النيران تأتي على متحف السينما بورزازات وتحقيق جنائي وآخر داخلي لمعرفة أسباب هذه المأساة

عزالدين تاستيفت: النيران أتت على أجنحة الحضارة الإسلامية والفرعوتية والرومانية وشركة  ألمانية من المفروض أن تشرع في التصوير الشهر الجاري 

 

أتى حريق مهول  على متحف السينما بورزازات مساء يوم الجمعة الماضي، حيث تحول  هذا الفضاء الذي شهد تصوير  أنجح  الأعمال السينمائية  العالمية،  إلى  مجرد أطلال .
في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، كشف عزالدين تاستيفت رئيس النسيج الجمعوي للتنمية بورزازات، أن هذه المأساة التي حلت  بمتحف السينما بورزازات، تزامنت  مع  تصوير  عمل  سينمائي أجنبي، موضحا  أنه إلى جانب  التحقيق الجنائي الذي  فتحته النيابة العامة، هناك  تحقيق داخلي تكلفت به  لجنة  مختصة  للوقوف على الأسباب الحقيقية  التي كانت وراء هذا الحريق المهول الذي حول هذه التحفة إلى خراب.
وكشف  عزالدين تاستيفت، أن الخسائر المادية التي خلفتها  ألسنة النيران  خسائر كبيرة وفادحة، حيث امتدت النيران إلى  الديكور  الخاص  بالثقافة الإسلامية، وكذلك  تضرر بشكل كلي  الجناح  الخاص بالحضارة الفرعونية والجناح المرتبط  بالحضارة اليهودية وأيضا  الجناح  المعني بالحضارة الرومانية بما في ذلك ساحة القيصر.
ولم تقتصر الأضرار المادية على هذه الأجنحة، بل شملت  باقي الديكورات الأخرى.
وشدد  عزالدين تاستيفت، على أن حريق المتحف التي حدث يوم الجمعة الماضي، ستكون له عواقب كبيرة على اليد العاملة  المرتبطة بهذا الفضاء، الذين سيجدون  أنفسهم في عطالة، مشددا  على  أن  التحقيقات  ستبين  السبب الرئيسي  لهذه المأساة، وما إن كانت الشركة المنتجة  التي تصور عملها هناك، لها يد في ذلك  من خلال المسؤولية التقصيرية في عدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة  لتفادي  مثل هذا الحريق، إذ  من المفروض  أن  تخبر رجال الوقاية المدنية عن موعد التصوير، ليكونوا  حاضرين  ومهيئين  لمثل  هذه الحوادث، حيث أكد رجال الوقاية المدنية بورزات  عدم  إخبارهم  بموعد التصوير.
لكن السيناريو الثاني يضيف المصدر ذاته، يتعلق  بما إن كانت المسؤولية التقصيرية تتحملها  اللجنة  المكلفة  بتسيير هذا المتحف، مؤكدا  أن  متحفا سينمائيا بهذا الحجم  وبهذه الحمولة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من المفروض أن تتخذ من أجل حمايته  وتأمينه  كل الإجراءات الاحترازية  لتفادي مثل  ماوقع يوم الجمعة الماضي.
وعن التداعيات  الأخرى  التي سببها الحريق، والمتمثلة  في  تنفيذ  الأجندة  الخاصة  بتصوير  الأعمال السينمائية، والتي  من المفروض أن تكون الشركات المنتجة قد حجزت  مواعيد من أجل التصوير، وكذلك  مصير  اليد العاملة  المرتبطة  بهذا المتحف، عن ذلك  يقول عزالدين تاستيفت، بالفعل  هناك  معضلة  حقيقية، فالعشرات  من العاملين  سيجدون  نفسهم  وجها لوجه  أمام العطالة، خاصة  أن  إعادة  متحف السينما إلى  ما كان عليه من قبل، يتطلب  وقتا  ليس بيسير.  وكشف عزالدين تاستيفت، أنه بالفعل  هناك شركة  إنتاج ألمانية، حجزت  موعدا لتصوير  عملها السينمائي، من المنتظر  أن يكون  في هذا الشهر، ويمتد  إلى  غاية شهر
دجنبر 2024،بمعنى  سنكون  أمام  إلغاء  كل المواعيد، وهو مايفوت  الفرصة  على مداخيل  مالية  حقيقية  وعلى  فرص عمل  للعاملين.
لكن التخوف  الكبير، يقول  هو اضطرار  هذه الشركات المنتجة العالمية  إلى البحث  على فضاءات  أخرى  خارج المغرب، في الوقت كما يعلم الجميع، هناك  منافسة شرسة من طرف بعض الدول في هذا المجال.
ويطالب  عزالدين تاستيفت، من المسؤولين  المعنيين بالعمل  على قدم وساق  من أجل  الإسراع  بإصلاح  ما أفسده حريق الجمعة الماضي، والعمل  على اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية  لتفادي  مثل  هذه المأساة.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 24/06/2024