في إصدار جديد عن دار بصمة للنشر والتوزيع، يطل علينا الكاتب المغربي عبدالإله المجدوبي، المقيم بالديار الإنجليزية بعمل أدبي مغاير يحمل عنوان «المنسيون الحاضرون»، وهو كتاب ينهل من ذاكرة المكان والإنسان في مدينة العرائش، ليعيد الاعتبار لشخصيات هامشية ظلت خارج دائرة الضوء رغم حضورها العميق في الوجدان الجماعي للمدينة. من خلال لغة تتأرجح بين السيرة والتوثيق والكتابة الحكائية، يستعيد المؤلف قصص رجال ونساء وفضاءات وأصوات صنعت وجهاً آخر للمدينة، وجهًا منسيًّا لكنه نابض بالحياة، وراسخاً في الذاكرة الشعبية.
إن الكتابة في هذا العمل تلعب دورا محوريا في محاولة لالتقاط تفاصيل صغيرة تحمل قيمة كبرى: ملامح بشر، وحكايات أسواق، وإيقاعات أحياء قديمة، وصوراً من الزمن الجميل. ووفق دار بصمة للنشر والتوزيع، فإن هذا الإصدار يشكل «تحية وفاء لوجوه مجهولة صنعت تاريخاً غير مكتوب»، ويفتح الباب أمام القارئ لاكتشاف العرائش من الداخل، كما عاشها أبناؤها، لا كما تُروى في الأدبيات الرسمية. إنه كتاب يربط الماضي بالحاضر، ويستحق مكانه في كل مكتبة تهتم بأدب الذاكرة.

