الموسيقار عبد الواحد التطواني سيرة فنان وإنسان -32 –

عودتي إلى الفن كانت في سهرة الرواد وتقاسمت بطولة «هبل تربح» مع عبد الجبار الوزير ومولاي الطاهر الأصبهاني

الفنان الكبير عبد الواحد التطواني، واسمه الحقيقي عبد الواحد كريكش، كان أول فنان مغربي يفتتح البث التلفزي للإذاعة والتلفزة المغربية سنة 1962 بأغنية،» علاش ياغزالي» مع الفنانة الحاجة الحمداوية .
بحكم دراسته للموسيقى وموهبته المبكرة، وسطوع نجمه في سماء الفن المغربي، التحق سنة 1963 بجوق إذاعة طنجة مع الراحل عبد القادر الراشدي، لينتقل إلى جوقي فاس ومكناس الجهويين، وفي 3 مارس 1968 التحق كمطرب بالجوق الملكي بأمر من المغفور له الحسن الثاني، وكان من بين من حضروا وعايشوا أحداث محاولة الانقلاب الفاشل سنة 1971 بالصخيرات.
غنى من ألحان كبار المبدعين المغاربة، كما غنى من ألحانه كبار نجوم الأغنية المغربية، وراكم العشرات من الأعمال الإبداعية طيلة مسيرته الفنية.
تعددت مواهب الموسيقار عبد الواحد التطواني، لتتخطى الغناء والتلحين والزجل والتشكيل، وتمتد إلى التمثيل، حيث شارك في العديد من المسرحيات وحاز على العديد من الجوائز التقديرية ووسام الاستحقاق الوطني.
الفنان القدير عبد الواحد التطواني يعتبر أول من غنى في أوبيريت في تاريخ الفن المغربي بعنوان ‘‘ بناة الوطن ‘‘، كتبها أحمد الطيب العلج وأخرجها فريد بنمبارك، وكانت من ألحان العربي الكوكبي ومحمد بن عبد السلام، ومن بطولة عبد الواحد التطواني وأحمد الطيب العلج ومحمد حسن الجندي وعزيز موهوب وبهيجة إدريس وإسماعيل أحمد ومحمد الإدريسي وقدمت للتلفزيون سنة 1967.
اشتغل، كما تقول سيرته الفنية، إلى جانب الفنان الأسطورة سليم الهلالي، حيث شكلت هذه التجربة إضافة إلى مسيرته المليئة بالعطاءات، ويعد أحد الرواد المتميزين في الموسيقى المغربية، لذلك لقب بـ «كنار المغرب الأقصى» و»مطرب الملوك».
في هذا اللقاء مع جريدة الاتحاد الاشتراكي، نسترجع مع سي عبد الواحد التطواني مسيرة هذا الرجل الفنان والإنسان.

 

بعد محاولات عدة ومبادرات أقدم عليها الموسيقار عبد الواحد التطواني، بهدف الخروج من الأزمة النفسية التي أصيب بها، بعد ما كان شاهدا على ذلك الحدث الرهيب والمشاهد الفظيعة التي كان وراءها صناع المحاولة الانقلابية الفاشلة بالصخيرات، حاول العودة إلى حياته الفنية، وفي ذلك يقول:
“بعد مشاركات محتشمة في السهرات العمومية، والتي طالما كنت أتحاشى المشاركة فيها، إلى حدود إقامة سهرة الرواد بمدينة سلا، حيث جمعتني بمجموعة من الرواد، وقد أحسست من خلالها بروح جديدة تنبعث في، وخصوصا مع وجود زملاء أكن لهم كل المحبة والتقدير مثل الفنان الراحل المعطي بنقاسم، الراحل سي محمد فويتح، الراحل إبراهيم العلمي، الراحل أحمد الغرباوي، الراحل عباس الخياطي، الراحل إسماعيل أحمد، الفنان عبد الله عصامي، الفنان عبد العاطي أمنا، الفنانة سعاد محمد.
واعتبر الموسيقار عبد الواحد التطواني أن هذا الحفل، الذي جمعه بثلة من الفنانين المغاربة الكبار، شكل صفحة جديدة، وعودة حقيقية إلى المجال الفني، كما يؤكد ذلك بنفسه:
“هذا الحفل أعتبره رجوعا فعليا إلى الميدان رغم كل شيء، فحينما تكون مع مؤسسين حقيقيين للأغنية المغربية، تحس أنك فعلا استطعت تقديم شيء اسمه الأغنية المغربية، سيبقى حيا للأجيال القادمة، فرحم الله من رحل وأطال الله في عمر القلة القليلة الباقية.
عدت مجددا إلى المسرح لأشارك في مسرحيتين غنائيتين وطنيتين مع المسرح الوطني، ومع نجوم كبار يتقدمهم محمد الجم والمرحوم عزيز موهوب والمخرج الرائع عبد اللطيف الدشراوي، ثم من جديد اتصل بي مسرح النخيل لأشارك في مسرحية هزلية غنائية “هبل تربح”، وتقاسمت البطولة مع الراحل عبد الجبار الوزير ومولاي الطاهر الأصبهاني، لتتوالى مشاركاتي في سهرات تلفزيونية ومهرجانات داخل وخارج أرض الوطن.
ختاما شكرا لجريدة الاتحاد الاشتراكي التي قامت بالنبش في ذاكرتي التي لايزال في جعبتها الكثير، شكرا للصحفي القدير جلال كندالي، وأتمنى من العلي القدير أن يحفظ هذه الأمة، وعاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله”.


الكاتب : إعداد: جلال الكندالي

  

بتاريخ : 11/05/2022