المنتدى الوطني للتوجيه التربوي تجربة جديدة متميزة أسستها فعاليات جامعية بأكادير

 

تفاعلت معها إيجابيا المديريات التعليمية بالجهات الجنوبية الأربع

 

بعد أن استوفت سنتها التاسعة على تأسيسها وانبثاقها من رحم جامعة ابن زهر بأكادير، أصبحت تجربة المنتدى الوطني للتوجيه التربوي نموذجا ناجحا ينبغي أن يحتذى به من حيث المساعدة في التوجيه والتواصل مع تلاميذ السنة الثانية باكلوريا المقبلين طبعا بعد نيل شهادة البالكوريا على استكمال دراساتهم العليا والجامعية بمختلف المدارس والمعاهد العليا وبمختلف الكليات الجامعية.
وقد انبثقت هذه التجربة المتميزة والفريدة من نوعها وطنيا من قبل فعاليات جامعية ارتأت أن تساهم بشكل تطوعي ومجاني إلى جانب الجهازالرسمي للتوجيه التربوي التابع لوزارة التربية الوطنية، في تقديم مساهمات معرفية عبارة عن مساعدات استشارية وتوجيهية مع وضع معلومات محينة وراهنية رهن إشارة تلاميذ السنة الثانية بالكلوريا المقبلين على ولوج مؤسسات التعليم العالي.
ويضم مكتب المنتدى الوطني للتوجيه التربوي الذي تم تأسيسه وفق قانون الجمعيات ،11عضوا ينتمون كلهم إلى جامعة ابن زهر، إما كأساتذة جامعيين تقاعدوا عن العمل أومازالوا يمارسون وإما كطلبة مسجلين في سلك الماستر أوباحثين في سلك الدكتوراه، جمعهم لهم همّ واحد وفكرة نبيلة واحتضنهم العمل التطوعي المجاني فقرروا تأسيس هذا المنتدى والانخراط فيه.
كما حملهم شغف تقديم معلومات وإرشادات وتوجهيات للتلاميذ في فترة ما قبل ولوج كليات ومدارس الجامعة في مختلف التخصصات، إلى أن تخطوا مجالهم الجغرافي الضيق إلى فضاءات أرحب، حتى أصبح المنتدى بعد اختماره مهارة يكتسي شهرة بالجنوب توالت عليه طلبات الثانويات التأهيلية بأربع جهات جنوبية سواء من قبل المديريات التعليمية أو من قبل مدراء الثانويات التأهيلية أو من طرف جمعيات الآباء والأمهات وأولياء التلاميذ والتلميذات.
ومنذ تأسيسه خطا المنتدى خطوات جبارة وصار يرتحل إلى كل مكان سواء بجهة سوس ماسة أو بجهات أخرى بجنوب المغرب فكانت آخر محطة يحل بها خلال الموسم الدراسي 2021/2022،هي محطة مدينة السمارة حيث نظم المنتدى لقاءات مكثفة قدم من خلالها توجيهات تربوية للتلاميذ بثانويات السمارة التأهيلية بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالسمارة التابعة للأكاديمية الجهوية لجهة كلميم وادنون أيام 13 و14 ماي 2022.
ويمكن القول إن شهرة المنتدى ازدادت وهذه إحدى مؤشرات نجاجه باعتباره جمعية مدنية تكمل عمل الجهاز الرسمي للتوجيه،أي تكمل عمل المستشارين والمفتشين في التوجيه، بالرغم من كونه عبارة عن جسر يربط بين عمل المستشارين في التوجيه وبين عمل لجنة مصاحبة الطلبة الجدد المسجلين في كليات ومدارس الجامعة.
كما يعتبر المنتدى الوطني للتوجيه إطارا مدنيا غير رسمي يعمل بشكل تطوعي بتنسيق مع الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية من أجل تنظيم لقاءات في التوجيه التربوي وإعطاء لمحة وصورة مفصلة عن التكوين الجامعي ومختلف التخصصات والمسالك والشعب.
ويعمل بالتنسيق مع لجنة المصاحبة التابعة لجامعة ابن زهر، لتيسير عملية انصهار التلاميذ الجدد المسجلين في مختلف الكليات والمدارس العليا حتى يواكبوا التكوينات الجامعية ويستأنسوا بفضاء الجامعة.
وفي تصريح للجريدة أكد رئيس المنتدى الدكتور أحمد صابر،أن ما يقوم به المنتدى الوطني في مجال التوجيه هو عمل تكميلي لعمل المستشارين والمفتشين في التوجيه، وتبقى فرادته تكمن في كونه يلقن معلومات محينة ومستحدثة عن التكوينات بالجامعة ومباريات الولوج إلى المدارس العليا وعن أوراش الجامعة والمؤسسات الجامعية التابعة لها بجميع أقاليم الجهات الجنوبية بحيث يمد التلاميذ بكل المعلومات ما بعد الباكلوريا فضلا عن تقديم دردشات تفاعلية مع الفئة المستهدفة.
وأضاف أن المنتدى الوطني كان في الأول يركز اشتغاله على تلاميذ الثانويات التأهلية التابعة لمديرية أكاديرإداتنان،لكن بسبب تزايد الطلب على خدماته المجانية،وسع من مجال اشتغاله فأصبح يقوم بالتوجيه والإرشاد بكامل تراب مديريات التعليم بجهة سوس ماسة بل تخطى حدود هذه الجهة إلى تقديم المساعدة في التوجيه لتلاميذ السنة الثانية للباكلوريا بالجهات الجنوبية،بحيث نظم خلال هذه السنة حوالي 18 لقاء بثلاث جهات جنوبية يقول المتحدث.
وختم الدكتور صابر قوله إن المنتدى كان في الأول فكرة جنينية تم اختمارها بعد تسع سنوات من التراكم المتواصل،حيث حقق تفاعلا إيجابيا مع التلاميذ بفضل توجيهاته السديدة ولعل هذا التفاعل يبرهن على مدى قوة مؤشرات نجاح المنتدى من خلال الصدى الذي خلفته اللقاءات سواء من خلال تدوينات التلاميذ على صفحات الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي أومن خلال الصفحات الرسمية للمديريات الإقليمية.
وبدون شك كان هذا سببا في تزايد الطلب على خدماته بكل مكان بالرغم من شساعة تراب الجهات الجنوبية من أجل تمكين تلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي في السنة الثانية من التوجهيات والإرشادات التي تعتبرجزءا لا يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين،بوصفها وظيفة للمواكبة وتيسيرالنضج والميول وملكات المتعلمين واختياراتهم التربوية والمهنية، وإعادة توجيههم كلما دعت الضرورة إلى ذلك.


الكاتب : عبداللطيف الكامل

  

بتاريخ : 19/05/2022