المرض يصيب ثلاث نساء مقابل رجل واحد : خبراء ومختصون يحذّرون في لقاء غابت عنه «أنام» من الوصول لمرحلة تدمير المفاصل والإعاقة

حذّر خبراء في أمراض العظام والمفاصل يوم السبت الأخير، خلال انعقاد يوم دراسي جرى تنظيمه بمدينة الدارالبيضاء بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب المفاصل الذي يتم تخليده في 12 أكتوبر من كل سنة، من وصول المرضى لمرحلة تعرف تدمير مفاصلهم، مشددين على أولوية وضرورة الفحص والتشخيص المبكرين لتفادي الإعاقة. وأوضح أساتذة ومختصون المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمته الجمعية المغربية لمحاربة الأمراض الروماتويدية والصدفية بأن ثلاث نساء مقابل رجل واحد يصابون بالتهاب المفاصل، مشيرين إلى أن نسبة انتشار المرض تتراوح بما بين 0.5 و 1.5 في المئة من مجموع الساكنة، مبرزين بأن الأشخاص من كل الأعمار هم معرضون للإصابة بالداء لكن تبقى الفئة العمرية ما بين 45 و 50 سنة هي الأكثر تأثيرا به وبتداعياته.
وأوضح المتحدثون خلال مداخلاتهم، بأن مرض التهاب المفاصل يسبب التورم والألم والالتهاب في أحد المفاصل أو أكثر، مشددين على أن الأمر لا يتعلق بمرض محدد وإنما بأكثر من 100 مرض، لها صلة فيما بينها، والتي يعدّ من بين أكثرها شيوعا هشاشة العظام، إلى جانب كل من النقرس، والتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة وغيرها. وأكدت خبيرة في أمراض العظام والمفاصل في عرض لها خلال أشغال اليوم الدراسي على أن المرض يمر من ثلاث مراحل، تُعرف الأولى بوجود خلل في خلايا الجهاز المناعي، مرورا بالمرحلة الثانية التي قد تفصلها عن التي سبقتها سنوات، وخلالها تظهر مجموعة من الأعراض خاصة على مستوى المفاصل، لتتطور الوضعية الصحية للمريض بعدها في حال عدم القيام بفحص وتشخيص مبكرين وبالتالي الشروع في العلاج قبل تطور المرض، إذ يتحول الأمر من آلام إلى تدمير للمفاصل، وقد يتسبب هذا الوضع في مضاعفات وخيمة في بعض الحالات التي تتمثل في التهاب القلب والشرايين وغير ذلك من التداعيات الأخرى.
وشدد المتدخلون والمتحدثون في هذا اللقاء العلمي على إمكانية التحكم في المرض والحدّ من نشاطه وقوته، لتفادي العجز الوظيفي وتأثيره على جودة حياة المريض، مؤكدين على أهمية التحسيس والتوعية به، وبالتالي تمكين المرضى بشكل خاص والجمهور الواسع بشكل عام من كل المعلومات المتعلقة بالداء وتفاصيله، لتعزيز الوقاية من جهة وللتمكن من أدوات التعامل معه من جهة ثانية، خاصة بالنسبة للمناطق النائية وصعبة الولوج.
وتنوعت المداخلات التي تم تقديمها خلال أشغال هذا الملتقى الصحي، والتي توزعت ما بين كيفية التعايش مع التهاب المفاصل الروماتويدي، ودور صناعة الأدوية في رحلة المريض، إضافة إلى مهام الجمعيات العلمية في مواجهة المرض والتخفيف من وقعه، وكذا مكانة المريض في الأنظمة الصحية، فضلا عن دور الصيدلاني في الرعاية الصحية وغيرها من المداخلات للمتدخلين، كما هو الحال بالنسبة لمداخلة رئيسة الجمعية التونسية لأمراض المفاصل أمل نفزي، ورئيسة الجمعية المغربية لمحاربة الأمراض الروماتويدية والصدفية ليلى نجدي، التي أغنت كلّها اللقاء، في الوقت الذي تخلّفت فيه الوكالة الوطنية للتأمين الصحي عن الحضور والمشاركة، رغم أن برنامج اليوم الدراسي خصص لها مجالا للتدخل لتقديم «الجهود» التي تبذلها لتحسين رجلة المريض؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/10/2024