تخلد وزارة الشبيبة والرياضة الذكرى المئوية الأولى للمخيمات الصيفية. وقد كانت الحركة الكشفية من التنظيمات السباقة إلى إقامة المخيمات بدعم من الملك الراحل محمد الخامس، الذي بارك نشأة الحركة الكشفية سنة 1933 التي حملت أنذاك اسم صاحب السمو الملكي الحسن الثاني، الذي أدرك قيمة الحركة الكشفية، حيث قال في إحدى خطبه الخالدة :
“إن الميدان الكشفي يزود البلاد عادة برجال ذوي مقدرة فعالة، قادرين على مجابهة الصعاب ومغالبة الأتعاب بما يكتسبون من دربة في مدرسة حياتهم الكشفية المليئة بشتى الأتعاب.”
استلهم الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه أفكارا خلاقة من أجل المساهمة في بناء المغرب المستقل كانخراط الحركة الكشفية في بناء المغرب المستقل. وكان لها حضور قوي في أوراش التنمية، كمشروع طريق الوحدة، ومحاربة الأمية، والتشجير… كما شاركت في التخفيف من الكوارث الطبيعية، كفيضانات سبو وزلزال اكادير والمسيرة الخضراء .
الحركة الكشفية حركة تربوية موجهه للفتية والشباب ذات طابع تطوعي لا سياسي، وهي مفتوحة للجميع دون تفرقة في الأصل أو الجنس أو العقيدة ، وذلك وفقا للهدف والمبادئ والطريقة التي ابتكرها مؤسس الحركة اللورد بادن باول، وتسعى إلى تكوين مواطن صالح لنفسه نافع لمجتمعه سعيد في حياته وتتخذ شعارها العالمي “من أجل عالم أفضل”
وتعتمد المنظمات الكشفية في مناهجها على الطريقة الكشفية، التي تعتبر من أنجع الوسائل التربوية وهي : – الوعد والقانون – التعلم بالممارسة – المجموعات الصغرى – الترقي بالتدرج – نظام الشارات والهوايات (نظام الحوافز) – حياة الخلاء ( الطبيعة) – التنمية المستدامة (خدمة وتنمية المجتمع).. .
ويعتبر المخيم الكشفي فضاء رحبا لتطبيق الطريقة الكشفية، من خلال التربية والتكوين والترفيه ومجالا خصبا لتحقيق المبادئ الكشفية التي تتأسس -أصلا – على ثقافة الواجب وهي : الواجب نحو الله – الواجب نحو الذات – والواجب نحوالغير ..
وتتميز المخيمات التي تنظمها الجمعيات الكشفية كذلك بتدريب الناشئة على التأمل في الكون والمظاهر الطبيعية التي تقودهم وتربيهم تلقائيا على الإيمان بعظمة خالق الكون..
وتكمن القيمة المضافة التي تتميز بها عملية التخييم التي تنظمها الجمعيات الكشفية، في أسلوب التنظيم والتنشيط.
وتجمع على أن الخلاء وابتعاد الأطفال عن مدارهم الذي قضوا فيه السنة، مسألة من شأنها الترفيه عنهم وتنشيط حسهم وإدراكهم،كما تعمل على الرفع من قدرتهم على التفكير والتقرير، علما بأن جسم الفتيان يحتاج إلى حياة الخلاء للهروب من التلوث والابتعاد عن حياة الازدحام واستبدالها بالفضاء الواسع، الذي تصاحبه فرصة لاستخدام العضلات .
ويتولد لدى أطفال المخيمات الكشفية حب الاستطلاع والاستكشاف، مما يعمق لديهم حب المخاطرة والمغامرة،
ويستفيد المشاركون من عدة ورشات علمية، تشمل جيولوجية الجبال والتاريخ الجيولوجي للهضبات والمرتفعات والسواحل، فضلا عن ورشات أخرى في النباتات والطيور والفيديو والاعلاميات والفنون التشكيلية وكذا السهرات الفنية التي يلتقي فيها الأطفال بفنانين أو تكون من إبداعهم ومهاراتهم الفنية .
وتتميز المخيمات الكشفية خلال اختتام أشغالها، بتقديم مجموعة من شهادات المشاركة والشهادات التقديرية وجوائز الشاب المبادر، والشاب النشيط، والشاب المثالي. وتنقسم عملية التخييم التي تنظمها الجمعيات الكشفية إلى سياحة جبلية وساحلية وكذا صحراوية، وذلك بحسب التضاريس الجغرافية، إلا أن السياحة الجبلية تظل أكبر مجال يستهوي جماعات الكشافة.
المصطفى الصليح مكلف بالعلاقات العامة كشافة سفراء السلام: التربية،التنظيم والتنشيط أهم القيم المضافة للمخيمات الكشفية
بتاريخ : 21/07/2018