تحت شعار «سينما خضراء من أجل مناخ سليم ومستدام»، تعيش مدينة شفشاون، ما بين 10 و13 شتنبر 2025 على إيقاع الدورة الرابعة عشرة من «المهرجان الدولي لأفلام البيئة»، بعد أن جرى تأجيله خلال يونيو الماضي، حيث تعلن «جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية» عن عودته بالشراكة مع مجموعة الجماعات الترابية «تلاسمطان»، وبدعم من المركز السينمائي المغربي ومجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، هذا الموعد الثقافي والبيئي يواصل مسيرته كأول مهرجان عربي وإفريقي للسينما البيئية يعتمد سياسة «مهرجان بدون بلاستيك»، محافظا بذلك على بصمته الإيكولوجية الفريدة.
الدورة الجديدة تراهن على جعل السينما جسرا للتربية على البيئة، عبر برمجة غنية تتوزع على فضاءات طبيعية وسياحية وثقافية، من شفشاون إلى باب تازة وصولا إلى المنتزه السياحي لأقشور داخل نطاق «جيوبارك شفشاون»، حيث تنطلق الفعاليات بصبيحة تربوية وسينمائية للأطفال في باب تازة، تتخللها عروض ومناقشات وورشات تعريفية حول المنتزه، كما سيحتضن البرنامج ندوتين أساسيتين حول «سينما البيئة بعيون نسائية» و»الثورة الرقمية كرافعة للتربية على البيئة والتنمية المستدامة في جيوبارك شفشاون»، إلى جانب ماستر كلاس جماعي بعرض شريط بيئي حائز على جوائز دولية.
على مستوى العروض، ستتنافس بذات المهرجان السينمائي أربعة أصناف ضمن المسابقات الرسمية: الأفلام الاحترافية الطويلة والقصيرة، أفلام الهواة، وأفلام المؤسسات التعليمية، فيما اختارت لجنة الانتقاء 24 فيلما من أصل أكثر من 200 فيلم مرشح، تمثل قارات وتجارب متعددة، فالمسابقة الرسمية للأفلام الاحترافية الطويلة تعرف حضور المغرب عبر فيلم «The Flamingo» للمخرج حسن خير، إلى جانب «Wilding: Retour à la Nature Sauvage» للبريطاني David Allen، و»Is our future on water?» للفرنسي Xavier Marquis، و»Fight for Flight» للبرتغالية .Madalena Boto
تسجل أفلام الهواة حضورا متميزا في هذه الدورة عبر أعمال إبداعية تعكس تنوع التجارب والرؤى، حيث يمثل المغرب بثلاثة أشرطة هي: «تيزي ن أومارك» لفاطمة الزوبير وكوثر وزكان، «حياة الآخرين» لمحمود أيت الحاج، و»الأمازيغ: قيم التضامن وتدبير الندرة» ليوسف بومديان، إلى جانب الفيلم المصري «Go bike» لسارة رفيق إلياس، والفيلم الألماني «Monalisa – une histoire climatique» لماياثياس شفاكيرت وتوبياس شافير، و»The Crown of Exhaustion» لفيليب كوالسكي، ثم الفيلم الإسباني «1000kilómetros por Diana» لألبيرتو غاباري بانزو، والفيلم الإيطالي «The Voice of Plants» لدانييلي غوارنيرا.
وتضم المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة أعمالا من فرنسا، المغرب، إندونيسيا، الولايات المتحدة، جنوب إفريقيا، سنغافورة، المملكة المتحدة والسويد، من بينها «Eco» لـAubrey Noémi و»زيتون الواحة» ليوسف بوصمو، فيما تخصص الدورة حيزا مهما لأفلام المؤسسات التعليمية المغربية، من بينها «ماسة بين الحياة والموت» لفريد أكعيوس و»أنقدوا الواحة» لكمال أوسعيد، في رهان واضح على إشراك الشباب في الإبداع البيئي، المهرجان، فيما يعمل المهرجان على تكريم شخصيات فنية وإعلامية وبيئية بمنحها لقب «سفراء البيئة» تقديرا لجهودها في نشر قيم الاستدامة، كما يسعى إلى إبراز الرصيد الطبيعي والثقافي الذي يزخر به «جيوبارك شفشاون».
وعهدت إدارة المهرجان مهمة تقييم الأفلام إلى لجنتين تعكسان تنوعا ثقافيا وفنيا بارزا، لجنة المسابقة الدولية للأفلام الاحترافية الطويلة والقصيرة تترأسها المخرجة المغربية زينب شفشاوني موساوي، إلى جانب الناقد نور الدين محقق،Anja Hoffman مديرة مكتب منظمة هنريش بول الألمانية، الصحفية ليلى الخرواع، ومدير مهرجان ECOZINE الإسباني Pedro Piñeiro Fuente. أما لجنة أفلام الهواة وأفلام المؤسسات التعليمية فتترأسها الدكتورة ليلى الرحموني من جامعة ابن طفيل، وتضم المخرجة التونسية مبروكة خذير، المنتجة الإسبانية Nocem Collado، الإعلامي اللبناني محمد علي درويش، وصانع المحتوى المغربي عز الدين لمين.
«المهرجان الدولي لأفلام البيئة» يعود إلى شفشاون في دورته 14 لترسيخ حضور الفن السابع في القضايا الإيكولوجية

الكاتب : أحمد بيضي
بتاريخ : 10/09/2025