يرى النور: 50 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان يتم تسجيلها كل سنة ومجهودات كبيرة لمواجهة الداء والتكفل بالمرضى

يعتبر المغرب من الدول التي تتأثر بآفة السرطان العالمية، وتقدّر عدد الحالات الجديدة التي يتم تسجيلها سنويا بـ 50 ألف حالة، بالرغم من كل المجهودات المهمة التي تم بذلها خلال السنوات الأخيرة، إذ تظل نسبة الإماتة مرتفعة، حيث تعدّ السرطانات السبب الثاني في الوفيات في المغرب بعد أمراض القلب والشرايين بنسبة 13.4 في المائة.
ووفقا لمعطيات سجّل السرطان بـ «جهة الدار البيضاء الكبرى»، الخاص بالفترة الممتدة ما بين 2008 و2012، فإن المعدل المتوسط لانتشار السرطان بالنسبة لساكنة العالم يتمثل في 137.3 لكل 100 ألف نسمة، في حين أن المعدل وطنيا محدد في 115.4 لكل 100 ألف مغربي ومغربية، في الوقت الذي تقدر فيه الوكالة الدولية لأبحاث السرطان نسبة معدل الوفيات في المغرب بسبب السرطان بـ 86.9 لكل 100 ألف نسمة. ويحتل سرطان الثدي عند الجنسين، إناثا وذكورا، المركز الأول باعتباره الأكثر انتشارا، ويمثل نسبة 20 في المائة من مجموع الحالات المسجلة ما بين 2008 و2012، متبوعا بسرطان الرئة بنسبة 11.4 في المائة، ثم سرطان القولون والمستقيم بنسبة 6.7 في المائة. أما عند النساء فإن سرطانات الثدي وعنق الرحم والمبيض تشكل أكثر من نصف حالات الإصابات بكافة أنواع السرطانات وذلك بنسبة 53 في المائة.
معطيات كشف عنها المخطط الوطني الثاني للوقاية ومراقبة السرطان للفترة الممتدة ما بين 2020 – 2029 ، الذي يأتي استمرارا للمخطط الأول بعد أن استنفد عشريته الأولى، من أجل مواصلة الإنجازات التي تم تحقيقها في مجال الوقاية من السرطان ومحاربته، وتطوير المكتسبات لمزيد من التكفل بالمرضى، مشيرا إلى أن ارتفاع معدل الإصابة بالسرطانات من 101.7 لكل 100 ألف مغربي ومغربية خلال 2004 إلى 137.3 لكل 100 ألف نسمة في2012، يرجع إلى مجموعة من العوامل التي لها صلة بشيخوخة المجتمع ومجموعة من السلوكيات الضارة التي تشكل عوامل اختطار، كالتدخين والتغذية غير السليمة وغير المتوازنة … ، إلى جانب عوامل أخرى لها صلة بنمط العيش من قبيل السمنة، فضلا عن عوامل بيئية من قبيل التلوث والمخاطر المهنية، دون إغفال تجويد الولوج إلى التشخيص والكشف المبكر عن السرطانات بفضل البرامج التي تم تسطيرها لتحقيق هذه الغاية.
وأوضح المخطط الثاني أن مراقبة السرطان في المغرب عرفت هيكلة عميقة منذ سنة 2010، مع إطلاق أول مخطط وطني للوقاية ومراقبة السرطان، الذي شكّل فرصة كبيرة لمحاربة الداء باعتماد نهج شامل، مندمج، متكامل، ومتمحور حول المريض، يتم تطبيق مضامينه خلال كل أشواط مكافحة المرض بغاية السيطرة عليه، ويتماشى مع تنظيم وخصوصيات النظام الصحي، هذا المخطط الذي تم تبنّيه وضمان تنفيذه من طرف وزارة الصحة ومؤسسة للاسلمى للوقاية والعلاج من السرطانات بالشراكة مع المصالح الوزارية الأخرى وبعض المنظمات الدولية والوطنية. وكشفت التقييمات الداخلية والخارجية التي تم القيام بها خلال العشر سنوات الأخيرة، عن إنجازات تم تحقيقها لا حصر لها، خاصة على مستوى التغيير الذي همّ معرفة وإدراك المواطنين ووعيهم بالمرض، ومأسسة برامج الوقاية والكشف المبكر، والتحسن الملحوظ في الولوج إلى العلاج وجودة التكفل بالمرضى، والعمل على وضع برنامج للعلاجات التلطيفية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 01/12/2020