احتضنت مدينة مراكش، مساء يوم الجمعة 21 نونبر 2025، لقاءً أدبياً نوعياً بعنوان «النظر في الوجه العزيز وجهاً لوجه مع بوزفور»، نظمته جمعية رواق، تكريماً لشيخ القصة المغربية القصيرة، الكاتب أحمد بوزفور. وقد تميز اللقاء بحضور ثقافي نوعي ضم كتاباً ونقاداً وفنانين تشكيليين، إلى جانب أساتذة جامعيين وطلبة باحثين، في لحظة احتفاء جماعي بالكتابة المغربية وبصوتها القصصي الأكثر عمقاً وتفرداً.
افتُتحت الأمسية بكلمات الأستاذ حسن الوفاء الذي أضفى على تقديمه طابعاً جمالياً وتأملياً لافتاً، حين قال: «كلنا بخير ولا ينقصنا إلا النظر في الوجه العزيز»
ثم أضاف متسائلاً: «هل مازال ينقصنا النظر في الوجه العزيز أم أن كتاب الوجه (Facebook) أغرقنا في الوجوه حتى تبلبلت قسماتها وتعابيرها؟ سرق منا زمنُ الانتظار، ومساحةُ الأشواق، ونبضُ اللقاءات، وتقاسم كؤوس الشاي…»
وهي لحظة دفعت الحضور للتأمل في معنى اللقاء الإنساني المباشر، وفي قيمة رؤية وجهٍ لا يمر عبر شاشة.
بعد ذلك تولى الأستاذ محمد أيت لعميم تسيير الجلسة باحترافية عالية، رابطاً بين فقراتها بروح نقدية هادئة كشفت عن عمق التجربة البوزفورية وصلتها بالتحولات السردية في المغرب.
وقدّم الناقد مصطفى جباري أولى المداخلات بعنوان «أرحام الكتابة»، وهي قراءة غاصت في المنابع التي تتشكل منها النصوص البوزفورية، باعتبارها ولادات تتخلق داخل رحم اللغة، قبل أن تنبثق ككيانات سردية حية.
تلتها مداخلة الأستاذ محمد أيت حنا بعنوان: «بوزفور… بورتريه يرسم نفسه»، قدّم فيها صورة الكاتب من خلال نصوصه، لا باعتباره موضوعاً للقراءة فقط، بل ذاتاً تتعرَّف إلى نفسها عبر فعل الكتابة.
وفي لحظةٍ إنسانية مؤثرة، شكر مقدم اللقاء الأستاذ حسن الوفاء المحتفى به قائلاً:
«نقرّ تقديراً بالغاً لتلبية أحمد بوزفور الدعوة، ونشكره على السفر من أجلنا».
وقد استقبلت القاعة هذا الاعتراف بتصفيقٍ طويل، احتفاءً بالكاتب الذي جاء ليرى محبيه وجهاً لوجه، بعيداً عن صور «الكتاب الأزرق».
بعدها قُدمت هدايا فنية رمزية لبوزفور، شارك في تقديمها:
الفنان الفوتوغرافي أحمد بن إسماعيل (هدية فوتوغرافية خاصة).
الفنان الحروفي لحسن الفرساوي (عمل فني حروفي).
الفنان التشكيلي الحسين إيلان (عمل تشكيلي مهدى للكاتب).
كما قدمت صوفيا التباع بورتريها فنيا من إنجاز الفنان التشكيلي أيمن أيت احيا، في لحظة جمعت بين هيئة الوجه وقوة الحرف.
ولم تغب الموسيقى عن هذا الاحتفاء، إذ قُدمت فقرة غنائية مهداة إلى «الوجه العزيز بوزفور»، مما أضفى بُعداً وجدانياً على الأمسية، جمع بين الأدب والنغمة واللقاء الإنساني.واختُتم اللقاء بكلمة للكاتب المحتفى به، فتح فيها نقاشاً مباشراً مع الحضور، قبل أن تنتظم فقرة توقيع مؤلفاته في جو من المحبة والاعتراف.
تميز اللقاء بتنسيق عام من الفنان الحسين إيلان، الذي أشرف على البرنامج والهوية البصرية، حيث تم اعتماد صور فوتوغرافية للفنان أحمد بن إسماعيل، مما منح الأمسية جمالاً بصرياً يليق بوجهٍ عزيز يُقرأ ويُرى.

