صدر مؤخرا عن “دار أمنية “بالدار البيضاء، عمل جديد للناقد القاص الإعلامي محمد السعيدي تحت عنوان “المسار الإبداعي عند القاصة د هند لبداك”، وهو عبارة عن دراسة نقدية لتجربة ومسار الأديبة هند من خلال إصدارتها المتنوعة السردية في المجالات الأدبية المختلفة، إذ اخترقت هند لبداك كل عوالم التجنيس الأدبي مازجة الشعر بالقصة والنثر بالنقد.
يعتبر الناقد الشاعر محمد السعيدي رائدا من رواد الإعلام المغربي، الذي أغناه بأنواع شتى من فنون الثقافة، توزعت أعماله بين المقالات التحليلية والدراسات الأدبية والقصص المتنوعة والأشعار الرقيقة. ساهم بكتاباته منذ الستينات في عدد من المجلات الرائدة في طليعتها مجلة “المشاهد” و”الأطلس” و”الزهور” ، كما كان ولايزال وفيا للإعلام المغربي من خلال كتاباته الصحفية في عدد الصحف الوطنية والجهوية ، بالإضافة إلى مساهمته في النهوض بالإعلام الجهوي المسموع من خلال برنامجه الهام “فاس من أبوابها” الذي كان يقدمه من إذاعة فاس عبر الامواج الوطنية ،هذا البرنامج الذي غاص من خلاله في أغوار فاس العتيقة وتاريخها التليد وعادات وتقاليد سكانها الذين تأثروا بالحضارة الأندلسية التي هبت من الجنوب الإسباني بعد هجرة الموركسيين الى عدد من المدن المغربية بعد أفول الحضارة العربية التي عمرت بتلك الرحاب على امتداد ثمانية قرون .
القاص محمد السعيدي تميزت كتاباته بتنوعها وغناها فقد اصدر مجموعتين قصصيتين “انكسار المرايا “ و”لعبة الكراسي” تناول فيهما أهم القضايا والإشكالات التي تقض مضاجع الشباب المغربي في طليعتها مشكل البطالة والمحسوبية والتحرش الجنسي ، بالإضافة إلى إصدار مجموعة من الدراسات التحليلية النقدية من بينها دراسة حول الفكر الحداثي للكاتب الراحل محمد أديب السلاوي، كما قام بترجمة خمسين قصيدة شعرية إلى اللغة الفرنسية رفقة د عبدالحميد الإدريسي لعدد من فطاحله الشعراء العرب والمغاربة من بينهم اليا أبو ماضي وعبد الكريم بن ثابت وادريس الجاي وغيرهم، هذه القصائد التي تميزت باستغلالها للعروض الشعري الفرنسي .