الموت يرفرف في سماء مستشفياتها الدارالبيضاء ترفع «الراية السوداء» و تسجل أكبر حصيلة للإصابات والوفيات بكوفيد 19

 

سجّلت جهة الدارالبيضاء -سطات مساء الخميس 22 أكتوبر 2020 ، أكبر حصيلة للإصابة بفيروس كوفيد 19 منذ بداية الجائحة الوبائية، إذ بلغ عدد الحالات الجديدة المؤكدة 2011 حالة من مجموع الحالات التي بلغت على الصعيد الوطني 4151 حالة،  1560 منها جرى تسجيله في الدارالبيضاء لوحدها، إلى جانب 116 حالة بالنواصر و 104 حالات بالمحمدية، ثم 71 حالة في سطات و 70 ببرشيد، إلى جانب 52 حالة بالجديدة و 38 حالة في مديونة ثم 28 إصابة مؤكدة في بن سليمان، وأخيرا حالتين بسيدي بنور.
أرقام لم تكن وحدها القاتمة إذ سجلت الجهة 20 حالة وفاة من بين 53 حالة جرى تأكيدها خلال نفس الحصيلة اليومية، وهو ما يعتبر مؤشرا مقلقا إن لم يكن مخيفا، حول خروج الوضعية الوبائية عن السيطرة في هذه الجهة، التي يواصل الفيروس انتشاره على امتداد رقعتها الجغرافية، متسببا في المزيد من الخسائر في الأرواح، والإصابات التي تزيد من إنهاك المنظومة والأطر الصحية التي باتت تعاني الأمرّين للاستجابة للحاجيات الصحية للمرضى الذين يتوافدون بكثرة على مختلف المؤسسات الصحية، طلبا لإجراء الاختبارات من أجل الكشف عن احتمال إصابتهم أو من أجل التكفل بعلاجهم.
الوضعية الوبائية عرفت كذلك ارتفاع الحالات الخطيرة والحرجة التي وصل عددها إلى 652 بعد أن انضافت إلى قائمة الخطر 57 حالة خلال 24 ساعة فقط، حيث يتواجد 43 مريضا تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي بينما توجد 363 حالة تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي.
ورغم ارتفاع المنحنى الوبائي يوما عن يوم، إلا أن العاملين في القطاع الصحي والمهتمين بهذا الشأن يؤكدون على غياب أية تدابير ملموسة توحي بإمكانية تسجيل أي تراجع وتدني في أرقام الإصابات والوفيات قريبا، وشدّد عدد منهم في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن كل المعطيات تبين أن المد التصاعدي للجائحة سيتواصل، في ظل غياب انخراط فردي وجماعي فعلي لمواجهة الجائحة، وتهاون في التقيد بالتدابير الوقائية، وغياب حلول بالنسبة لعدد كبير من المواطنين والفئات والشرائح الاجتماعية، التي هي في حاجة إلى ما تسدّ به رمقها، في حين تتقاعس مجموعة من الإدارات والمؤسسات عن تفعيل حلول بديلة كتشجيع العمل الرقمي عن بعد، وتقليص الموظفين، وتصرّ على خلق الاكتظاظ في المكاتب في غياب وسائل الحماية مما جعل الكثير منها يتحول إلى بؤر، وهو الأمر الذي من المرجح أن تتسع دائرته ورقعته خلال الأيام المقبلة.
وجدير بالذكر أن مديرة منظمة الصحة العالمية في إفريقيا، قد أكدت بحر الأسبوع الفارط أن القارة تواجه «لحظة حاسمة» في حربها ضد تفشي جائحة كوفيد 19، مع ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بعد تخفيف إجراءات الإغلاق والقيود على السفر، مبرزة أنه خلال الشهر الفارط بلغ متوسط ارتفاع الإصابات الأسبوعية بالفيروس 7 في المئة في جميع أنحاء القارة، ومتوسط ارتفاع الوفيات الأسبوعية 8 المئة، وفقا لمعطيات المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وتبين الأرقام الوبائية أن دول شمال إفريقيا شهدت ارتفاعا في حضور الوباء، مما يتطلب المزيد من اليقظة والجدية في التعاطي مع الفيروس، خاصة في ظل ما تشهده كذلك دول الجارة الأوروبية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/10/2020