المسلسل التاريخي الدرامي››فتح الأندلس›› جدل وغضب واسع بين المغاربة والجزائريين بعد انطلاق بثه على شاشات قنوات عربية

 

يعتبر المسلسل التاريخي الدرامي “فتح الأندلس”، من بين أهم الأعمال الدرامية التلفزيونية التاريخية العربية التي تطرقت لحقبة فتح الأندلس، وهو من إنتاج كويتي – سوري للمخرج والمنتج محمد عنزي، حيث شارك فيه أكثر من 250 ممثلا وممثلة من جميع الدول العربية ومن بطولة الممثل السوري سهيل جباعي في دور (طارق بن زياد. (
عالج هذا العمل التاريخي جوانب من «سيرة» القائد الإسلامي طارق بن زياد خلال رحلة الفتح الإسلامي للأندلس، و بالضبط من مدينة طنجة، وصولا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، مستعرضًا الصعوبات و التحديات الذي واجهها لتحقيق هذا الفتح. إلا أن هذ ا العمل الدرامي التاريخي قد أثار ضجة « رمضانية « كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بين المتتبعين الجزائريين و المغاربة بعد أن تم بثه على قنوات عربية، خلال شهر رمضان لسنة 2022.
تلقى هذا المسلسل التاريخي ومنفذوه.. هجوما شرسا من لدن بعض الجزائريين بالتزامن مع تصوير أحداثه في بيروت و تركيا، مرددين أن هذا العمل التاريخي قام بطمس و تجاهل الأصول التاريخية لشخصية طارق بن زياد، وكان تم الرد سريعا من قبل الفنان الممثل المغربي هشام بهلول ، الذي بالمناسبة أحد الشخصيات الأساسية في هذا العمل التلفزيوني التاريخي في دور «شداد» صديق طارق بن وزياد ..، رد على هذه الادعاءات قائلا: « أن كل من اتهم وتجرأ على جرد بطل مسلسل فتح الأندلس من جنسيته المغربية و ينسبها لدولة أخرى، يجب عليه إعادة النظر بمراجعة التاريخ…»
كما أثار هذ ا العمل التاريخي، أيضا، موجة سخط و غضب واسعة لدى بعض من المتتبعين المغاربة، خاصة بعد بثه على قناة « الأولى « المغربية، التي سبق وأن صرحت قبيل بثه، بأن برمجتها لمسلسل “فتح الأندلس” خلال شهر رمضان المبارك تعكس انفتاحها على الإنتاجات العالمية و التزامها بإثراء شبكتها ببرامج ضخمة ذات قيمة إنتاجية عالية.. لكن رد العديد من المتتبعين والنقاد المغاربة المهتمين خرجوا عن صمتهم، ودائما عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وقالوا إن الكويتي محمد العنزي لم يكن موفقاً في نقل التاريخ الأندلسي الحقيقي في نظرهم، إذ أن المسلسل « يعد تشويها للتاريخ وطمسا للهوية الأمازيغية للبلاد وافتراء على التاريخ واحتقارا للمغرب ولكل ما قام به رجالات هذا البلد…»
وقد علَّق المخرج والناقد السينمائي المغربي عبد الإله الجواهري عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» « أن المسلسل لا يحمل أية هوية فنية أو تاريخية، إضافة الى رداءة الشخصيات التي لا علاقة لها بالتاريخ أو الواقع، موضحا أن الجمهور المغربي يعرف بلده جيدا فهو ليس بحاجة لمن يعرفه بحضارته وتاريخه..»
وكان رد المخرج و المنتج الكويتي محمد العنزي حول هذه الانتقادات والادعاءات، أن نيته و هدفه الأسمى هو تسليط الضوء على شخصية القائد العظيم طارق بن زياد، الذي تمكن من هزم أحد أعظم جيوش المنطقة في ذلك الوقت وهو الجيش الإسباني، مبرزا تمريره مجموعة من الرسائل التي تعكس واقع اليوم كرسائل التعايش و التسامح مع الديانات الأخرى التي كانت ضمن أولويات الفتوحات الإسلامية، و دروسا في الشجاعة و التضحية و الإخلاص. إضافة إلى تركيزه على تقديم عمل درامي تاريخي يبرز كيف أن الحضارة العربية في الأندلس استطاعت نشر العلم والمعرفة والجمال عبر العالم، سواء من الناحية البصرية الجمالية أو الدرامية التاريخية أو الإنسانية.

صحافية متدربة


الكاتب : كوثر رمزي

  

بتاريخ : 08/04/2022