رغم البداية المتعثرة، استطاع فريق المغرب الفاسي أن يختتم موسمه الكروي بنتائج إيجابية نسبياً، في ظل ظروف صعبة على المستويين الإداري والتقني، مما يجعل حصيلته محطّ تقدير من قبل الجماهير والمتابعين.
لقد بدأ الفريق موسمه وسط أجواء من عدم الاستقرار، حيث كان محروماً من دخول سوق الانتقالات، إضافة إلى مشاكل إدارية مرتبطة بالتركيبة التسييرية. ورغم كل ذلك، شكّلت السنة الجارية أول تجربة حقيقية للشركة الرياضية، وهي مرحلة تميزت بتحدياتها ونجاحاتها على حد سواء.
وتوالى على العارضة التقنية للماص هذا الموسم أربعة مدربين، في مشهد يعكس عدم الاستقرار التقني، حيث كانت البداية مع الإيطالي أرينا، الذي قاد الفريق في 16 مباراة، تلاه أكرم الروماني، لكن مقامه توقف عند 5 مباريات، حقق فيها أفضل معدل نقاط، لمتنح المهمة بشكل مؤقت لحمادو، مدرب الحراس، في 3 مباريات، قبل التعاقد مع الكرواتي طوميسلاف، الذي خاض 7 مباريات، منها مباراة واحدة في كأس العرش.
رغم هذا التغيير المتكرر، تمكن المغرب الفاسي من جمع 46 نقطة في 30 مباراة، محققًا 12 فوزًا، و10 تعادلات، مقابل 8 هزائم، ما جعله يحتل المرتبة الثامنة في الترتيب العام.
وسجّل الفريق 34 هدفًا، بينما تلقت شباكه 29 هدفًا، وهو رقم لا يُعد كارثياً بفضل تألق الحارس الدولي شهاب، الذي أنقذ الفريق من عدة مواقف حرجة. ومع ذلك، فإن الأداء الدفاعي العام يطرح علامات استفهام، خاصة في ظل غياب الصلابة والانضباط، حيث تلقى لاعبو الفريق 84 بطاقة صفراء و6 بطاقات حمراء، في إحصائية مقلقة لا تليق بتاريخ فريق بحجم المغرب الفاسي، وتؤشر على الحاجة لتصحيح سلوكي داخل المجموعة.
وحصل الفريق على 7 ضربات جزاء خلال الموسم، لم ينجح سوى في تسجيل 3 منها، بينما تم تضييع 4 ضربات، جميعها من طرف الثنائي جناتي وبدوي، ما أثّر بشكل مباشر على نتائج بعض المباريات الحاسمة.
ويعد الإقصاء المبكر من كأس العرش، أحد أبرز خيبات الموسم، لأن هدف مكونات الفريق كان هو الوصول إلى نصف النهائي. وقد شكلت هذه الخسارة صدمة لعشاق «الماص»، خصوصاً بعد الآمال التي عُلّقت على الفريق.
وعرف الموسم أيضا توتراً واضحاً بين الجمعية الرياضية والشركة المشرفة على تسيير الفريق، تخللته حملة إعلامية شرسة ضد مكتب الجمعية، الذي رغم كل الضغوط، أظهر حكمة وتبصرًا في تسيير المرحلة.
من جهته، لعب الوالي دورًا حاسمًا في إنقاذ الفريق ماليًا، حيث تم رفع منحة مجلس المدينة إلى مليار سنتيم، كما نجح في تعبئة موارد إضافية بقيمة 3 مليارات و200 مليون سنتيم لحل النزاعات العالقة.
وتُخطط إدارة الفريق للتعاقد مع مدرب كبير قادر على قيادة الفريق نحو منصات التتويج، إلى جانب تعزيز صفوف الماص بلاعبين مميزين، خصوصاً في المراكز التي كشفت عن ضعف خلال الموسم المنقضي.
المغرب الفاسي.. نقاط ثمينة، إنذارات مقلقة وطموحات قادمة

الكاتب : خالد الطويل
بتاريخ : 30/05/2025