المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية تدخل أسبوعها الثاني وسط تهديدات متبادلة وتحذيرات دولية من خروجها عن السيطرة

 

مع دخول الحرب المندلعة بين إسرائيل وإيران يومها السابع، تواصلت التحذيرات الدولية من خروج النزاع عن السيطرة وتوسع رقعته ليشمل قوى إقليمية ودولية.
وفي أحدث التطورات، أعلنت طهران إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ الباليستية استهدفت مدنًا ومرافق عسكرية إسرائيلية، من بينها مستشفى «سوروكا» في بئر السبع، ما أسفر عن إصابة 47 شخصًا على الأقل، بينهم ثلاث حالات خطيرة، وفق جهاز الإسعاف الإسرائيلي. كما تضررت مبانٍ في مدينتي رمات غان وحولون قرب تل أبيب.
وردا على الهجوم، نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية عنيفة استهدفت منشآت نووية في أراك ونطنز، حيث أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أن سلاح الجو ضرب «موقعا لتطوير أسلحة نووية» في نطنز، و»المفاعل النووي المتوقف» في أراك، بهدف منع إعادة تشغيل هذه المنشآت التي تعتبرها تل أبيب تهديدًا وجوديا.
من جهتها، بررت إيران القصف بأنه استهدف «معسكرات ومقار استخباراتية» إسرائيلية قريبة من المستشفى المتضرر، مشددة على أن الهجوم لم يكن موجها للمنشآت المدنية. في المقابل، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إيران بدفع «ثمن باهظ جدا»، بينما حمل وزير دفاعه يسرائيل كاتس المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي «المسؤولية المباشرة» عن الهجمات، وأمر بتكثيف الضربات ضد البنية التحتية العسكرية والاستراتيجية في إيران.
على الصعيد الدولي، دعت الصين إلى وقف فوري لإطلاق النار، معتبرة أن النزاع يمثل «أولوية قصوى» ويهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي، فيما أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده للوساطة، رغم شكوك الاتحاد الأوروبي بقدرة موسكو على لعب هذا الدور «بموضوعية». أما الولايات المتحدة، فقد أبقت على الغموض بشأن تدخلها العسكري المحتمل، حيث صرح الرئيس دونالد ترامب أن «كل الخيارات مطروحة»، لكنه لم يتخذ قرارا نهائيا بعد، ملوحا في الوقت نفسه بامتلاك بلاده قنبلة «جي بي يو-57» القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية المدفونة عميقًا.
وفي جنيف، من المقرر أن تلتقي اليوم إيران مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لمناقشة مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وسط قلق أوروبي من تصعيد الحرب وتأثيرها على المفاوضات النووية، خاصة بعدما أعلنت طهران رفع تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهو ما يتجاوز بكثير سقف الاتفاق النووي لعام 2015.
بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من «عواقب كارثية» لأي تدخل عسكري إضافي، في حين أعلن مجلس الأمن الدولي عن عقد جلسة طارئة لمناقشة التصعيد. من جانبه، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من وزير خارجيته إطلاق مبادرة أوروبية عاجلة لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع.
في الأثناء، تواصل إسرائيل عملياتها الجوية ضد أهداف في طهران ومحيطها، فيما أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية وعشرات الطائرات المسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي منذ بدء الحرب في 13 يونيو.
وتتزايد المخاوف من احتمال دخول الولايات المتحدة الصراع بشكل مباشر، خاصة بعد تصريحات ترامب وتلميحه إلى أن «الوقت قد فات للتفاوض»، وهو ما ردت عليه إيران بنفي رغبتها في أي تنازل أو استسلام، مؤكدة أنها «لن تخضع لأي إملاءات خارجية» وفق تصريحات المرشد الأعلى خامنئي.
وسط هذا المشهد الملتهب، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، بدءا من هدنة محتملة بضغوط دولية، وصولاً إلى انفجار إقليمي واسع قد يجر قوى دولية إلى ساحة المعركة.


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 20/06/2025