النسخة الثانية من أيام الفوسفاط بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات: الدعوة إلى تضافر الجهود بين الصناعيين والعلماء والمهندسين

 

شدد المشاركون في النسخة الثانية من تظاهرة أيام الفوسفاط التي احتضنتها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، ما بين 13 و17 أكتوبر الجاري، على أهمية أوجه تضافر الجهود بين الصناعيين والعلماء والمهندسين من مختلف أنحاء العالم، بهدف تحديد أحدث الابتكارات التي من شأنها أن ينتج عنها أثر إيجابي على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمحافظة على البيئة.
وسلط العلماء والخبراء المشاركين في هذه التظاهرة الضوء على الإنجازات الرئيسية في مجالات الاستكشاف والتعدين، وهندسة نقل السوائل المعقدة، والكيمياء، والعمليات والمواد المتقدمة، وبيئة التعدين والاقتصاد الدائري، والتكنولوجيا الحيوية، والأسمدة والأمن الغذائي، والرقمنة، وتقنيات النانو في الزراعة. وأكدوا على دور البحث والتطوير والابتكار باعتباره رافعة تنموية استراتيجية في المجالات المرتبطة بكل ما يخص الفوسفاط وصناعته، والمركبات الفوسفاطية.
وشهدت التظاهرة في نسختها الثانية هذه السنة موعدين هامين عنوانهما البارز: «أيام الباحثين الشباب»، و»المؤتمر الدولي حول الفوسفاط»، وتم خلال الموعد الأول الذي امتد على مدى يومين متتاليين تحت شعار «النقل التكنولوجي» جمع العلماء الشباب (حاملي الدكتوراه والباحثين)، من أجل تحفيزهم على البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا بهدف النهوض بنتائج أبحاثهم واستغلالها في التطبيقات الصناعية وخلق الثروة.
واستفاد الباحثون الشباب من دورات تكوينية كان الهدف منها تحسين مهاراتهم في مجموعة واسعة من المجالات ذات صلة بالابتكار وريادة الأعمال، مع تقديم نتائج أبحاثهم أمام لجنة مكونة من نخبة من الخبراء، لاختيار أفضل المشاريع التي ستستفيد من المواكبة بغرض الوصول بهذه النتائج إلى سوق التصنيع مع إعطاء أولية للمشاريع التي بلغت مرحلة معينة من النضج. كما عرفت التظاهرة»المؤتمر الدولي حول الفوسفاط» الذي استمر ثلاثة أيام تضمن برنامجا غنيا ومتنوعا ما بين المحاضرات المفتوحة والندوات الموضوعاتية، والعروض والملصقات الإلكترونية، كلها كانت في مواضيع تهم الفوسفاط وتطبيقاته.
وفي تعليقه على أجواء انعقاد هذه التظاهرة العلمية الهامة ونتائجها، علق الدكتور عبد العالي قصير، مدير مكتب نقل التكنولوجيا التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ومنسق شبكة «فوريسنيت»، والرئيس المشارك للمؤتمر: «سمحت اللقاءات التي تم تنظيمها خلال التظاهرة باقتسام المعارف ومناقشتها والاطلاع على نتائج الأبحاث، والتكوين، وأيضا دعم وتشجيع الاختراعات والابتكارات الجديدة التي كشف عنها حاملو المشاريع الشباب المغاربة والأجانب. وعلى مدى أيام الباحثين الشباب، سعينا إلى تشجيعهم على دمج تثمين نتائج البحث ونقل التكنولوجيا من خلال الانفتاح على المقاولة.»
وأضاف الدكتور عبد العالي قصير»يمتلك المغرب أكبر احتياطات من الفوسفاط على مستوى العالم بأسره، كما أنه الأول ضمن لائحة المصدرين العالميين، ومن  الممكن أن يصبح خلال المستقبل القريب أول بلد من حيث الإنتاج العلمي والابتكار، ذلك أن البحث والتطوير يساهم بشكل متنام في القدرة التنافسية للشركات وتنمية الأمم، وهو في صميم الابتكار والنمو المستدام».
وحسب المنظمين فقد شارك في التظاهرة التي تم تنظيمها عن بُعد 1445 باحثاً ومهندساً ينحدرون من 25 دولة مختلفة، وهو ما أتاح لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن تسجل نفسها كمرجع عالمي في ما يخص الأبحاث المرتبطة بمنظومة الصناعات الفوسفاطية.
وكان حفل الافتتاح قد عرف مشاركة أحمد تيديان سواري، الوزير الأول السابق، والمستشار الحالي لرئيس غينيا الذي قدم عرضا عن الصناعات المعدنية في إفريقيا وآفاق تطويرها بالإضافة إلى أحمد جبار، الوزير السابق للتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر، الذي استحضر الدور الكبير الذي لعبه المغرب العربي في مجال تطوير العلوم لعدة قرون في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، ودعا الشباب إلى تولي زمام المبادرة من خلال الاهتمام بشكل أكبر بمجالات البحث والعلوم.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 22/10/2020

أخبار مرتبطة

  يهدف لدعم تكييف التكوين والبحث الزراعي المغربي مع تحديات الانتقال الإيكولوجي     وقع المغرب و الاتحاد الأوروبي، أمس

عبرت جمهورية سيراليون، الثلاثاء بالرباط، عن دعمها الكامل للوحدة الترابية للمملكة مؤكدة أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب

إفريقيا لا تعبئ سوى 11.4 مليار دولار سنويا من أصل 580 مليارا تحتاجها للتمويل انعقد أول أمس على هامش الملتقى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *