في حلة أنيقة، صدرت للمبدع المغربي سعيد الشفاج أضمومة نقدية في مجال السينما وعلاقتها بالرواية تحت اسم : «هندسة الرعب»، وهو دراسة نقدية تنظيرية لسينما الرعب ومدى امتداداتها في الرواية العربية .وقد حاول الأديب الشفاج أن يجيب على سؤال يعتبر إشكاليا في حد ذاته، وهو: كيف استطاعت تيمة الرعب أن ترخي بظلالها في السينما العالمية وخاصة الأمريكية؟ وما هي الأبعاد الفلسفية والفكرية لذلك .
حاول الشفاج أن يعود بالرعب منذ نشأته في العهد الروماني مرورا بعصر الظلمات بأوروبا ثم الثورة الصناعية الى حين انطلاق فيلم الرعب كفيلم مستقل . وفي الفصل التطبيقي، حلل الشفاج الأبعاد التي تميز الرواية الرعبية بعيدا عن أدب الرعب، باعتبار أن هذا الأخير له خواص تميزه في حين أن الشفاج ركز على تواجد مسببات الرعب في الرواية العربية بشكل عام .
يتميز كتاب «هندسة الرعب» بأنه دراسة من قلة الدراسات التي تنظر لتركيبة الرعب في السينما، ويحدد المرتكزات الفنية والفكرية التي يبنى عليها الرعب .يقول : «سؤال المرجعيات هو أحد الأسئلة المطروحة في علاقة السينما المغربية بالأدب الاغريقي، بل بمظاهر التعذيب في روما القديمة».