المغاربة يتضامنون مع غزة، وحصيلة ضحايا العدوان الجديد تصل إلى 730 فلسطينيا

يواصل المغاربة، في سياق يعكس قيم التآزر والتعاون التي طالما ميزت الشعب المغربي، الخروج في وقفات ومسيرات حاشدة في أكثر من مدينة للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة بعد الانتهاك الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أدى حتى الآن إلى سقوط أكثر من 50 ألف قتيل.
فما إن بدأ القصف الغادر يوم الثلاثاء الماضي حتى خرج آلاف المواطنين في مسيرات حاشدة، آخرها مسيرة الدار البيضاء التي شارك فيها، مساء يوم السبت 22 مارس 2025، آلاف المتظاهرين، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات تدين العدوان الإسرائيلي وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف إراقة الدماء، كما رفع المشاركون شعارات تطالب بحماية المدنيين وإنهاء الحصار المفروض على غزة منذ سنوات، وصورا تعكس حجم الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وجابت المسيرة شوارع رئيسية بالدار البيضاء، مثل شارع الحسن الثاني وشارع مولاي يوسف قبل التوجه إلى قرب القنصلية الأمريكية. حيث عبر المتظاهرون عن رفضهم لاستمرار التقتيل والتهجير، مطالبين بالاستمرار في إسناد فلسطين.
وتشهد مختلف المدن المغربية مظاهرات ومسيرات شعبية، منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وذلك انسجاما مع موقف الرأي العام المغربي من القضية الفلسطينية، والذي تعتبر نسبة 97.8 في المائة منه أن القضية الفلسطينية هي قضية مغربية. في حين اعتبر 96.9 في المائة منهم أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة هي “عدوان وإبادة جماعية” ضد المدنيين الفلسطينيين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الاثنين، أن 730 فلسطينيا قتلوا منذ استئناف الضربات الإسرائيلية فجر الثلاثاء الماضي على قطاع غزة، مؤكدة أن 61 قتيلا نقلوا إلى المستشفيات خلال أربع وعشرين ساعة حتى صباح الاثنين.
وقالت الوزارة في بيان “ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 730 شهيدا، و1367 إصابة” منذ فجر الثلاثاء في 18 مارس الحال، مشيرة إلى أنه نقل إلى مستشفيات قطاع غزة “61 شهيدا منهم 4 انتشلوا من تحت الأنقاض، خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية”.
وأكدت الوزارة أن عددا من الضحايا “لايزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وأشارت إلى أن “حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 50082 شهيدا و113408 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023”.
ونشرت الوزارة قائمة مفصلة بأسماء 15613 طفلا فلسطينيا قتلوا خلال الحرب في قطاع غزة.
من جانبها، نددت منظمة أطباء بلا حدود الإثنين بالوضع “الحرج للغاية” للفلسطينيين النازحين في الضفة الغربية المحتلة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ يناير.
وأشارت الأمم المتحدة إلى نزوح نحو 40 ألف شخص منذ 21 يناير بعدما أطلقت إسرائيل عملية “السور الحديدي” التي قالت إنها تستهدف الجماعات الفلسطينية المسلحة في شمال الضفة الغربية.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين فلسطيني منذ العام 1967. ويقيم فيها كذلك قرابة نصف مليون مستوطن إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وكانت العملية الإسرائيلية بدأت بعد يومين من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهرا على بدء الحرب فيه.
وقالت المنظمة التي تعمل في الضفة الغربية إن وضع النازحين من الفلسطينيين “حرج للغاية”.
وبدأت العملية العسكرية الإسرائيلية بعد يومين من سريان اتفاق تهدئة في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحكام حماس في الأراضي الفلسطينية.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، التي تعمل في المنطقة، إن وضع الفلسطينيين النازحين “حرج للغاية”.
وبحسب المنظمة فإن الفلسطينيين “يعيشون بدون مأوى مناسب، (دون) خدمات أساسية، و(دون) حق الوصول إلى الرعاية الصحية”.
ونوهت أطباء بلا حدود إلى أن “الوضع النفسي (للنازحين) مقلق للغاية”. وقالت إن حجم النزوح القسري وتدمير المخيمات في الضفة الغربية “لم ي سجل مثله منذ عقود”.
وأضافت مديرة العمليات في المنظمة بريسي دي لا فيني “لا يستطيع الناس العودة إلى منازلهم لأن القوات الإسرائيلية منعت الوصول إلى المخيمات ودمرت المنازل والبنية التحتية”.
وأكدت المنظمة أنه “يجب على إسرائيل أن توقف ذلك، ويجب تكثيف الاستجابة الإنسانية”.
واستهدفت العملية العسكرية بشكل رئيسي كل من مخيم طولكرم ونور شمس في مدينة طولكرم ومخيم جنين في المدينة التي يحمل اسمها.

 

 


بتاريخ : 25/03/2025