المغاربة في مصر خلال القرن الثامن عشر  43 :الزواج من زوجات الأخ المتوفى لرعاية الأبناء والحفاظ على الثروة

 “المغاربة في مصر خلال القرن الثامن عشر» ،كتاب يتناول دراسة العائلات المغربية في مصر خلال هذه الفترة، وذلك من خلال إبراز دراسة هذه العائلات كخلية اجتماعية اقتصادية متحركة.
هذه الدراسة  سلطت الضوء على عائلات النخبة التجارية المغربية ودورها في الاقتصاد المصري إبان تلك الفترة التاريخية، و كذلك تطرقت إلى المدى الجغرافي الذي اتخذته معاملاتهم بمختلف أنواعها، والرخاء الاقتصادي الذي تمتعوا به.
 الكتاب أصدرته مكتبة الإسكندرية سنة 2015، وهو كما يقول مديرها الدكتور إسماعيل سراج الدين،  ترجمة للعلاقات بين مصر والمغرب العربي، التي هي من الصفحات المشرقة في تاريح الأمم، وأوضح الدكتور إسماعيل سراج الدين ، أن هذا التاريخ الممتد من العلاقات إلى العصور القديمة،  كان من نتيجتها ،العديد من الأسفار والرحلات من بلاد المغرب إلى مصر ومن مصر إلى المغرب، بل يكشف مدير مكتبة الإسكندرية، أن الروح المغربية موجودة في مدينة الإسكندرية في أوليائها الصالحين وأسماء أحيائها وشوارعها، بل امتد الوجود المغربي إلى مدن أخرى، وفي القاهرة عد ابن طولون مركزا للمغاربة، وما زلنا إلى اليوم نرى في هذا الحي أثرا في بقايا العائلات المغربية القاطنة .
كتاب «المغاربة في مصر خلال القرن الثامن عشر، هو دراسة للمؤرخ الدكتور حسام محمد  عبدالمعطي، أنجزها بمناسبة اختيار المملكة المغربية ضيف شرف معرض مكتب الإسكندرية  الدولي للكتاب سنة 2012. ولأهمية هذه الكتاب/الدراسة، نسلط الضوء على ما جاءت به هذه الدراسة من معطيات التي استندت في إنجازها إلى  العديد من الوثائق التي تبرز حياة ودور المغاربة في مصر،  في العديد من المجالات خلال القرن الثامن عشر .

 

لاحظ الكتاب ظاهرة زواجية أخرى وهي زواج الأخ من زوجة أخيه المتوفى؛ حيث حرصت العائلات والتجار على الزواج من أرامل أخواتهم بهدف حماية أموال وأملاك العائلة من التشتت في حالة زواج الأرامل بغريب من خارج العائلة؛ ورعاية أبناء الأخ المتوفى،ولعل الحادثة الأكثر شهرة في تاريخ الجبرتي من هذا النوع هي زواج الخواجا أحمد بن عبد السلام مشيش من زوجات أخيه من الأم الخواجا محمد بن محمد بن علي العرائشي، كما تزوج الخواجا قاسم بن محمد الدادي الشرايبي من صفية معتوقة وزوجة أخيه محمد جوربجي عزبان بعد وفاته وأنجب منها قاسم ولديه الوحيدين وهما حسن أبو علي وصفية.
ويتطرق الكتاب إلى  موضوع المصاهرة عن طريق المرأة بين العائلات المغربية،حيث شكل  موضوعا مهما للغاية؛فالمرأة كان لها دورها الفعال في نسج شبكة التصاهر بين هذه العائلات؛ حيث كانت عمليات التصاهر تحيل الطائفة المغربية إلى عائلة كبرى ومن أجل هذا التصاهر قدمت العائلات المغربية لبعضها تسهيلات ومساعدات قوية؛ وهو ماتوضحه الوثائق التي تكشف  أن عائلة الشراييي قدمت
تسهيلات وضمانات كبيرة لعائلة المنجور منذ هجرة الأخيرة إلى مصر؛ وعند تفحص أسباب
ذلك نجد أن والدة الخواجا محمد الدادي كانت آمنة بنت العربي المنجور؛ أي أن آل المنجور كانوا أخوال محمد الدادي. وهكذا كانت أغلب العائلات المغربية تدخل في عمليات مصاهرة قوية مع بعضها من أجل دعم نشاطها الاقتصادي وتفعيل دورها التجاري.
ويرى الكتاب أن  الزوجة الثانية  كانت في منزلة أقل؛ ولذلك فغالبا ما كانت الزوجة الثانية من الإماء أو الأرامل والمطلقات.
ويتساءل الدكتور حسام محمد عبدالمعطي  عن العوامل التي كانت تجعل التجار المغاربة يقبلون على مثل هذه الزيجات، وهل كان التجار المغاربة يقبلون على تعدد الزوجات كسلوك عام في المجتمع، أم كان ذلك لظروف اضطرارية لها ما يبررها لدى كل منهم؟ .


الكاتب : إعداد:  جلال كندالي

  

بتاريخ : 18/06/2021