مسكن لأفارقة مشردين توفره لهم السلطات المحلية بالمجان
اتخذت السلطات المحلية بالمدينة القديمة بالدار البيضاء قرارا استباقيا في مواجهة فيروس كورونا، منذ ثلاثة أيام، وذلك بإغلاق مداخل المدينة، وهو ساري المفعول على مدار الساعة، حيث وضعت حواجز لمنع كل من لا يقطن بها من الولوج، ولو كان لديه تصريح، فما إن يتقدم أحدهم لرجال السلطة، إلا ويطلبون منه ورقة التصريح الخاصة، فإن كان من سكان المدينة القديمة دخل، وإن كان غير ذلك فلا يسمح له بالولوج، وعليه أن يعود من حيث أتى، حتى ولو كان من ساكني الأحياء المجاورة ويريد قضاء غرض من أغراضه بسوق الملاح لبيع الخضر والفواكه.
السلطات الأمنية المرابطة في عين المكان خلف الحواجز التي تم وضعها، تطلب من الغرباء عن المدينة التوجه إلى الأسواق الموجودة في أحيائهم، فيما يبرر بعضهم قدومه إلى سوق الملاح لأثمنته المناسبة مقارنة بأسواق أحيائهم التي تعرف ارتفاع أسعار الخضر والفواكه.
وقد وقفنا على هذا المنع، وخاصة في الأوقات القريبة من فرض حالة الطوارئ الصحية، حيث يمنع على كل من لا يسكن في المدينة القديمة الولوج إليها ولو كان يسكن في الأزقة المجاورة لها، بينما يسمح لكل شخص بمغادرتها من غير القاطنين.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن دوريات من رجال الأمن والقوات المساعدة وأعوان السلطة تقوم بجولات داخل المدينة قصد مطاردة وتعقب الخارجين عن حالة الطوارئ.
ومعلوم أن كل المحلات التجارية ومنذ فرض حالة الطوارئ الصحية مغلقة، باستثناء باعة المواد الأساسية، في ما يغلق سوق الملاح للخضر والفواكه في حدود الساعة الواحدة ظهرا.
وأثناء جولتنا بالمدينة صادفنا دورية للسلطات علمت بوجود مجموعة من الأفارقة المشردين تقطعت بهم السبل نتيجة فقدانهم الشغل بمراكز النداء أو بدون عمل، وهم ينامون خلف إحدى البراريك، حيث تم اقتحامها لتعثر على أربعة منهم يفترشون الأرض، وهم نيام.
لم يتم اعتقالهم كما كنا نظن، بل وفرت لهم السلطات مسكنا ليمضوا فيه فترة حالة الطوارئ، وذلك بعد أن تدخلت لدى صاحب منزل معد للكراء والذي وضعه تحت تصرف الأفارقة بكل تجهيزاته من أفرشة وماء وكهرباء بدون مقابل، وقد اشترطت السلطات على المستفيدين الالتزام بالطوارئ الصحية، فيما تعهد أحدهم بتوفير المأكل، وتم في حينه تقديم وجبة عشاء لهم، ابتسامة الأفارقة علت وجوههم فرحا بالعمل الإنساني النبيل، حيث عبروا عن امتنانهم لكل من ساعدهم.