المرصد الوطني يتضامن ويدعو النيابة العامة  للتدخل .. مخمور «يشوّه» وجه دكتور بشفرة داخل الحرم الجامعي لكلية العلوم بوجدة

 

أعلن  المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، أنه تابع بألم شديد واهتمام بليغ  أحداث وتطورات «الحدث البشع» الذي   راح ضحيته  الشاب المسجل في المختبر بكلية العلوم وجدة والحاصل  على شهادة الدكتوراة من جامعة  محمد الأول بوجدة بميزة مشرف جدا  تخصص رياضيات بعد مسار أكاديمي شاق وطويل – والمشهود له من قبل أساتذته وزملائه الطلاب  بجديته و مثابرته – وهو يستعد لاجتياز مباراة أستاذ التعليم العالي مساعد، إذ أقدم  «شخص مخمور وتحت تأثير المخدرات» في قلب الحرم الجامعي بتوجيه طعنات للشاب الدكتور  زكرياء أزناي  بتمرير شفرة حادة (زيزوار) على وجهه  أمام  مرأى  و مسمع  الطلبة والطالبات، في تناقض تام  مع  مقتضيات الفضاء الأكاديمي و المعرفي.
وعبر المرصد الوطني عن قلقه لما يحدث من مظاهر عنف بكل أشكاله في مجموعة من المواقع المجتمعية.  ويوجه  المرصد الوطني دعوته للنيابة  العامة لفتح تحقيق في النازلة ومحاسبة المتورطين في ارتكاب هذا الفعل الشنيع كما يوجه نداءً إلى كل الفاعلين الحكوميين والسياسيين والمدنيين والاكاديميين والاجتماعيين والأسر  بعدم  التسامح مع مثل هذه المسلكيات الخطيرة و الأحداث المؤلمة في قلب حرم جامعي يضمن أخلاق ثقافة الاتفاق والاختلاف حول قضايا المجتمع  مستنكرا بشاعة الإعتداء الذي تعرض له الشاب زكريا والذي سيؤثر عليه  جسديا و نفسيًا مهما كانت الأسباب والملابسات .
وشجب المرصد ظاهرة العنف المدرسي والجامعي  خصوصًا و العنف المجتمعي عموماً، سواء تعلق الأمر بعنف المربي تجاه التلميذ أو حتى التهجم على المؤسسة من قبل أولياء التلاميذ، مطالبا  بضرورة احترام حرمة المؤسسات والأساتذة والاداريين و الطلاب و التلاميذ.
وأعلن المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين  للرأي العام الوطني  عن متابعته بألم وأسف شديدين  شريط الاعتداء الذي تعرض له أحد طلاب الجامعة المغربية في قلب مؤسسة  جامعية،و رصده لعدد من الأسباب التي تدفع إلى العنف، خاصة في الفضاء المدرسي  و الجامعي بسبب تصرف سلبي تجاه الآخر، قد يكون من فرد تجاه فرد أو جماعة أو من جماعة ضد فرد أو ضد جماعة، وهو تحويل لحالات نفسية إلى فعل أو أفعال انتقامية من الآخر أو الآخرين بأشكال ينتج عنها أذى، إما نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو جسدي .
وسجل البلاغ أن  العنف  يتخذ أشكالا متعددة، منها اللفظي، ومنها الجسدي، ومنها الجنسي، ومنها المعنوي، معتبرا أن له “أسبابا تتراوح بين الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والنفسية، والنتائج المباشرة لمقتضيات التنشئة الاجتماعية، والتأثير الآني لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها ومستويات برامجها وأشرطتها، وخصوصا منها الإعلام المرئي والمسموع والوسائط الاجتماعية، بما تبثه من ظواهر العنف والرعب والكراهية والإباحية المطلقة والحقد، مؤكدا  على أن العنف في مجتمعنا في طريقه ليصبح «ظاهرة» بعد أن سجل لسنوات متعددة حالات معزولة تحصل هنا وهناك، بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي نعيشها اليوم.
والمرصد الوطني و هو يذكر بما يقع من حين لآخر، هنا وهناك، وبشكل معزول، من مثل ما حصل من قبل بمدن  تارودانت وورزازات والرباط والقنيطرة وسيدي بنور وبركان وسلا، وما حصل – خلال سنوات مضت- بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية وكلية الآداب بمكناس وكلية الآداب بتطوان وكلية العلوم بالقنيطرة وكلية الآداب بأكادير وكلية العلوم وكلية الحقوق بمراكش وبفاس وتازة، وبالموقع الجامعي الرشيدية، والحي الجامعي بوجدة وغيرها من المواقع فإنه يستعجل  الجهات المسؤولة نتائج التحقيق في ما وقع بالحي الجامعي بوجدة من حريق واعتداء مع ترتيب الجزاءات ،ويدعو الجميع إلى ضرورة  تحصين المجتمع المغربي عبر مجموعة من المداخل، في مقدمتها المدخل التربوي، لأن التربية أحد مفاتيح  الوعي والأخلاق الحميدة والوطنية والمواطنة ،كما  يطالب قطاعات  التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والتعليم العالي والشباب والطفولة والأسرة والأوقاف بأن  تجعل من التربية على المواطنة و أخلاق التعايش على الاتفاق والاختلاف أحد الأبواب الكبرى للتنشئة الاجتماعية تعجل بأمر مراجعة المقررات والمناهج التربوية.
ويدعو المرصد إلى التفعيل  الجدي بشروطه المطلوبة للحياة  المدرسية  والأنشطة الموازية بأنديتها التربوية والحقوقية والبيئية والترفيهية وغيرها، وتوفير الأطر التربوية المتخصصة في علمي النفس والاجتماع والمنشطين التربويين…»، موجها  دعوات إلى المجتمع المغربي بكل مكوناته ومسؤوليه لتحمل المسؤولية الكاملة في التأطير والتكوين والتوعية، ودعم مبادرات التربية على المواطنة بكل قيمها الإنسانية والأخلاقية، وإذكاء ثقافة الحوار والسلم والتعايش…، كما  يجدد الإعلان عن تضامنه  مع كل ضحايا العنف في المنظومة، من تلاميذ وطلاب وأساتذة وإداريين، وأفراد  المجتمع بكل مكوناته ومرافقه؛ مؤكدا على أن العنف  ظاهرة مرفوضة في مجتمعنا بكل المقاييس والقناعات والعقائد الفردية والجماعية”.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 25/05/2023