الملك فيليبي السادس: إسبانيا والمغرب يعملان على تعزيز وتوطيد شراكتهما الاستراتيجية

أكد الملك فيليبي السادس، عاهل إسبانيا، أول أمس الخميس بالرباط، أن بلاده والمغرب يعملان على تعزيز وتوطيد شراكتهما الاستراتيجية.
وأبرز العاهل الإسباني خلال لقاء مع أفراد الجالية الإسبانية المقيمة بالمغرب، أن الزيارة الرسمية التي قام بها إلى المملكة، بدعوة كريمة من جلالة الملك محمد السادس، كانت فرصة للوقوف عن كثب على الجهود التي تبذلها الدولتان لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية “التي تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لأوروبا والمغرب العربي”.
وفي هذا السياق، أكد الملك فيليبي السادس على أهمية التعاون الثقافي بين البلدين الجارين، منوها باختيار إسبانيا ضيف شرف للدورة 25 للمعرض الدولي للكتاب، وكذا بتنظيم البرنامج الثقافي “وجوه” في العديد من المدن المغربية، والمعرض الخاص بمجموعة بنك إسبانيا بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار الملك فيليبي السادس إلى أن بلاده تعد حاليا الشريك التجاري الأول للمغرب، مضيفا أن انعقاد المنتدى الاقتصادي المغربي -الإسباني في وقت سابق من يوم الخميس، يعكس العلاقات الاقتصادية الممتازة القائمة بين البلدين.
كما أشاد بالتعاون “القيم” و”الفعال” بين الرباط ومدريد في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة والهجرة غير الشرعية، مشددا على أهمية تعزيز التعاون في هذه المجالات بدعم من الاتحاد الأوروبي.
واعتبر الملك فيليبي السادس، أن متانة العلاقات الثنائية، التي تجسدت من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات خلال هذه الزيارة، هي دليل على التكامل بين البلدين وعلى الحاجة المتزايدة لتوطيد التعاون في مختلف الميادين.
من جهة أخرى، حث العاهل الإسباني أفراد الجالية الإسبانية المقيمة في المغرب على المساهمة بشكل أكبر في التقارب بين البلدين الجارين والشعبين اللذين يتقاسمان تاريخا مشتركا، لا سيما في مجال التربية وتعلم اللغة الإسبانية، بالنظر إلى العدد الكبير من المدارس الإسبانية ومعاهد “سيرفانتس” التي تحتضنها المملكة.
وأكد عاهل إسبانيا أن إسبانيا والمغرب في مستوى بناء “حلف رائد وطلائعي” للشراكة الأورو – متوسطية، من شأنه المساهمة في تقارب ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأشار عاهل إسبانيا إلى أنه في عالم يزداد تعقيدا، بإمكان إسبانيا والمغرب، بفضل الدينامية الجارية بين البلدين، بناء “حلف رائد وطلائعي” للشراكة الأورو-متوسطية، من شأنه المساهمة في التقارب بين ضفتي المتوسط، وأيضا بين أوروبا والقارة الإفريقية.
وقال الملك فيليبي السادس “بإسبانيا، نحن مقتنعون بأن المغرب سيواصل توطيد موقعه كشريك ذي أولوية بالنسبة لبلدنا، سواء باعتباره وجهة نهائية أو منصة نحو إفريقيا”، موضحا أن الوقت قد حان لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون، والمضي قدما في الشراكة الاقتصادية والتجارية وتوسيعها لتشمل إفريقيا”.
ولتحقيق هذه الغاية، دعا عاهل إسبانيا إلى “الاعتماد على السياسة التي نهجها المغرب خلال السنوات الأخيرة، والتي نجحت تحت القيادة الفاعلة لجلالة الملك محمد السادس في ضمان موقع، بشكل بارز، للمقاولات المغربية في القارة الإفريقية وأن يصبح المستثمر الرئيسي بإفريقيا”.
وسجل العاهل الإسباني أن الإصلاحات التي يقوم بها المغرب ستعطي زخما جديدا لبلوغ مستويات أرقى من التنمية والتماسك الاجتماعي، وإزالة الحواجز التي تعيق النمو وتحسين مناخ الأعمال، وذلك من أجل جذب مزيد من الاستثمارات في إطار مواكبة “البرامج الطموحة التي تم إطلاقها في مجالات استراتيجية كالطاقات المتجددة والماء والبنيات التحتية”.
في هذا السياق، أشاد الملك فيليبي السادس ب “التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال تحديث اقتصاده وبنياته التحتية ومؤسساته”، مذكرا بأن المملكة ربحت 60 مرتبة خلال 7 سنوات في تصنيف ممارسة الأعمال الذي يضعه البنك الدولي.
وأشار عاهل إسبانيا إلى أن المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، كرس مكانته ك “قطب حقيقي للاستقرار السياسي والنمو السوسيو-اقتصادي والتحديث بالمنطقة”، بفضل “تقدمه السياسي المهم وإصلاحاته الديموقراطية”.
وبعد أن سجل بأن من شأن هذا المنتدى الاقتصادي، الذي التأم فيه مستثمرون ورجال أعمال من البلدين، بث دينامية جديدة في العلاقات والمبادلات التجارية الإسبانية المغربية لما فيه مصلحة الشعبين، أكد عاهل إسبانيا أن “الشراكة الاستراتيجية الثنائية، القائمة على الثقة والاحترام المتبادل والتضامن والتكامل، تغطي مجالات شتى” .
وقال الملك فيليبي السادس “أود التأكيد على أن المغرب سيجد دوما في إسبانيا شريكا مخلصا وملتزما لدعم تقدمه على كافة الأصعدة”.


بتاريخ : 16/02/2019