المغتربون‭ ‬الجزائريون‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬يحافظون‭ ‬على‭ »‬شعلة‭ ‬الحراك»‬

‭ ‬يعمل‭ ‬المغتربون‭ ‬الجزائريون‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬تجمعات‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬ومسيرات‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬أيام‭ ‬تاريخية‭ ‬ومناظرات‭ ‬على‭ ‬إيقاد‭ “‬شعلة‭ ‬الحراك‭” ‬أو‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الشعبية‭ ‬المناهضة‭ ‬للنظام‭ ‬والتي‭ ‬خمدت‭ ‬جراء‭ ‬وباء‭ ‬كوفيد‮-‬19‭ ‬وموجة‭ ‬من‭ ‬القمع‭.‬
ينظم‭ ‬التجمع‭ ‬الكبير‭ ‬المقبل‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوفمبر،‭ ‬المصادف‭ ‬ذكرى‭ ‬بدء‭ ‬حرب‭ ‬الاستقلال‭ (‬1954‮-‬1962‭) ‬والاستفتاء‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬الجزائري‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تستجيب‭ ‬لمطالب‭ ‬الحراك‭ ‬لكنها‭ ‬تعرضت‭ ‬للانتقاد‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ “‬تغيير‭ ‬النظام‭” ‬الذي‭ ‬طالب‭ ‬به‭ ‬المتظاهرون‭.‬
منذ‭ ‬البداية،‭ ‬سار‭ ‬المغتربون‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬موجودون‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬الحراك‭ ‬الجزائري‭. ‬إذ‭ ‬أثارت‭ ‬الحركة‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2019‭ ‬حماسا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬وحشدت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أيام‭ ‬الأحد‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬جزائري‭ ‬فرنسي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تشهده‭ ‬قط‭ ‬الأراضي‭ ‬الفرنسية‭ ‬منذ‭ ‬الستينيات‭ ‬واندلاع‭ ‬المظاهرات‭ ‬المطالبة‭ ‬بالاستقلال‭.‬
أحيا‭ ‬المغتربون‭ ‬الحراك‭ ‬كي‭ “‬تبقى‭ ‬شعلته‭ ‬متقدة‭” ‬ومنح‭ “‬استمرارية‭ ‬للمطالب‭ ‬الجزائرية‭” ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬فايزة‭ ‬ميناي‭ ‬الشريكة‭ ‬المؤسسة‭ ‬لائتلاف‭ “‬دوبو‭ ‬لالجيري‭” (‬انهضي‭ ‬أيتها‭ ‬الجزائر‭)‬،‭ ‬لأن‭ “‬الحكومة‭ ‬تستغل‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬للضغط‭ ‬وتقمع‭ ‬الذين‭ ‬يخرجون‭ ‬للتظاهر‭ ‬وتقوم‭ ‬باعتقالات‭ ‬تعسفية‭”.‬
وبحسب‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتحرير‭ ‬المعتقلين،‭ ‬يوجد‭ ‬نحو‭ ‬90‭ ‬سجين‭ ‬رأي‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭.‬
ويرى‭ ‬مزيان‭ ‬أبان،‭ ‬من‭ ‬تجمع‭ “‬لا‭ ‬إسلامي‭ ‬ولا‭ ‬عسكري‭”‬،‭ ‬أن‭ ‬استئناف‭ ‬التظاهرات‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ “‬منح‭ ‬الأمل‭ ‬للشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬ومن‭ ‬كورونا‭ ‬ومن‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والإغلاق‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬طويلا‭”.‬
ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬مظاهرات‭ ‬المغتربين‭ ‬على‭ ‬باريس،‭ ‬حيث‭ ‬ينشط‭ ‬حوالي‭ ‬ثلاثين‭ ‬ائتلافا،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬وفي‭ ‬الخارج‭.‬
في‭ ‬ساحة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬الجميع‭ ‬يعرف‭ ‬أصيل‭ ‬منطقة‭ ‬القبائل‭ ‬ناصر‭ ‬يانات‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬ويتولى‭ ‬إعداد‭ ‬ملصقات‭ ‬الحراك‭ ‬التي‭ ‬اشتهرت‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ملصقات‭ “‬مطلوب‭” ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬صور‭ ‬ضباط‭ ‬أو‭ ‬مسؤولين‭ ‬جزائريين‭.‬
قال‭ ‬ناصر‭ ‬إن‭ ‬الملصقات‭ ‬تدعم‭ “‬الثورة‭ … ‬لأنها‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الناس،‭ ‬لأنني‭ ‬أشجب‭ ‬الظلم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يجرؤ‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬ذلك‭”.‬
ويرى‭ ‬ديدييه‭ ‬لو‭ ‬ساوت،‭ ‬وهو‭ ‬أستاذ‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬الحركات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬بجامعة‭ ‬باريس‭ ‬سان‭ ‬دوني،‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬جزائريي‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬بلغت‭ “‬مرحلة‭ ‬الاحتراف‭” ‬مع‭ ‬تعدد‭ ‬التجمعات‭ ‬ونشوء‭ ‬تجمعات‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الجمهورية‭.‬
ويقول‭ ‬إنهم‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ “‬تنويع‭ ‬أساليبهم‭” ‬مع‭ ‬تنظيم‭ ‬تظاهرات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬محدد‭ ‬أمام‭ ‬القنصليات‭ ‬الجزائرية‭ ‬ووزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬أو‭ ‬التعبئة‭ ‬للإفراج‭ ‬عن‭ ‬الصحفي‭ ‬خالد‭ ‬درارني‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭.‬
ويرى‭ ‬جزائريو‭ ‬الخارج‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ “‬الحراك‭” ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬وأن‭ ‬يكتسب،‭ ‬وفقا‭ ‬لعمر‭ ‬بورابة،‭ ‬الناشط‭ ‬في‭ ‬تنسيقية‭ “‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير‭ ‬والديمقراطية‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭”‬،‭ “‬أداة‭ ‬سياسية،‭ ‬هي‭ ‬إما‭ ‬حزب‭ ‬أو‭ ‬تجمع‭ ‬لاسقاط‭ ‬النظام‭”.‬
واعتبر‭ ‬مزيان‭ ‬أبان‭ ‬أن‭ “‬التظاهر‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭… ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفرض‭ ‬نقاشا،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نستمد‭ ‬من‭ ‬نموذج‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬مؤتمر‭ ‬الصومام‭ (‬1956‮-‬1958‭)‬من‭ ‬التزود‭ ‬بأداة‭” ‬مكنتها‭ ‬من‭ ‬ترسيخ‭ ” ‬مبادئ‭ ‬الجزائر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والجمهورية‭”.‬
ويطالب‭ ‬نشطاء‭ ‬آخرون‭ ‬بإيجاد‭ ‬ميثاق‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬الأسس‭ (‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والديمقراطية‭) ‬وحكومة‭ ‬انتقالية‭.‬
كما‭ ‬ينطوي‭ ‬اتجاه‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬تعبئة‭ ‬أعمق،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬بين‭ ‬مزدوجي‭ ‬الجنسية‭.‬
وأشار‭ ‬لو‭ ‬ساوت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ “‬حركة‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬حركة‭ ‬لتأكيد‭ ‬الانتماء‭ ‬للجزائر‭ ‬على‭ ‬التراب‭ ‬الفرنسي‭”.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ “‬يشمل‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬علاقة‭ ‬بالجزائر‭” ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حياتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬عائلاتهم،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ “‬الحراك‭” ‬يشمل‭ ‬أيضا‭ “‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تخلوا‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭”.‬
ويتعين‭ ‬على‭ ‬المغتربين،‭ ‬وفق‭ ‬فايزة‭ ‬ميناي،‭ “‬الضغط‭ ‬على‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وعلى‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬حتى‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬السلطة‭ “.‬
واعتبرت،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬المغتربين‭ ‬الجزائريين‭ ‬وأحفادهم‭ ‬الذين‭ ‬يقدر‭ ‬عددهم‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬2‭,‬5‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬
واوضحت‭ “‬لدينا‭ ‬فرنسيون‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬جزائري‭ ‬في‭ ‬البلديات‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭”‬،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬أوبرفيلييه‭ ‬أو‭ ‬بونويل‭ ‬سور‭ ‬مارن،‭ ‬الذين‭ ‬أيدوا‭ “‬القضية‭ ‬الجزائرية‭” ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬كون‭ “‬النواب‭ ‬يسائلون‭ ‬رئيسهم‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مفيد‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭”.‬
كما‭ ‬تعد‭ ‬القضية‭ ‬حاسمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ “‬ناشطي‭ ‬الحراك‭” ‬في‭ ‬الجزائر‭.‬
وقال‭ ‬الناشط‭ ‬الحقوقي‭ ‬والأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬قدور‭ ‬شويشة‭ “‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬المقارنة‭ ‬غير‭ ‬محقة،‭ ‬فإن‭ ‬المغتربين‭ ‬اليوم‭ ‬يلعبون‭ ‬نفس‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبوه‭ ‬أثناء‭ ‬حرب‭ ‬التحرير‭ (‬ضد‭ ‬القوة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الفرنسية‭).‬إنهم‭ ‬يعطون‭ ‬عمقا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬لمعركة‭ ‬الحراك‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭”.‬

‭”‬مناخ‭ ‬الخوف‭” ‬في‭ ‬البلاد

ندد‭ ‬عشرات‭ ‬الصحافيين،‭ ‬من‭ ‬مشارب‭ ‬متنوعة،‭ ‬ب‭”‬مناخ‭ ‬الخوف‭” ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬معبرين‭ ‬عن‭ ‬قلقهم‭ ‬إزاء‭ ‬تعدد‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬مهنيي‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭.‬
وأكد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الصحافيون،‭ ‬في‭ ‬عريضة،‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة‭ (‬22‭ ‬أكتوبر‭) ‬أن‭ “‬ممارسة‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬أصبحت‭ ‬مهمة‭ ‬مستحيلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مناخ‭ ‬القمع‭ ‬والخوف‭”.‬
وطالب‭ ‬الموقعون‭ ‬على‭ ‬العريضة‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬ب‭”‬الوفاء‭ ‬بتعهداتها‭ ‬المتكررة‭”‬،‭ ‬مبرزين‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬بالجزائر‭ “‬يواجه‭ ‬ظروفا‭ ‬حالكة‭”‬،‭ ‬مطبوعة،‭ ‬على‭ ‬الخصوص،‭ ‬بالسجن‭ ‬والتهديدات‭.‬
وأعربوا‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬لكون‭ “‬السجن،‭ ‬والتضييق‭ ‬والتهديد‭ ‬والمتابعات‭ ‬القضائية‭ ‬والاستدعاءات‭ ‬لدى‭ ‬الضبطية‭ ‬القضائية،‭ ‬والضغط‭ ‬بواسطة‭ ‬الإشهار‭ ‬لتطويع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والتدخلات‭ ‬لتوجيه‭ ‬خطها‭ ‬التحريري‭ ‬وفق‭ ‬مشاريع‭ ‬السلطة‭ ‬وخططها،‭ ‬بات‭ ‬أمرا‭ ‬واقعا‭ ‬مفروضا‭”.‬
وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ “‬المأساوي‭”‬،‭ ‬شدد‭ ‬الصحافيون‭ ‬الموقعون‭ ‬على‭ ‬العريضة،‭ ‬على‭ “‬تمسكهم‭ ‬بحرية‭ ‬الإعلام‭ ‬كدعامة‭ ‬أساسية‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬إيمانا‭ ‬منهم‭ ‬بأن‭ ‬ممارسة‭ ‬الصحافة‭ ‬مستحيلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مناخ‭ ‬يميزه‭ ‬القهر‭ ‬والخوف‭”.‬
وطالب‭ ‬الموقعون‭ ‬بتدابير‭ ‬تهدئة‭ ‬وإجراءات‭ ‬تسمح‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬اتخاذها‭ ‬بإزالة‭ “‬مناخ‭ ‬الخوف‭ ‬والاحتقان‭ ‬المسيطر‭ ‬على‭ ‬المهنة،‭ ‬وستفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬إمكانية‭ ‬إصلاح‭ ‬الوضع‭ ‬المهني‭ ‬والاجتماعي‭ ‬المزري‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬الصحافيون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭”.‬
كما‭ ‬طالبوا‭ ‬السلطات‭ ‬بتحقيق‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المطالب‭ ‬لإشاعة‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬التهدئة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الصحافي‭ ‬خالد‭ ‬درارني،‭ ‬ورفع‭ ‬الرقابة‭ ‬القضائية‭ ‬عن‭ ‬صحافيي‭ “‬الصوت‭ ‬الآخر‭”‬،‭ ‬ووقف‭ ‬جميع‭ ‬المتابعات‭ ‬القضائية‭ ‬والتحرشات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الصحافيين،‭ ‬وإلغاء‭ ‬حجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المواقع‭ ‬المطبق‭ ‬عليها‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء،‭ ‬بسبب‭ ‬تعاطيها‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬والأخبار‭ ‬بطريقة‭ ‬لا‭ ‬توافق‭ ‬نظرة‭ ‬الحكومة‭.‬
ودعوا‭ ‬إلى‭ “‬تعديل‭ ‬قانون‭ ‬الإعلام‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استقلالا‭ ‬حقيقيا‭ ‬لمهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬بالتشاور‭ ‬الواسع‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬المهنة‭ ‬والقانونيين‭ ‬المختصين،‭ ‬وكذا‭ ‬فك‭ ‬الخناق‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ووقف‭ ‬سياسة‭ ‬تفقير‭ ‬الصحافيين،‭ ‬ومنعهم‭ ‬المباشر‭ ‬وغير‭ ‬المباشر‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬التنظيم‭”.‬
ودعوا‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ “‬إطلاق‭ ‬ترتيبات‭ ‬عاجلة‭ ‬لإعداد‭ ‬قانون‭ ‬الإشهار،‭ ‬لإنهاء‭ ‬احتكار‭ ‬الحكومة‭ ‬للإعلانات‭ ‬وما‭ ‬يمثله‭ ‬ذلك‭ ‬كسلاح‭ ‬يهدد‭ ‬أرزاق‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الإعلام،‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬رفض‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬الطاعة،‭ ‬وفتح‭ ‬حقيقي‭ ‬لقطاع‭ ‬السمعي‭ ‬البصري،‭ ‬والسماح‭ ‬بإطلاق‭ ‬قنوات‭ ‬تلفزيونية‭ ‬خاضعة‭ ‬للقانون‭ ‬الجزائري‭ ‬وليس‭ ‬الأجنبي‭”.‬
كما‭ ‬حثوا‭ ‬الأسرة‭ ‬الإعلامية‭ ‬على‭ “‬التجند‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬شرف‭ ‬المهنة‭ ‬وكرامة‭ ‬الصحفيين‭ ‬واستقلاليتهم‭”.‬
رفع‭ ‬الحصانة‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬
حزب‭ ‬معارض‭ ‬

‬ورفع‭ ‬المجلس‭ ‬الشعبي‭ ‬الوطني‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬الحصانة‭ ‬عن‭ ‬النائب‭ ‬محسن‭ ‬بلعباس،‭ ‬رئيس‭ ‬التجمع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الثقافة‭ ‬والديموقراطية،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬المعارض‭.‬
كذلك‭ ‬رفعت‭ ‬الحصانة‭ ‬عن‭ ‬الوزير‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بوتفليقة،‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬واعلي،‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬جبهة‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬أخرى‭.‬
وتعليقا‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬الحصانة‭ ‬عن‭ ‬النائب‭ ‬بلعباس‭ ‬نددت‭ ‬الرابطة‭ ‬الجزائرية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بـ‭”‬استهداف‭ ‬نشطاء‭ ‬المعارضة‭.”‬
واعتبرت‭ ‬الرابطة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاستهداف‭ “‬يأتي‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬حملة‭ ‬قمع‭ ‬معمم‭ ‬للحريات‭ ‬ولن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬تسميم‭ ‬الأجواء‭”.‬
وكانت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬جزائرية‭ ‬قد‭ ‬أشارت‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬تقدم‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬بطلب‭ ‬رفع‭ ‬الحصانة‭ ‬عن‭ ‬النائبين‭ ‬بلعباس‭ ‬وواعلي‭.‬
وبعد‭ ‬اتهامه‭ ‬بالفساد،‭ ‬قرر‭ ‬واعلي‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬حصانته‭ ‬قبل‭ ‬جلسة‭ ‬التصويت‭.‬
في‭ ‬المقابل،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬توضيحات‭ ‬بشأن‭ ‬دوافع‭ ‬طلب‭ ‬رفع‭ ‬الحصانة‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬التجمع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الثقافة‭ ‬والديموقراطية‭.‬
وجاء‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬حينها‭ “‬أسفرت‭ ‬التحريات‭ ‬أن‭ ‬العامل‭ ‬المتوفي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لديه‭ ‬الرخصة‭ ‬القانونية‭ ‬للعمل‭ ‬بالجزائر‭”‬،‭ ‬وأن‭ “‬البناية‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬شيدت‭ ‬دون‭ ‬احترام‭ ‬القوانين‭ ‬العمرانية‭”‬،‭ ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬يستدعى‭ ‬بلعباس‭ ‬قريبا‭ ‬للمثول‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭.‬
وصرح‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬التجمع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الثقافة‭ ‬والديموقراطية‭ ‬عثمان‭ ‬معزوز‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ “‬بلعباس‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتجاوب‭ ‬مع‭ ‬الاستدعاءات‭ ‬القضائية‭. ‬وهو‭ ‬بانتظار‭ ‬استدعائه‭ ‬وسيمثل‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭”.‬
ويرفض‭ ‬التجمع،‭ ‬وهو‭ ‬حزب‭ ‬علماني،‭ ‬مشروع‭ ‬تعديل‭ ‬الدستور‭ ‬المطروح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النظام،‭ ‬والذي‭ ‬سينظم‭ ‬استفتاء‭ ‬بشأنه‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬ويصفه‭ ‬بأنه‭ “‬هروب‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭”.‬


الكاتب : وكالات - الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 28/10/2020