الموقف الأمريكي من قضية الصحراء: من الدعم إلى الاعتراف 2/2

 

15/06/2009 : دعا الخبير الدولي الأمريكي، جون بيتر فام مدير “معهد نيلسون للشؤون الدولية والعامة” بجامعة جيمس ماديسون، إلى “المضي قدما” في تسوية ملف الصحراء عبر اعتماد مقاربة واقعية، ملاحظا في هذا الصدد ، أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يعد الحل الواقعي “الوحيد” ،وذلك في مقال نشر على الموقع الإعلامي الأمريكي “وورلد ديفنس ريفيو”.
واعتبر الخبير أن “تسوية تقوم على مقترح الحكم الذاتي من شأنها أن تعطي أملا حقيقيا لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري وفي مجال مكافحة الإرهاب بين دول المغرب العربي والساحل”.
وأكد الخبير أن التقرير الأخير لمعهد “بوطوماك” و جامعة “جون هوبكينز” الوارد تحت عنوان “لماذا تكتسي منطقة المغرب العربي الأهمية؟»، لا يبالغ عندما يتوقع أن استقلال الصحراء سيكون بمثابة “صومال آخر على الساحل الأطلسي لشمال إفريقيا”.
03/07/2009: باراك أوباما يوجه رسالة إلى جلالة الملك محمد السادس، أكد فيها أن المغرب والولايات المتحدة يشاطران نفس قيم السلام والعدالة والتقدم والتسامح. وركزت الرسالة على موضوعين هما: قضية السلام في الشرق الأوسط وأهمية دور المغرب في الدفع بمسلسل السلام، وقضية نزاع الصحراء الغربية وعزم الحكومة الأمريكية مواصلة جهودها لفضه.
وأكد أوباما ردا على الرسالة التي بعث بها إليه جلالة الملك في الفترة الأخيرة إنه يشاطر موقف المملكة المغربية في أن الأمم المتحدة تشكل الإطار المناسب لحل نزاع الصحراء، معربا عن أمله في أن ينجح المبعوث الأممي في المنطقة كريستوفر روس في مهمته.
وقال أوباما” إنني أعتبر، كما هو الشأن بالنسبة لكم، أن المفاوضات التي تجري تحت إشراف الأمم المتحدة تشكل الإطار الملائم الذي من شأنه أن يفضي إلى حل يحظى بالقبول المتبادل، وأتمنى أن يتمكن كريستوفر روس، الدبلوماسي المحنك الذي يتوفر على تجربة واسعة بالمنطقة، من تعزيز حوار بناء بين الأطراف”، مسجلا إدراكه ل” الأهمية التي تكتسيها قضية الصحراء الغربية بالنسبة لكم، ولمملكتكم ولجميع السكان الذين عانوا بسبب هذا النزاع”، كما لم تشر الرسالة إلى أي تغير في الموقف الأمريكي من قضية الصحراء.
وعلاوة على إعراب أوباما عن أمله في ” أن نعمل سويا على تعزيز العلاقات التاريخية القائمة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية”، أكد في رسالته مشاطرته موقف المغرب من جدوى المفاوضات برعاية الأمم المتحدة لإيجاد حل يحظى ب «القبول المتبادل”، والتزام حكومة بلاده بالعمل “مع حكومتكم ومع أطراف أخرى بالمنطقة من أجل التوصل إلى حل يستجيب لحاجيات السكان في ما يخص الحكامة الشفافة والثقة في دولة الحق والقانون وإدارة عادلة ومنصفة”.
03-11-2009: تأكيد كاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون بمراكش، أنه لا تغيير في سياسة إدارة أوباما بخصوص المقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء.
وقد جددت السيدة كلينتون موقف بلادها هذا أمام حشد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية المكتوبة والسمعية البصرية ، خلال ندوة صحفية مشتركة عقدتها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد الطيب الفاسي الفهري، على هامش الدورة السادسة لمنتدى المستقبل.
30-03-2010: رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي السيدة ديان فينستين تعتبر المقترح المغربي لتخويل الصحراء حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية ب”الحل الواقعي والعقلاني”.
ونقلت “ذو هيل نيوزبيبر” عن رئيسة أقوى لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي، عقب اجتماعها برئيسة الديبلوماسية الأمريكية السيدة هيلاري كيلنتون حول قضية الصحراء، قولها إنها تتفق مع كاتبة الدولة بخصوص هذا الموضوع، مذكرة بأن “المغرب كان دائما حليفا موثوقا به للولايات المتحدة”.
30/03/2009: توجيه 230 عضوا في الكونغرس الأمريكي ، من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما نصحوه فيها بدعم المقترح المغربي القاضي إلى منح إقليم الصحراء حكما ذاتيا موسعا.
16/07/2010: النائب الأول لرئيس اللجنة الوطنية للسياسة الخارجية الأمريكية ، السيد بيتر بام يثير قلق الولايات المتحدة الأمريكية من وضعية ساكنة المخيمات بتندوف، داعيا المنتظم الدولي إلى الضغط من أجل إحصاء ساكنة المخيمات رغم رفض الجزائر.
04/10/2010 : توجيه كل من لينكولن دياز بالارت و جيم موران العضوين في الكونغرس من الحزب الجمهوري رسالة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يطالبان فيها الولايات المتحدة بالعمل من أجل ضمان الإفراج الفوري عن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، مسؤول الأمن ب”البوليساريو” الذي اعتقلته الجبهة لدى محاولته العودة إلى مخيمات اللاجئين في تندوف والانضمام إلى زوجته وأولاده.
30-03-2011 : استقبال السيد خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بمقر المجلس بالرباط وفدا من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ( Center SCIS).وخلال هذه الجلسة، أجرى رئيس المجلس ووفد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يرأسه السيد جون ج. هامر، الرئيس والمدير التنفيذي للمركز، محادثات حول آخر تطورات قضية الصحراء، لاسيما التقدم المحرز في المفاوضات بين الطرفين، تحت رعاية الأمم المتحدة، ومستجدات آخر الجولات غير الرسمية الرامية إلى وضع حل سياسي متفاوض عليه، بعد الزخم الذي ولده المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء.
25-10-2011 : تصريح نائب وزيرة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط، جيفري فيلتمان بالرباط، أن “المغرب قدم أفكارا بناءة، ونحن نعتبر مقترح الحكم الذاتي كأحد الحلول الممكنة لتسوية قضية الصحراء”.
وأبرز فيلتمان، في لقاء صحافي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري إن الولايات المتحدة مستمرة في دعم مسلسل الأمم المتحدة الهادف لتسوية قضية الصحراء.
10-01-2012: حذرت دراسة لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسل)، في دراسة أعدتها تحت عنوان “التهديد المتطرف يهدد النمو في إفريقيا” ، من أن التحالف السري القائم بين البوليساريو والمجموعة الإرهابية للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي عادت للواجهة بعد اختطاف مواطنين أجانب في تندوف، يشكل جزءا من نسيج متطرف يهدد استقرار مجموع المنطقة المغاربية والساحل وإفريقيا.
وأبرزت الدراسة أن “امتداد القاعدة في المغرب العربي قوى روابطها مع “جبهة البوليساريو”، وهو تقارب أقل ما يقال عنه أنه مقلق وتجسد في أكتوبر 2011 في اختطاف عاملين إيطاليين في المجال الإنساني وآخر إسباني، والأدهى أنه تم في قلب تندوف”.
13-01-2012 : تأكيد كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لقضية الصحراء “لم تتغير”، مشجعة الجزائر على بذل دعم أكبر لمسلسل المفاوضات.
وأكدت كلينتون عقب محادثات أجرتها مع نظيرها الجزائري مراد مدلسي بمقر الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تزال تدعم حلا “سلميا ودائما ومقبولا من أطراف هذا النزاع”.
وأعربت كاتبة الدولة الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية : “تشجع الجزائرعلى تعاون أكبر مع المغرب والاضطلاع بدور نشط في إطار المفاوضات التي تجري تحت إشراف الأمم المتحدة قصد إيجاد حل لقضية الصحراء”.
27-02-2012: تجديد السيدة هيلاري كلينتون، كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية، خلال ندوة صحفية عقب محادثات أجرتها مع نظيرها المغربي سعد الدين العثماني، تأكيد ثبات موقف الإدارة الأمريكية بشأن قضية الصحراء والوحدة الترابية للمملكة المغربية، مجددة دعم بلادها لحل سياسي متفاوض ومتفق عليه تحت إشراف الأمم المتحدة.
12-06-2012: تسجيل السيدة إيليانا روس ليتينن رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في الكونغرس الأمريكي قلقها من “عدم تحقيق تقدم” في مسلسل المفاوضات الأممية لتسوية قضية الصحراء.
وقالت روس ليتينن في رسالة وجهتها إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: “لقد فشلت المفاوضات المطولة للأمم المتحدة الهادفة إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء في تحقيق تقدم جوهري٬ في وقت أصبح فيه الوضع غير مستقر على نحو متزايد في مخيمات تندوف، حيث إن من شأن بعض الأنشطة هناك أن تؤدي إلى خلق عدم الاستقرار في المنطقة”.
وشددت على أن الغرض من هذه المبادرة هو التوصل إلى ” تحقيق حل عادل ومنصف ودائم لهذا النزاع، وهذا هو جوهر مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، تحت السيادة المغربية،الذي يهدف إلى تعزيز الاندماج الإقليمي وحماية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.”
14-09-2012 : هيلاري كلينتون تؤكد أن المقترح المغربي يمثل “مقاربة قادرة على تلبية تطلعات الصحراويين لإدارة شؤونهم في سلام وكرامة”، وتجدد من واشنطن خلال افتتاح الدورة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، الدعم ال”ثابت” للولايات المتحدة لمخطط الحكم الذاتي المغربي في جهة الصحراء باعتباره “جديا وواقعيا و ذا مصداقية”.
08-03-2013 : وصفت مجلة (فوربس) الأمريكية في مقال لريتشارد مينتير صاحب كتابي (فقدان بن لادن) و(حرب الظل) ، اللذين حققا مبيعات قياسية في قائمة (نيويورك تايمز٬ أن حقيقة الوضع داخل مخيمات تندوف “أبعد ما تكون عن المثالية،بالنظر إلى حظر أي شكل من أشكال المعارضة”، مشيرا إلى أن “أي صوت معارض يعرض صاحبه لأعمال انتقامية لا إنسانية”.
/11/ 2013: بمناسبة الزيارة الملكية ومباحثات جلالة الملك مع الرئيس باراك أوباما، كرس بيان مشترك الموقف الأمريكي لإدارة أوباما الذي يؤكد أن “موقف الولايات المتحدة لم يتغير”، وأبرز “دعم الولايات المتحدة للعملية السياسية” وجدد التأكيد على” دعم الولايات المتحدة لمخطط الحكم الذاتي المغربي”واصفا إياه بالـ”جدي والواقعي وذي المصداقية.”
20/11/2013 : بلاغ للديوان الملكي حول استقبال جلالة الملك خلا زيارته لواشنطن، كاتب الدولة الأمريكي السيد جون كيري، وكاتب الدولة في الدفاع السيد تشاك هاغل.
وتمحورت مباحثات حول تعزيز علاقات الصداقة العريقة والتعاون المثمر بين البلدين، وكذا مواصلة تنسيق التشاور حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وحضر هذا اللقاء، السيدة بيث جونز مساعدة كاتب الدولة في الخارجية، والسيد بريم كومار مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبيت الأبيض، والسيد ديريك شوليت مساعد كاتب الدولة المكلف بشؤون آسيا والمحيط الهادي.
23/11/2013: بلاغ للديوان الملكي بخصوص المحادثات التي أجراها جلالة الملك مع السيدة هيلاري كلينتون، و جاء فيه أنه “يعكس هذا اللقاء، الذي تم خلاله تبادل الرأي بشأن مجموعة من القضايا الهامة، أواصر الصداقة المتجددة التي تجمع بين العائلة الملكية وعائلة كلينتون، والتقدير الكبير الذي تكنه السيدة كلينتون للمغرب وشعبه”. وأضاف البلاغ أن “هذه المباحثات تندرج في إطار اللقاءات والزيارة التي يقوم بها جلالة الملك، حفظه الله، للولايات المتحدة الأمريكية”.
23/11/2013: تأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، قبيل ساعات من لقاء الملك محمد السادس بالرئيس الأمريكي باراك أوباما ، على أن خطة المغرب للحكم الذاتي للصحراء “جدية وواقعية وذات مصداقية” وأنها “تمثل مقاربة ممكنة يمكن أن تلبي تطلعات سكان الصحراء لإدارة شؤونهم في إطار من السلام والكرامة”.
10-01-2014: أكد مايكل روبين، الخبير بالمعهد الأمريكي (نافال بوستغرادويت سكولز سانتر فور سيفيل ميليتاري رولاشيونز)، في تحليل نشر على الموقع الإلكتروني لشبكة الأخبار الأمريكية (سي إن إن)، تحت عنوان ” حان الوقت لتركز الولايات المتحدة على قضية الصحراء الغربية” أن الجزائر تعارض مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، لخشيتها من أن يشكل هذا الحل سابقة على مستوى سياستها الداخلية، مشيرا إلى أن الجزائر لا ترى في “البوليساريو” سوى أداة مهمتها خدمة مطامعها للهيمنة في المنطقة.
وانتقد روبين الذي زار –مؤخرا- المغرب والأقاليم الجنوبية وقابل أعضاء سابقين من جبهة البوليساريو ومسؤولين صحراويين رفض الجزائر و”البوليساريو” السماح للأمم المتحدة بإجراء إحصاء لسكان مخيمات تندوف، محذرا من مغبة تجاهل الفساد المستشري في هذه المخيمات، والذي لم يعد يرتبط فقط بإهدار المساعدات الدولية، بل بات يمثل تهديدا متزايدا للأمن القومي للولايات المتحدة.
27-10-2014 : تأكيد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، السيد دوايت بوش إن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لإنهاء النزاع في الصحراء “جدي وواقعي وذو مصداقية”.
قال السفير الأمريكي في حديث خص به يومية “المساء”، إننا “ما زلنا نؤكد على أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لإنهاء النزاع جدي وواقعي وذو مصداقية، وأن الموقف الأمريكي لم يتغير”.
17/12/2014: توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على وثيقة التصديق على قانون المالية برسم سنة 2015 والتي جاءت لتكرس بشكل واضح المساعدة المقدمة المتعلقة بتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة تماشيا مع دعم واشنطن لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وتنص ميزانية 2015 بشكل لا لبس فيه، على أن أموال المساعدة المقدمة التي تندرج في الفصل الثالث من قانون الميزانية الأمريكية “ستكون متوفرة”، في إطار الدعم المقدم لمنطقة الصحراء.
ولم تكتف الكلمات المستعملة في قانون المالية الأمريكي بالإشارة فقط إلى أن هذه المساعدة مقدمة إلى هذه المنطقة من المملكة بل جاءت لتؤكد على أن هذه المبادرة سيتم تفعيلها عن طريق الكونغرس عبر آلية سيتم وضعها من قبل الهيئات التنفيذية والتشريعية للحكومة الأمريكية.
22-02-2016: تأكيد مساعد كاتب الدولة الأمريكي في الشؤون السياسية، توماس شانون إن المغرب ينهج مقاربة “ناضجة ومتزنة” في موضوع الصحراء.
وقال السيد شانون في حوار نشرته جريدة (أخبار اليوم) في عددها الصادر يوم الجمعة 19 فبراير 2016 إن “المقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي واقعي وجدي وذو مصداقية”، وأن المغرب “ينهج مقاربة ناضجة ومتزنة في موضوع الصحراء”، مضيفا أن الولايات المتحدة تدعم جهود الأمم المتحدة في ملف الصحراء.
وأضاف أن “المغرب شريك لأمريكا، وهذا يعني أننا نهتم بما يهتم به، وبما أن قضية الصحراء أولوية بالنسبة للمغرب، فإنها أيضا أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، ولهذا ندعم جهود الأمم المتحدة، ونؤمن بأنه يمكن التوصل إلى حل عبر الأمم المتحدة”.
31-03-2016 : شدد العديد من السفراء الأمريكيين السابقين بالرباط، في رسالة موجهة إلى كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، على “ضرورة تقديم الولايات المتحدة لدعم واضح في علاقاتها مع المغرب باعتباره أقدم حليف للولايات المتحدة ” ، وجاءت هذه الرسالة في سياق الانزلاقات اللفظية للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والتي تنتهك مبدأ حياد الأمم المتحدة.
وقال موقعو هذه الرسالة، الموجهة في 28 مارس 2016 إلى رئيس الدبلوماسية الأمريكية “إننا نوجه إليكم هذه الرسالة لنعبر عن قلقنا العميق إزاء التطورات الأخيرة لنزاع الصحراء بالأمم المتحدة”، مشيرين إلى أن “الحادث الدبلوماسي الناجم عن تصريحات بان كي مون التي تنتهك مبدأ حياد الأمم المتحدة، يهدد بتفاقم أكبر للسياق المتوتر أصلا حول النزاع (الصحراء)، وبالابتعاد عن آفاق تسوية سياسية، تدعمها منذ فترة طويلة الولايات المتحدة والأمم المتحدة” .
وقد وقع هذه الرسالة السفراء الأمريكيون السابقون في المغرب، وهم طوماس ناصيف، مايكل أوسري، فريدريك فريلاند، مارك غينسبيرغ، إدوارد غابرييل، مارغريت توتويلر، طوماس رايلي، وصامويل كابلان.
وأوضحت الرسالة أنه “ينبغي البدء بدعم أمريكي للجهود المشروعة والمعقولة للمغرب الرامية إلى تسوية قضية الصحراء بناء على مخطط الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية”، مشيرة إلى أنه “حان الوقت لكي تؤكد الولايات المتحدة بوضوح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وخارجه، أن الأمر يتعلق بالحل الواقعي الوحيد لهذه القضية، حتى يتسنى للمجموعة الدولية أن تنكب على معالجة مشاكل أخرى أكثر إلحاحا في المنطقة”.
وذكر موقعو الرسالة بأن “المغرب ظل، في جميع الأوقات ولاسيما في اللحظات الاستراتيجية الكبرى، إلى جانب الولايات المتحدة”، مؤكدين على أنه “حان الوقت لدعم المملكة لتحقيق هدفنا المشترك، المتمثل في السلام والاستقرار والأمن في المنطقة”.
19/03/2016: تأكيد الحكومة الأمريكية دعمها لمخطط الحكم الذاتي، حيث قال المتحدث باسم بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، كورتيس كوبر: “نحن نعتبر أن مخطط الحكم الذاتي المغربي جاد وواقعي وذو مصداقية، ويمثل منهجا يمكن أن يستجيب للتطلعات بالصحراء”.
03-2016-23: المباحثات الهاتفية بين جلالة الملك محمد السادس والسيد جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي تمحورت بالخصوص حول قضية الصحراء المغربية،التي أكد فيها هذا الأخير أن الموقف الأمريكي لم يتغير، وأنه يندرج في الإطار الذي حدده بشكل مشترك جلالة الملك والرئيس باراك أوباما في نونبر 2013 بواشنطن، وإن الحوار بين البلدين سيستمر إلى أن يتم التوصل-على هذا الأساس- إلى تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي.
18-09-2018: بابلو رودريغيز، مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية في رد توصل به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء في واشنطن، “إننا نؤكد على أنه (مقترح الحكم الذاتي) جدي وواقعي وذو مصداقية، ومن شأنه تلبية تطلعات ساكنة الصحراء لتدبير شؤونها الخاصة في سلام وكرامة”. وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن المخطط المغربي للحكم الذاتي” يمثل مقاربة من شأنها إيجاد تسوية لقضية الصحراء”.
ويأتي رد فعل واشنطن في سياق زيارة العمل التي يقوم بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة للعاصمة الفدرالية الأمريكية.
01-10-2018: تقديم العضو الجمهوري بالكونغرس، جو ويلسون، وكذا زميليه كارلوس كوربيلو (جمهوري)، والديمقراطي جيري كونولي، في سابقة بالكونغرس الأمريكي، مشروع قانون بمجلس النواب، يؤكدون فيه مجددا على العلاقة التي تجمع بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، ويدينون فيه التواطؤ بين “حركة البوليساريو” الانفصالية وحزب الله، وكذا مرامي إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة شمال إفريقيا وغيرها.
وقال عضو الكونغرس، جو ويلسون، في موقعه الرسمي، إن “المملكة المغربية كانت أول بلد يعترف بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1777 وتظل حليفا استراتيجيا هاما وشريكا للسلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، منددا بالأعمال الاستفزازية الأخيرة لل”بوليساريو”، “المنظمة الإرهابية التي تمولها إيران”.
وفي هذا السياق، يجدد مشروع القانون تأكيد دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، والذي يصفه بأنه “جدي وذو مصداقية وواقعي”، ويشكل “خطوة إلى الأمام من أجل تلبية تطلعات ساكنة الصحراء لتدبير شؤونها الخاصة بسلام وكرامة”.
ويدعو النص الرئيس دونالد ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو، وممثلة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة، إلى دعم الجهود الأممية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية لقضية الصحراء، تماشيا مع موقف واشنطن، التي وصفت مقترح الحكم الذاتي، في أكثر من مناسبة، بأنه “جدي وذو مصداقية وواقعي”.
29/10/2018: حذرت سوزان اشكرافت، الموظفة السابقة بإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية من أن منظمات عسكرية مثل حزب الله أنشأت معسكرات تدريب في مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، وتسعى باستمرار لتجنيد الشباب اليائس في هذه المخيمات لأغراض إرهابية، أوتهريب المخدرات والاتجار بالبشر”. وأشارت السيدة اشكرافت، في هذا الصدد، إلى تقرير صدر –مؤخرا- عن مركز دولي للبحوث يوثق الطموحات الإقليمية لإيران في منطقة الساحل ورغبتها في دعم ميليشيات “البوليساريو” “بغية زعزعة استقرار المنطقة وتهدد سلامة المملكة المغربية”. وذكرت المتدخلة بأن “التهديد كان خطيرا، بحيث قرر المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران”، مؤكدة أن وجود حزب الله في مخيمات تندوف، أمرٌ يكتسي خطورة بالغة، ويقتضي إيجاد حل سريع لنزاع الصحراء.
30-06-2020: دعا عضو الكونغرس الأمريكي، بول كوسار، الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ موقف حازم لإنهاء النزاع المفتعل المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكد السيد كوسار الذي حل ضيفا، على برنامج “مع المغرب من واشنطن” الذي تبثه قناة “ميدي 1 تي في”، أن”ما يجب أن يقوم به الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية مايكل بومبيو، هو أن لا تبقى الولايات المتحدة طرفا محايدا”.
وردا على سؤال لمقدم البرنامج آدم إرلي ، السفير والناطق الرسمي السابق باسم الخارجية الأمريكية، حول برامج التعاون القائمة بين المغرب والولايات المتحدة ، قال عضو الكونغرس إن المملكة “من أفضل الدول في تفعيل هذه البرامج التي تعد ركنا أساسيا في العلاقات الدبلوماسية، بحيث تساعد على إحلال الاستقرار والأمن”، مبرزا أيضا أن المغرب يصنف ضمن البلدان “الممتازة” في مجال التعاون الأمني “فهو نشيط للغاية في مكافحة الإرهاب، ومنع انتشار الأفكار المتشددة وإشاعة قيم التسامح الديني”.
وأشار إلى العمل المشترك الذي ينخرط فيه المغرب والولايات المتحدة في مجال مكافحة التطرف، وذلك من خلال عدد من الآليات الدولية مثل “مكافحة الإرهاب جنوب الصحراء” و”المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب” و”التحالف العالمي لمحاربة تنظيم داعش”، مؤكدا حرص البلدين على توطيد هذا التعاون.
وخلص السيد كوسار العضو باللجنة الفرعية للأمن القومي بمجلس النواب الخاصة بالرقابة والإصلاح، إلى القول، إن المغرب “بتاريخه العريق وموقعه الاستراتيجي يعد شريكا لامحيد عنه بالنسبة للولايات المتحدة.
10ديسمبر 2020: النص الكامل للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء
تؤكد الولايات المتحدة دعمها لاقتراح الاستقلال الذاتي، الذي قدمته المغرب كأساس وحيد لحل عادل ودائم للصراع على أراضي الصحراء الغربية، وذلك بحسب ما أكدت عليه تصريحات الإدارات السابقة.
وبالتالي، تعترف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء الغربية ابتداء من اليوم، وتعيد التأكيد على دعمها لاقتراح الاستقلال الذاتي الجدي والموثوق والقابل للتطبيق الذي قدمه المغرب كأساس وحيد لحل عادل ودائم للصراع على أراضي الصحراء الغربية.
لا تعتقد الولايات المتحدة أن خيار استقلال الدولة الصحراوية واقعي لحل النزاع، بل تعتبر أن الاستقلال الذاتي الحقيقي تحت لواء السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق،هو الحل الوحيد القابل للتطبيق.
نحث الأطراف على المشاركة في محادثات بدون تأخير واستخدام الخطة التي اقترحها المغرب كإطار وحيد للتفاوض على حل مقبول من الطرفين.
تشجع الولايات المتحدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في أراضي الصحراء الغربية، لتسهيل التقدم نحو هذا الاتجاه، كما ستفتح قنصلية في الداخلة في أراضي الصحراء الغربية لتعزيز الفرص الاقتصادية والأعمال في المنطقة.
وبالتالي، “أنا رئيس الولايات المتحدة دونالد ج. ترامب، أعلن بموجب السلطة المنوطة بي، بحسب دستور والقوانين الأمريكية، أن الولايات المتحدة تعترف أن كامل أراضي الصحراء الغربية، هي جزء من المملكة المغربية.
وقد مهرت هذا المستند بتوقيعي شهادة على ذلك بتاريخ 4 كانون الأول/ديسمبر 2020 وفي العام الـ245 على استقلال الولايات المتحدة. دونالد ج. ترامب.”

خلاصات

إن متابعة المواقف الأمريكية من 2006 إلى اليوم من قضية الصحراء، تجعلك تستخلص الخلاصات التالية:
* الطابع التصاعدي والتراكمي للمواقف الأمريكية من قضية الصحراء إلى حين الوصول إلى القرار النهائي القاضي بالاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على الصحراء.
* إن قرار الاعتراف، هو نتاج تداخل السياسي والأكاديمي والاستراتيجي.
* إن القرار الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء، أعاد ملف القضية الوطنية إلى طبيعتها الأصلية المتمثل في كون قضية الصحراء قضية مغربية – مغربية.
* إن العلاقات المغربية الأمريكية هي وليدة التاريخ، وإن المغرب باعتباره حليفا للولايات المتحدة، سواء في المرحلة الراهنة، وفي ظل التقاطبات الناتجة عن الحرب الباردة، أدى ضريبة هذا الاختيار التحالفي والتي من تجلياتها، النزاع حول الصحراء، باعتباره من مخلفات حقبة الصراع بين الشرق والغرب.
* إن القرار الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء، هو نتاج الديبلوماسية المغربية النشيطة المرتكزة على الثابت الوطني في الدفاع عن قضية الصحراء.
* إن الحكم الذاتي شكل قطيعة مع الماضي، ومنح المغرب المصداقية و الجدية على الصعيد الدولي،في تعاطيه مع حل قضية الصحراء.


الكاتب : رشيد قنجاع

  

بتاريخ : 25/02/2021