المنتخب الوطني يحافظ على خطه التصاعدي رغم التعادل السلبي أمام البيرو

في ثاني مباراة ودية له في ظرف ثلاثة أيام

 

أنهى المنتخب الوطني، ليلة أول أمس الثلاثاء، مباراته الودية أمام البيرو، التي جرت على أرضية ملعب سيفيتاس ميتروبوليتانو بمدريد، بتعادل سلبي، رغم أنه دخلها منتشيا بفوزه التاريخي على المنتخب البرازيلي، يومه السبت الماضي، بهدفين مقابل هدف واحد، على ملعب طنجة الكبير.
وفرض المنتخب الوطني سيطرة شبه مطلقة على مجرات اللعب، خاصة في ظل تراجع المنتخب البيروفي إلى الوراء، لأنه سعى بكل إمكانياته إلى سد المنافذ في وجه اللاعبين المغاربة، لتفادي هزيمته الثانية على التوالي، بعدما سقط يوم السبت أمام منتخب ألمانيا بهدفين دون مقابل.
وكانت أبرز الفرص المغربية، تلك التي أتيحت لمدافع بايرن ميونيخ الألماني، نصير مزراوي، بعدما توصل بكرة على طبق من ذهب من لاعب وسط غنك البلجيكي بلال الخنوس داخل المنطقة، فهيأها زاحفة إلى مهاجم إشبيلية يوسف النصيري الذي لعبها بيمناه، لكن حارس مرمى أورلاندو سيتي الأميركي بيدرو غاييسي حولها ببراعة إلى ركنية (20).
وأدخل وليد الركراكي بعض التغييرات على المجموعة التي خاضت مباراة البرازيل، حيث أشرك عبد الصمد الزلزولي ويحي عطية الله وزكرياء أبوخلال كأساسيين، بدل حكيمي وأناحي، الغائبين بداعي الإصابة، وبوفال الذي جلس في دكة الاحتياط، فيما أعاد مزراوي إلى مركزه كظهير أيمن، وزياش الذي شغل مركز صانع اللعب، لكنه في المقابل، لم يمنح الفرصة للأسماء التي وجه إليها الدعوة لأول مرة، على غرار إبراهيم صلاح وشادي رياض وياسين كشطا وبنجامين بوشواري وأيوب عمراوي وعبد الحميد عبقار، حيث فضل منحهم فرصة الاستئناس بأجواء المنتخب الوطني، ودفعهم إلى الاشتغال أكثر من أجل الحصول على مكان ضمن التشكيلة الأساسية.
وواصلت العناصر الوطنية ضغطها على مرمى منتخب البيرو، وخلقت العديد من الفرص السانحة للتهديف، كانت أخطرها تسديدة حكيم زياش القوية فوق العارضة البيروفية في الدقيقة 37.
وخلال الشوط الثاني، ترك الفريق الوطني المبادرة للخصم البيروفي، حيث مارس ضغطا خفيفا على مرمى الحارس ياسين بونو، الذي ظل في شبه راحة خلال هذه المواجهة، التي جرت أمام جماهير غفيرة.
ومن أجل ضخ دماء جديدة في شرايين المنتخب الوطني، أدخل المدرب الوطني أنس الزروري مكان أبو خلال وبوفال عوض الزلزولي والصابيري بدل الخنوس، فارتفعت درجة الخطورة المغربية، حيث كاد زياش أن يفاجئ الحارس غاليس في الدقيقة 73، بعدما أرسل كرة قوية جانبت القائم.
وكانت الدقيقة 78 نقطة التحول في المباراة، بعدما طرد الحكم خوان مارتينيز كلا من سفيان بوفال وكارلوس زامبرانو على إثر اشتباكهما، ما أثر على أداء الخط الأمامي المغربي، الذي بدا فاقدا للفعالية، الأمر الذي دفع الركراكي إلى إدخال عبد الرزاق حمد الله مكان يوسف النصيري، الذي قدم كعادته سخاء بدنيا كبيرا، حيث زاوج بين المهمتين الهجومية والدفاعية.
وعموما، فإن مواجهة البرازيل والبيرو مكنتا الناخب الوطني من قياس قدرات لاعبيه، لأن الخصمين كانا من العيار الكبير، وأتاحا أمامه فرصة الوقوف على بعض النقط السلبية، التي يتعين عليه الاشتغال عليها في المستقبل، لاسيما في خط الهجوم. لكن بالمقابل أظهر الشاب الواعد بلال الخنوس ثقة كبيرة في النفس، وسيكون لا محالة قوة إضافية للمجموعة الوطنية، بينما شكل الخط الدفاعي نقطة استقرار وأمان، رغم بعض الأخطاء التي وقع فيها الحارس ياسين بونو أمام البرازيل.
ويمكن القول إن المنتخب الوطني حافظ على خطه التصاعدي، بعد الظهور اللافت في مونديال قطر،الذي توجه باحتلال الرتبة الرابعة عالميا، محققا إنجازا غير مسبوق على المستولى القاري والعربي.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 30/03/2023