المسخوط، دراما إنسانية في قالب كوميدي بالمركب السينمائي ميكاراما

 

شهد فضاء المركب السينمائي «ميݣاراما» بمدينة الدار البيضاء، يوم الجمعة 27 يونيو الماضي على الساعة الخامسة مساء، ندوة صحفية قبيل العرض ما قبل الأول للفيلم السينمائي الجديد «المسخوط»، لمخرجه عبد الإله زيرات
شكل هذا اللقاء فرصة متميزة للصحافيين من مختلف المنابر الإعلامية، للقاء طاقم الفيلم وإجراء حوارات تناولت عدة جوانب من التجربة السينمائية لهذا العمل الذي يُصنف ضمن خانة الدراما الإنسانية ذات العمق الكوميدي، إذ يعالج موضوعا حساسا يتمثل في العلاقة المتوترة بين أب وابنه، وما يرافقها من صراعات داخلية مؤلمة مقدمة بأسلوب ساخر ومؤثر
حظيت الندوة بحضور إعلامي مكثف، إلى جانب نخبة من الفنانين، والنقاد، والفاعلين الثقافيين، والمهتمين بالشأن السينمائي الوطني، إضافة إلى طاقم الفيلم، من بينهم السيناريست منير باهي، والمنتج المنفذ نجيب وليد درقاوي، والمنتج منير ݣرمود، وعدد من الممثلين مثل محمد خيي، رفيق بوبكر، أسماء قرطبي، سعيد ضريف وآخرين. كما شارك في الندوة مخرج الفيلم وممثلوه الرئيسيون ومنتجوه
وأجمع طاقم العمل على أن هذه التجربة كانت فريدة من نوعها، حيث أقدم المنتج الشاب على مبادرة شجاعة بفتح المجال أمام الاستثمار في القطاع السينمائي، وهو ما يُعد خطوة محمودة في ظل عزوف عدد من المستثمرين عن هذا المجال في المغرب
في تصريح خص به جريدة الاتحاد الاشتراكي، عبّر الفنان محمد خيي عن إعجابه بالتجربة، مشيرا إلى أن «المسخوط» يُعد عملا جديدا من حيث الفكرة والطريقة والمعالجة، ومدح سيناريو منير باهي، واصفا إياه بالمتماسك والمبني بشكل واضح، مما سهل على الممثلين تجسيد أدوارهم بسلاسة. كما اعتبر خيي أن الفيلم هو «كوميديا هادفة»، يتمنى أن تصل رسالتها إلى الجمهور وتلقى إعجابه، وأكد أن أجواء التصوير كانت إيجابية، خاصة وأن المنتج شاب اختار أن يستثمر في قطاع لا يجذب الكثير من المستثمرين، متمنيا له التوفيق ومشددا على أهمية دعم القطاع الخاص للفن السابع بالمغرب، باعتبار أن الدعم الرسمي من الدولة أو المركز السينمائي المغربي لا يكفي لتلبية طموحات جميع السينمائيين
المخرج عبد الإله زيرات استعرض مساره المهني، موضحًا أنه خريج معهد التنشيط الثقافي، وبدأ مسيرته كمساعد مخرج قبل أن ينجز عدة أفلام قصيرة وأفلام وثائقية. ويُعد فيلم «المسخوط» ثاني أعماله الطويلة في السينما
وأشار زيرات إلى أن فكرة الفيلم كانت لديه منذ مدة، كقصة درامية صرفة، لكن عند لقائه بالمنتج، اختار تحويلها إلى فيلم موجه للجمهور العريض بأسلوب درامي كوميدي. ويحكي الفيلم قصة شاب يعيش قطيعة طويلة مع والده، يتلقى ذات يوم اتصالا يطلب منه فيه العودة إلى بلدته لأن والده يحتضر، لكنه يكتشف أن الأب لا يزال حيا، بل ويطلب منه تحقيق أمنيته الأخيرة، ما يضطرهما إلى السفر سويا لقرية أخرى، فتبدأ رحلة مليئة بالمواقف الطريفة واللحظات المؤثرة
وأوضح زيرات أن الكوميديا ليست سهلة، وتستلزم من المخرج أن يكون قريبا من الناس، يُتقن لغة الشارع ويستوعب بساطة التعبير. وقد نجح السيناريست منير باهي في «مغربة» القصة وتحويلها من دراما خالصة إلى عمل كوميدي ، و هو كمخرج حاول أن يتضمن العمل كافة عناصر الفيلم الناجح
أما منير باهي، فعبر عن سعادته الكبيرة بهذه التجربة، واصفا إياها بـ»الاستثنائية»، كونها أول أعماله في السينما بعد تجربة طويلة في التلفزيون والمسرح. وأضاف أن هذه الخطوة تمثل له يوما تاريخيا، خاصة بوجوده إلى جانب أسماء وازنة كـمحمد خيي ورفيق بوبكر ومحمد عاطر وآخرين، وأشار إلى أن فكرة الفيلم تعود للمخرج، وتحكي عن علاقة متوترة بين أب وابنه تنكشف تفاصيلها تدريجيا، وقد تم تقديمها في شكل كوميدي ساخر يمرر رسائل عميقة للجمهور بطريقة سلسة
وفي تصريح خاص، أجاب الفنان سعيد ضريف عن سؤال حول تكرار أدائه لأدوار الشر، مؤكدا أن كل شخصية لها كاريزما خاصة ولا تعني بالضرورة الوقوع في النمطية، وأنه يقوم بدراسة كل شخصية قبل أدائها، وبخصوص دوره في «المسخوط»، أشار إلى أن الجمهور هو من سيقرر ما إذا كان دوره يعكس شخصية شريرة، أو ساخرة، أو انتهازية، مؤكدا أن كل متفرج سيتفاعل مع الشخصية من زاويته الخاصة حسب خلفيته المعرفية والثقافية
قبل بداية العرض، دعي طاقم الفيلم إلى المنصة من قبل منشط الندوة، المخرج المسرحي الشرقي السروتي. وتخلل الحفل وصلات غنائية تفاعل معها الحضور، إضافة إلى لحظة مؤثرة من الصمت والوفاء لروح الإعلامية الراحلة كوثر الدراجي، التي نزل خبر وفاتها تزامنا مع انطلاق الحدث، تاركة أثرا بالغا في نفوس الحاضرين


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 15/07/2025