المغرب الفاسي في حاجة إلى تدبير أحسن، رغم موسمه الناجح

أنهى فريق المغرب الفاسي موسمه الكروي بتعادل غير مفيد أمام الرجاء الرياضي، ليتبخر حلم الظفر ببطاقة المشاركة في إحدى المسابقات القارية.
فقد كان الفريق يمني النفس باستعادة حضوره في المسابقات القارية أو العربية في ظل ما أبان عنه اللاعبون والأطر التقنية والمكتب المسير من تضحيات، وكان منافسا قويا للجيش الملكي على المركز المؤدي إلى كأس الاتحاد الإفريقي، لكنه اكتفى بالمرتبة الرابعة، بعد إجراء 30مقابلة، حقق خلالها 45 نقطة، جمعها من تسعة انتصارات و18 تعادلا وثلاث هزائم، مسجلا نسبة تهديفية بلغت +11.
ومن خلال قراءة بسيطة للأرقام والحصيلة، نجد أن المغرب الفاسي بصم على موسم رياضي أفضل بكثير من مجموعة من الفرق بالبطولة الاحترافية، على غرار الفتح الرياضي والنهضة البركانية وحسنية أكادير واتحاد طنجة ، لكن هذه الحصيلة الجيدة لا تمنع من طرح التساؤل التالي: هل كان في استطاعة الفريق أن يحقق نتائج أحسن؟
مما لا شك فيه أن المكتب المسير، وبشاهدة العارفين بخبايا الفريق الأصفر، عرف كيف يدبر موسمه، حيث وفر كل الظروف المادية والمعنوية، لكن الافتقاد إلى الهداف أو رأس الحربة المثالي، جعل المغرب الفاسي يضيع العديد من النقط سواء داخل الميدان أو خارج ، تضاف إليها خطة المدرب التونسي عبد الحي بنسلطان، الذي كان يفضل الدفاع عن شباكه عوض المغامرة في البحث عن الانتصار، الذي كان في متناوله في بعض اللقاءات. فلو أنه خلال 18 مباراة التي تعادل فيها، حقق الفوز عشر مرات وانهزم في ثمانية، لوجد نفسه منافسا شرسا للرجاء على الرتبة الثانية.
ورغم هذا المؤاخذة، فإن المدرب التونسي قدم نفسه بطريقة جيدة، وفرض احترامه في سوق المدربين العاملين في الدوري الاحترافي، حيث أنه يعد المدرب الوحيد في تاريخ الماص، الذي حقق أطول سلسلة من اللاهزائم.
وعموما، يمكن القول إن الموسم الحالي كان أحسن بكثير من سابقه، حيث سجلنا تحسنا مهما على جميع المستويات. فرغم الضعف الذي لمسناه على مستوى الخط الأمامي، تمكن الماص من استعادة مكانته كواحد من أقوى الفرق على الصعيد الوطني، وأصبح يضرب له ألف حساب. لكن الخروج من ربع نهائي كأس العرش على يد يوسفية برشيد، الذي غادر البطولة الاحترافي، ينبغي طرحه للنقاش، لأن اللاعبين انتصروا قبل لعب المقابلة، حيث استصغروا الفريق المنافس، فضاعت منهم فرصة ذهبية لبلوغ المربع الذهبي، الذي كان من دون شك سيزيد من قيمة الحصيلة الرياضية للنادي .
هذا الخطأ يفرض على مكونات التدبير الرياضي بالفريق أن تستفيد منه، ولاسيما الإدارة التقنية وحتى رئيس النادي، من خلال القيام بانتدابات وازنة خلال الموسم المقبل، لأن ما ضاع هذا الموسم يمكن تداركه في الموسم المقبل، بشرط التدبير الجيد لملف الانتدابات، وإعطاء الفرصة لأبناء المدرسة، الذين لديهم إمكانيات كبيرة، لكنهم في حاجة فقط إلى الثقة والإيمان بقدراتهم.


الكاتب : خالد الطويل

  

بتاريخ : 06/07/2022