المغرب يفقد قامة إعلامية تركت إرثا خالدا في الذاكرة .. وداعا الإعلامي والسينمائي علي حسن

خيم الحزن، صباح يوم الاثنين 25 غشت 2025، على المشهد الإعلامي المغربي، بعد الإعلان عن وفاة المقدم التلفزيوني والإذاعي محمد الوالي، المعروف لدى الجمهور باسم علي حسن، أحد أبرز الأسماء التي بصمت تاريخ التلفزيون والإذاعة المغربية.
علي حسن، بالإضافة إلى كونه كان مقدم برامج، شكل علامة فارقة في ذاكرة المشاهدين لعقود، حيث اشتهر ببرنامجه الشهير “سينما الخميس” الذي قرب المغاربة من عالم الفن السابع، وعبارته الشهيرة التي لطالما رددها الجمهور: “فرجتكم ممتعة”. إلى جانب ذلك، كان حاضرا في النشرات الإخبارية باللغة الفرنسية، وأدار برامج إذاعية جمعت بين الجدية والفن، مما جعله صوتا مرجعيا في المشهد الإعلامي المغربي.
تميز الفقيد بالمهنية العالية، وحب العمل، والقدرة على المزج بين المعلومة والترفيه بطريقة جذابة وهادفة، وكان شاهدا على تحولات المشهد الإعلامي المغربي، من زمن الأبيض والأسود إلى عصر البث الرقمي، تاركا إرثا كبيرا في الإعلام والثقافة والفن.
فور انتشار خبر الوفاة، غصت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات النعي والرثاء، حيث عبر نشطاء ومتابعون عن صدمتهم وحزنهم لفقدان شخصية صنعت ذاكرة جماعية.
وتصدر اسم علي حسن المواضيع الأكثر تداولا، مرفوقا بصور أرشيفية تجمعه بزملاء فنانين وإعلاميين، واستعاد المغاربة لحظات الانتظار الأسبوعي لبرنامج “سينما الخميس” الذي كان طقسا محببا للكثيرين.
من بين أبرز ردود الفعل، كتب الممثل والمخرج محمد نظيف: “خبر محزن… علي حسن غادرنا هذا الصباح. كان ركيزة حقيقية في عالم التلفزيون والإذاعة، وترك بصمته على أجيال متعاقبة”، بينما غردت إعلامية “وداعًا لصوت الطفولة وأيقونة السينما المغربي… أثره سيظل حاضرا في قلوبنا”.
كما شارك عدد من السينمائيين والإعلاميين تغريدات وصورا تذكارية، مؤكدين أن رحيل علي حسن يعني فقدان جسر حقيقي بين الجمهور وعالم السينما، وشخصية جمعت بين الرصانة والإبداع وكرست حياتها لخدمة الثقافة والفن.
لم يقتصر تأثير علي حسن على الشاشة والإذاعة، بل كان قدوة في الالتزام الأخلاقي والاجتماعي، محبا لزملائه ومتعاونا مع الأجيال الشابة.
مسيرته تكشف عن شخص جمع بين المهنية الصارمة والود الإنساني، واستطاع أن يحافظ على مصداقية الإعلام المغربي في أوقات صعبة، مجسدا نموذجا للصحفي الفنان الذي يعرف دوره ورسالته.
برحيله، يخسر الإعلام المغربي صوتا من الأصوات التي صنعت مجده، ويبقى أثره شاهدا على مرحلة ذهبية من تاريخ الشاشة الصغيرة والإذاعة الوطنية، ودرسا للأجيال القادمة في المهنية، وحب الفن، والقدرة على ترك بصمة لا تمحى.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 26/08/2025