المغرب وألمانيا يتفقان على «تجاوز سوء الفهم» بينهما

ناصر بوريطة وأنالينا بيربوك يشيدان بمحتوى الرسائل المتبادلة بين الرئيس الألماني وجلالة الملك

 

أكد وزيرا خارجية المغرب وألمانيا، في بيان مشترك، أول أمس الأربعاء، أنهما اتفقا على «تجاوز سوء الفهم» الذي توترت بسببه العلاقات بين البلدين على مدى أشهر العام الماضي، مرحبين بعودة السفيرة المغربية إلى برلين وقرب وصول سفير ألماني جديد إلى الرباط.
وأشاد ناصر بوريطة، والوزيرة الألمانية، أنالينا بيربوك، بمحتوى الرسائل المتبادلة بين رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، فرانك-فالتر شتاينماير، وجلالة الملك محمد السادس، والتي أكدا فيها على المصلحة المتبادلة في تأسيس شراكة جديدة بين البلدين.
وذكر بلاغ مشترك صدر عقب مباحثات أجراها ناصر بوريطة وأنالينا بيربوك، للمرة الأولى، أن الجانبين اتفقا على إعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية بجودتها الخاصة في جميع المجالات، بروح من التناسق والاحترام المتبادل والسياسات الناجعة، كما أبرزا الاهتمام الكبير والمتبادل بالعلاقات الودية والوثيقة بين البلدين، متفقين على إطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ وكذا تعميق العلاقات الثنائية متعددة الأوجه.
وأثنى الوزيران أيضا، في هذه المباحثات التي جرت عبر تقنية الاتصال المرئي، على الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها العلاقات بين البلدين، مشددين على المصلحة المشتركة للدفع قدما بهذه العلاقات، لاسيما في ضوء تحديات ومتطلبات الانتعاش لمرحلة ما بعد جائحة كورونا، واتفقا على ضرورة استئناف التعاون ليشمل جميع المجالات وبانخراط جميع الفاعلين.
وأفاد البلاغ المشترك أنه سيتم خلال الأسابيع المقبلة، تحديد الخطوط العريضة الرامية إلى تجديد وتعميق الحوار والتعاون للمواجهة المستقبلية للتحديات الإقليمية والشاملة.
وفي هذا الصدد، رحبت الوزيرة الألمانية، بعودة سفيرة المغرب إلى برلين، مؤكدة على الوصول القريب للسفير الجديد لجمهورية ألمانيا الاتحادية إلى المغرب.
وكانت العلاقات الثنائية المستقرة تاريخيا شهدت توترا منذ مارس الماضي عندما قررت الرباط تعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانية في المغرب، في خطوة أتت ردا على انتقاد برلين لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه أواخر العام 2020، وفق ما أوضح مسؤول مغربي آنذاك لـ»وكالة فرانس برس».
لكن علاقات البلدين انفرجت في الفترة الأخيرة إذ أعلنت الخارجية المغربية أواخر العام الماضي عزمها استئناف علاقات دبلوماسية «طبيعية» مع ألمانيا.
وأتى الإعلان يومها غداة نشر الخارجية الألمانية تصريحا أكدت فيه أن موقف برلين من نزاع الصحراء «لم يتغير منذ عقود». كما دعا الرئيس الألماني فالتر شتاينماير الملك محمد السادس إلى القيام بزيارة دولة «لإرساء شراكة جديدة بين البلدين»، وفق ما أعلن الديوان الملكي في يناير.
وتعد ألمانيا من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للمغرب، إذ تنشط حوالى 300 شركة ألمانية في هذا البلد، فضلا عن كونها من أبرز مانحيه في برامج تعاون ثنائي.


بتاريخ : 18/02/2022