المعاني الضائعة في الشعر المغربي المعاصر لمحمد بنقدور الوهراني

مساهمة في طرح أسئلة الشعر والنقد بالمغرب

في طبعة أنيقة صادرة عن دار النشر سليكي أخوين، أصدر الكاتب المغربي محمد بنقدور الوهراني، عمله المعنون ب»المعاني الضائعة-إحاطات شعرية»، خلال بداية هذه السنة. ويتضمن الكتاب مجموعة من الدراسات والقراءات والمقالات التي كتبت في تواريخ مختلفة، ونشرت سابقا، موضوعها حول قضايا الشعر والنقد الشعري وما يحيط بالثقافة الأدبية بشكل عام.
وتأتي الغاية من الكتاب، حسب تقديم الكاتب لعمله، من منطلق ذاتي بداية ولضرورات ثقافية مرتبطة بالوضع النقدي المغربي بتجلياته الكمية والكيفية والتداولية، وحتى يكون مساهمة في طرح أسئلة شعرية وأخرى نقدية في محاولة حسب الناقد، صياغة رأي أو موقف من الشعر، من جانب الأهمية التداولية للشعر وحاجة المجتمعات الثقافية إليه بعيدا عن الجوانب المعرفية والمفاهيمية أو حتى القيمية، باعتبار الشعر جنسا أدبيا لا زال له من النفس والقدرة على العيش والاستمرار والتجدد، رغم حالات البلبلة والشك والتبرم التي تواجهه.
ومن القضايا الذي يتطرق لها الكتاب سؤال الشاعرة، كإحالة على السؤال النقدي الكبير هل هناك شعر نسائي؟ مستعرضا المواقف المختلفة بين من يرفع راية أن الكتابة واحدة سواء كان صاحبها رجلا أو امرأة، وبين واقع أن الشاعرة حين تكتب عن الذات فالذات أنثى وبالتالي يأخذ المكتوب الشعري خصوصياته من جنس كاتبه وقائله.
وفي إطار اهتمامه بالنصوص الشعرية الموقعة بأقلام نسائية، كما يقدم لنا الكتاب قراءات نصية وتتبعا شعريا لعدد من الشاعرات المغربيات في هذا الكتاب، منهن الشاعرة وفاء العمراني، وديوانها «الأنخاب» و وداد بنموسى في ديوانها «ألهو بهذا العمر»، والشاعرة أمل الأخضر وحضور الجمالي والمعرفي في ديوانها «أشبه بي».
ومن القضايا التي حاول الكاتب مقاربتها موضوع أفق الكتابة النقدية، كلام في الشعر المغربي الحديث، مأزق الشعر المغربي، أسئلة الكتابة الشعرية في الفايسبوك، وسؤال: هل القصيدة المغربية تقول شيئا وغيرها من القضايا التي تسائل موضوع النص الشعري المغربي المعاصر.
أما في باب «إحالات شعري» فقد اهتم بستة عناوين: موضوع الأسئلة الشعرية، وهيمنة النثرية على المشهد الشعري المغربي/ بين الناقد والشاعر/ النقاد الشعرا/، المعاني الضائعة في القصيدة المغربية الحديثة، الشاعرة/ أجيال شعرية.
وصدر للكاتب عدة أعمال من بينها،»لست الآن وحدي» و»يد فارغة»، «عن ظهر قلب»، «نصوص غنائية: شعراء وشعراء». كما صدر له مؤخرا مؤلف جديد بعنوان «شعراء يسكنون رأسي» ، حيث تناول هذا الكتاب ثلاثون شاعرة وشاعر مغربي، تداخلت نصوصهم بنصوص الكاتب، في تجربة الكتابة عن الشعر والشاعر بالقصيدة.


الكاتب : ليلى بارع

  

بتاريخ : 21/07/2022