تجندت أطقم المراكز الجهوية لتحاقن الدم في عدد من المدن أيام عيد الفطر لاستقبال المواطنين الراغبين في التبرع بهذه المادة الحيوية من أجل مواجهة الخصاص الكبير المسجل في الدم وفي الصفائح الدموية، إذ أطلقت عدد من هذه المركز نداءات إلى كافة الفئات والشرائح الاجتماعية تدعوها لولوج أبوابها المفتوحة في وجوه الجميع للقيام بهذه الخطوة الإنسانية النبيلة.
وفي هذا الإطار، أعلن المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط يوم الخميس 11 أبريل أنه ونظرا لطول عطلة أيام عيد الفطر، ومن أجل أن يستطيع المركز توفير حاجيات المرضى من أكياس الدم وخاصة الصفائح الدموية، فقد تقرر فتح الوحدة الثابتة الموجودة بباب الأحد في وجه الراغبين في التبرع يومي الجمعة ابتداء من الساعة الرابعة زوالا ويوم السبت انطلاقا من الثانية زوالا. نداء لقي تفاعلا وترحيبا من طرف العديد من المواطنين الذين استجابوا ولبوا الدعوة فعلا، إذ تبرع 72 مواطنا بدمائهم في اليوم الأول، ثم ارتفع عدد المتبرعين في اليوم الثاني ليصل إلى 101 متبرعا.
بدوره فتح المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدارالبيضاء سطات أبوابه هو الآخر يومي ثاني وثالث أيام عيد الفطر، بسبب الخصاص المسجل في احتياطي الدم، حيث قام بتوجيه نداء هو الآخر للمتطوعين المنتظمين منهم والجدد، وهو ما تفاعلت معه جماهير فريق الرجاء البيضاوي إيجابا، حيث انتقل عدد مهم وبشكل جماعي للتبرع بالدم، وبلغ عدد المتفاعلين مع هذه الخطوة 400 متبرع ومتبرعة، الذين ساهموا بمبادرتهم في الرفع من مخزون الدم في «بنك الجهة».
مناشدات شهدتها مدن أخرى كذلك، كما هو الحال في فاس وفي غيرها، حيث تم دقّ ناقوس التنبيه بعد تراجع احتياطي الدم في أبناكها، لحث وتحفيز المواطنين على التبرع بالدم حتى يتأتى توفيره لمن هم في حاجة إليه، خاصة في المدن الكبرى التي لا يتوقف فيها الطلب على هذه المادة الحيوية، سواء لمنحه لمصابين في حوادث مختلفة، أو لمن فرض عليهم وضعهم الصحي إجراء تدخل جراحي أو الولادة أو غيرهما، فضلا عن فئة أخرى من المصابين بأنواع معينة من الأمراض المزمنة الذين يكونون في حاجة مستمرة للدم.
ورغم التفاعل الذي تم تسجيله مع النداءات التي تم إطلاقها على مستوى عدد من المراكز طيلة فترة عيد الفطر، فإن الحاجة المستمرة والملحّة لهذه المادة دفعت لتجديد المناشدة على مستوى المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدارالبيضاء سطات أمس الاثنين، وعلى نفس المنوال سار المركز الجهوي بطنجة، الذي أكد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على أنه «بعد أسبوع من العطلة ونفاذ المخزون» فإنه قرر توجيه النداء من أجل التبرع بالدم لإنقاذ المرضى المحتاجين لهذه المادة الحيوية». ويشكل تأمين توفير الدم تحديا كبيرا للمراكز الجهوية بالنظر للطلب المتواصل على هذه المادة التي هي عنوان على الحياة، في ظل وجود إكراهات متعددة، من بينها أن عدد المتبرعين المنتظمين في المغرب يبقى غير كاف إذ لا تتجاوز نسبتهم 1 في المئة، خلافا لما توصي به منظمة الصحة العالمية التي تؤكد على أنه لتأمين احتياجات الدول من الدم فيجب أن تصل هذه النسبة إلى 3 في المئة، علما بأنه في جهة الدارالبيضاء سطات نموذجا، تكون هناك حاجة يومية لما بين 500 و 600 كيس من الدم يوميا، دون احتساب ما يقع في مراكز بجهات أخرى، وهو الأمر الذي يتطلب تعبئة مجتمعية حقيقية لكي يظل الدم متوفرا ورهن إشارة من هم في حاجة إليه لإنقاذ أرواحهم.