نجح المنتخب المغربي الرديف بقيادة الإطار الوطني طارق السكتيوي في تحقيق فوز مستحق على نظيره المصري، الذي يشرف عليه المدرب حلمي طولان، بهدفين دون رد، في مباراة ودية أقيمت على أرضية ملعب البشير بمدينة المحمدية، خلف أبواب مغلقة وبدون حضور جماهيري أو إعلامي، في خطوة أثارت الكثير من الجدل، خاصة من الجانب المصري. وسجل هدفي اللقاء كل من أمين زحزوح، المحترف في صفوف الوكرة القطري، وبن تايك، لاعب نادي الزمالك المصري، ليؤكدا تفوق المنتخب المغربي على نظيره المصري في لقاء اتسم بالندية والإيقاع المرتفع، رغم طابعه الودي.
وعرفت المباراة سيطرة واضحة للعناصر الوطنية، التي ظهرت أكثر انسجاماً وتنظيماً داخل رقعة الميدان، حيث فرض أبناء السكتيوي إيقاعهم منذ الدقائق الأولى، مستفيدين من الضغط العالي والتمركز الجيد، وهو ما أثمر عن هدف أول جاء من توقيع زحزوح بعد تمريرة مركزة، قبل أن يعزز بن تايك النتيجة بهدف ثانٍ، جاء ليُجهز على آمال الفراعنة في العودة في النتيجة.
اللافت أن الهدفين حملا توقيع لاعبين محترفين في الخارج، ما يعكس جودة المواهب التي باتت الكرة المغربية تفرزها على أكثر من مستوى، محلياً وخارجياً.
اللقاء لم يمر دون ضجة، إذ تفاجأت وسائل الإعلام المصرية، التي كانت قد حضرت لتغطية تحضيرات منتخب بلادها بعد تأهله إلى كأس العالم على حساب جيبوتي، بقرار منع التغطية المباشرة للقاء. وقد كانت بعض المنابر الإعلامية المصرية قد أعدت بلاطوهات خاصة بملعب العربي الزاولي، غير أن قرار إغلاق اللقاء ونقله إلى ملعب البشير شكل صدمة لها، خاصة في ظل التعتيم الذي رافق المباراة من البداية وحتى صافرة النهاية. ورغم كون المباراة ودية، إلا أنها لم تخرج عن طابع التنافس التقليدي الذي يميز دائماً المواجهات المغربية المصرية، إذ ظهرت الندية واضحة على مجريات اللعب، غير أن الأفضلية كانت مغربية بامتياز، سواء من حيث الاستحواذ أو خلق الفرص. وواصل المدرب طارق السكتيوي بهذا الانتصار تفوقه الواضح على المنتخبات المصرية، حيث رفع رصيده إلى ثمانية أهداف دون رد، عند جمع هذا الفوز بثنائية نظيفة إلى الانتصار السابق بسداسية نظيفة خلال دورة الألعاب الأولمبية، وهو ما يؤكد نجاح هذا الإطار الوطني في قراءة خصومه واستغلال نقاط ضعفهم بشكل ذكي وفعّال. وعرفت المباراة تألقاً خاصاً لأمين زحزوح، الذي وقع على أداء كبير يؤكد به بدايته القوية في الدوري القطري. ويُعد زحزوح من أبرز الأسماء التي بصمت على حضور قوي رفقة السكتيوي في السابق، خاصة في المنافسات المحلية، قبل أن يغيب عن بطولة «الشان» الأخيرة بسبب احترافه الخارجي. عودته إلى المنتخب الرديف أضافت الكثير من الحيوية والفعالية في الخط الأمامي، إلى جانب أسماء أخرى وازنة، أبرزها بن تايك، الذي قدم مباراة كبيرة أمام منتخب بلده الأصلي.
واعتمد السكتيوي خلال هذه المباراة على تشكيلة متوازنة، جمعت بين عناصر الخبرة واللاعبين الصاعدين، حيث شارك كل من صلاح الدين شهاب في حراسة المرمى، إلى جانب مروان الوادني، حمزة الموساوي، وربيع حريمات في الدفاع، وأيوب خيري، خالد آيت أورخان، ويوسف مهري في وسط الميدان، في حين قاد الهجوم كل من رضا سليم، محمد مفيد، وحمزة هنوري. تشكيلة أثبتت مرة أخرى جاهزيتها وتطورها تحت قيادة السكتيوي، الذي يبدو عازماً على بناء منتخب رديف قادر على أن يكون خزانا حقيقياً للمنتخب الأول مستقبلاً.
المنتخب الرديف يهزم الفراعنة بثنائية نظيفة
الكاتب : ن الناسي
بتاريخ : 11/10/2025

