الهجمات‮ ‬الجديدة‮ ‬تؤكد استمرار التهديد الجهادي‮ ‬

‮ ‬تؤكد الهجمات في‮ ‬جنوب فرنسا التي‮ ‬نفذها رضوان لقديم الفرنسي‮ ‬المتحدر من اصل مغربي‮ ‬الذي‮ ‬انتقل الى التطرف في‮ ‬البلاد قبل ان‮ ‬يقتل اربعة اشخاص معرفا عن نفسه بانه‮ «‬جندي‮ ‬من تنظيم الدولة الاسلامية‮»‬،‮ ‬استمرار التهديد الجهادي‮ ‬من الداخل الذي‮ ‬يقلق السلطات‮.‬
وهذه الهجمات تذكر‮ «‬بان مستوى التهديد الارهابي‮ ‬على ارضنا لم‮ ‬يتراجع‮. ‬الان اصبح من الداخل وهو اساسا من صنع افراد تشددوا اثناء وجودهم على ترابنا الوطني‮» ‬كما اعلن النائب العام للجمهورية في‮ ‬باريس فرنسوا مولانس‮.‬
وعلق مسؤول فرنسي‮ ‬كبير في‮ ‬مكافحة الارهاب في‮ ‬مقابلة مع وكالة فرانس برس هذا الاسبوع‮ «‬انه خطر سيستمر،‮ ‬وتزداد صعوبة كشفه‮».‬
والجمعة قتل رضوان لقديم راكب سيارة سرقها في‮ ‬كركاسون قبل ان‮ ‬يطلق النار على الشرطيين ثم‮ ‬يقوم بعملية احتجاز رهائن في‮ ‬سوبرماركت قتل خلالها ثلاثة اشخاص بينهم دركي‮. ‬وقتلته قوات الامن خلال الهجوم‮.‬
وفرنسا المشاركة في‮ ‬التحالف العسكري‮ ‬الدولي‮ ‬ضد تنظيم الدولة الاسلامية في‮ ‬سوريا والعراق،‮ ‬تعرضت منذ‮ ‬2015‮ ‬لموجة اعتداءات ادت الى مقتل‮ ‬245‮ ‬شخصا حتى الان‮.‬
لكن لم‮ ‬يعد الامر‮ ‬يتعلق باشخاص عائدين من مناطق المعارك في‮ ‬سوريا والعراق لتنفيذ هجمات في‮ ‬اوروبا،‮ ‬كما حصل خلال اعتداءات باريس وسان دوني‮ ‬في‮ ‬13‮ ‬نوفمبر‮ ‬2015‮ (‬130‮ ‬قتيلا‮) ‬وانما باشخاص متأثرين عن بعد بعقيدة تنظيم الدولة الاسلامية قبل ان‮ ‬ينتقلوا للتنفيذ‮.‬
ومسار رضوان لقديم المعروف لدى اجهزة الامن‮ ‬يذكر في‮ ‬هذه المرحلة بمسار منفذي‮ ‬اعتداءات اخرى وقعت في‮ ‬فرنسا وانتقلوا الى التطرف في‮ ‬البلاد ايضا مثل زياد بن بلقاسم الذي‮ ‬قتل خلال هجوم على عسكريين في‮ ‬مطار اورلي‮ ‬الباريسي‮ ‬في‮ ‬مارس‮ ‬2017‮.‬
ومساء الجمعة اعلن النائب العام مولانس ان لا شيء في‮ ‬هذه المرحلة‮ ‬يدفع للاعتقاد بان رضوان لقديم كان‮ ‬ينوي‮ ‬التوجه الى سوريا‮.‬
وبحسب مصدر مقرب من التحقيق،‮ ‬فانه لم‮ ‬يزر ابدا هذا البلد ولم‮ ‬يمر على الاطلاق في‮ ‬تركيا،‮ ‬نقطة الدخول الى معاقل تنظيم الدولة الاسلامية‮.‬
وقال لوران نونيز رئيس المديرية العامة للامن الداخلي‮ ‬الفرنسي‮ ‬لوكالة فرانس برس في‮ ‬اكتوبر ان‮ «‬التهديد بشكل اساسي‮ ‬يصدر عن افراد موجودين في‮ ‬فرنسا‮: ‬اما اشخاص‮ ‬غير حازمين منعوا من التوجه الى سوريا او العراق واما ارهابيون‮ ‬يمكنهم الانتقال الى التنفيذ بدون ان‮ ‬يكون هناك مؤشرات سابقة الى ذلك‮».‬
وهذا الاتجاه تعزز بعد سلسلة هزائم عسكرية كبرى مني‮ ‬بها تنظيم الدولة الاسلامية في‮ ‬سوريا والعراق حيث خسر قسما كبيرا من الاراضي‮ ‬التي‮ ‬سيطر عليها في‮ ‬2014‮.‬
وقال جان بيار فيليو استاذ العلوم السياسية لوكالة فرانس برس ان‮ «+‬حملة اوروبا‮+ ‬التي‮ ‬اطلقها داعش في‮ ‬مايو‮ ‬2014‮ ‬مع الاعتداء على المتحف اليهودي‮ ‬في‮ ‬بروكسل تتواصل‮. ‬هذه الحملة تنفذها بشكل اساسي‮ ‬خلايا نائمة مثلما حصل في‮ ‬كاتالونيا في‮ ‬اغسطس‮ ‬2017‮ ‬او ارهابيون منفردون كما حصل في‮ ‬اود‮» ‬في‮ ‬جنوب فرنسا‮.‬
وشدد هذا الخبير على ان ذلك‮ ‬ياتي‮ ‬فيما تركز النقاش العام في‮ ‬الاونة الاخيرة على المخاطر التي‮ ‬يشكلها العائدون الى بلادهم،‮ ‬اي‮ ‬هؤلاء الذين تمكنوا من الانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية في‮ ‬العراق وسوريا،‮ ‬وقرروا العودة لتنفيذ هجمات‮.‬
وحتى الان هناك اقل من‮ ‬200‮ ‬شخص‮ ‬يواجهون ملاحقة قضائية في‮ ‬فرنسا وغالبيتهم من الرجال بحسب مصدر قريب من الملف‮. ‬وهناك حوالى‮ ‬1180‮ ‬شخصا بينهم‮ ‬500‮ ‬طفل لا‮ ‬يزالون في‮ ‬سوريا والعراق‮.‬

‮ ‬نيجيريا و بوكو حرام‮ ‬

يأمل سكان بلدة دابشي‮ ‬النيجيرية‮ ‬يأملون في‮ ‬ان تفرج جماعة بوكو حرام عن آخر فتاة محتجزة لديها على اثر معلومات مشجعة من السلطات بعدما اطلق الناشطون سراح اكثر من مئة شابة‮.‬
وقالت زميلات المسيحية ليا شاريبو اللواتي‮ ‬افرج عنهن انها لا تزال محتجزة لانها رفضت اعتناق الاسلام‮.‬
وقال كاشالا بوكار والد احدى الفتيات اللواتي‮ ‬اطلق سراحهن لوكالة فرانس برس مساء السبت في‮ ‬اتصال هاتفي‮ ‬من البلدة شمال شرق ولاية‮ ‬يوبي‮ «‬هناك ترقب كبير في‮ ‬البلدة بعد ورود معلومات عن انه سيفرج عن آخر فتاة محتجزة‮».‬
واضاف بوكار وهو المتحدث باسم اتحاد اهالي‮ ‬المخطوفات‮ «‬قيل لنا انها في‮ ‬طريقها الى البلدة‮».‬
وطلبت السلطات من اصحاب المتاجر اغلاقها السبت بانتظار وصولها‮.‬
وقال قائد الشرطة الوطنية ابراهيم ادريس للصحافيين السبت في‮ ‬ميداغوري‮ ‬عاصمة ولاية بورنو انه‮ «‬قد‮ ‬يفرج عن الفتاة اليوم‮». ‬واضاف انه الغى زيارة لدابشي‮ ‬تفاديا لاي‮ «‬عقبة امنية‮» ‬قبل وصول ليا دون مزيد من التفاصيل‮.‬
والاربعاء افرج عن‮ ‬105‮ ‬من التلميذات ال111‮ ‬اللواتي‮ ‬خطفن في‮ ‬19‮ ‬فبراير من مدرستهن الداخلية في‮ ‬دابشي‮ ‬ما طرح تساؤلات حول احتمال دفع فدية‮.‬
ونقل افراد من بوكو حرام الفتيات في‮ ‬تسع شاحنات الى المدرسة‮.‬
وفقا لشهود اتصلت بهم فرانس برس،‮ ‬احتجزت الفتيات على جزيرة على بحيرة تشاد تعد معقلا للمقاتلين الذين بايعوا فصيلا لبوكو حرام‮ ‬يتزعمه ابو مصعب البرناوي‮.‬
وتوفيت خمس فتيات انثاء احتجازهن‮.‬
والسبت انسحب جنود انتشروا في‮ ‬دابشي‮ ‬من الحواجز في‮ ‬المدنية ما اعطى الامل بعودة ليا الوشيك‮.‬
وقال تيجاني‮ ‬غوني‮ ‬احد السكان‮ «‬نعتقد ان نبأ الافراج عن الفتاة صحيح لان سلوك عناصر الامن والشرطة والجيش‮ ‬يشير الى ذلك‮».‬
واضاف ان‮ «‬المعنويات مرتفعة جدا في‮ ‬المدينة التي‮ ‬تشهد حالة ترقب‮».‬
وقال احد سكان دابشي‮ ‬ان‮ «‬الانسحاب المفاجىء للجنود من الحواجز علامة واضحة على قدوم الفتاة‮».‬
ووعد الرئيس محمد بخاري‮ ‬على تويتر بانه‮ «‬لن‮ ‬يوفر جهدا للتأكد من عودة ليا سالمة‮».‬
وأعادت حادثة الخطف في‮ ‬دابشي‮ ‬في‮ ‬19‮ ‬فبراير إلى الأذهان حادثة مماثلة وقعت في‮ ‬شيبوك في‮ ‬ابريل‮ ‬2014‮ ‬عندما خطفت أكثر من مئتي‮ ‬فتاة‮.‬
في‮ ‬حين افرج عن عدد من فتيات شيبوك لقاء فدية والافراج عن قادة من بوكو حرام لا تزال‮ ‬122‮ ‬فتاة رهائن‮.‬
وتستخدم بوكو حرام الخطف سلاحا في‮ ‬التمرد الذي‮ ‬تخوضه منذ تسع سنوات تقريبا والذي‮ ‬أدى إلى مقتل‮ ‬20‮ ‬الف شخص على الاقل وتشريد أكثر من مليونين منذ‮ ‬2009‮.‬
وفي‮ ‬حين تم استعادة مناطق واسعة في‮ ‬نيجيريا من الجهاديين خلال الهجوم الذي‮ ‬شنه بخاري‮ ‬في‮ ‬2015‮ ‬لا تزال الجماعة تشن هجمات دامية على اهداف عسكرية ومدنية‮.‬
استبعاد الانتصار السريع
في‮ ‬مصر‮ ‬

بينما‮ ‬يش ن الجيش المصري‮ ‬هجوما كاسحا لسحق فرع الدولة الإسلامية في‮ ‬سيناء،‮ ‬لا‮ ‬يرجح محللون إنزال الهزيمة بهذه الجماعة الجهادية خلال فترة قصيرة‮.‬
بدأت عملية الجيش في‮ ‬التاسع منفبراير الماضي‮ ‬بعد أن كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي،‮ ‬المرجح فوزه بولاية ثانية في‮ ‬الانتخابات الرئاسية المقررة في‮ ‬26‮ ‬مارس المقبل،‮ ‬الجيش والشرطة بالقضاء على الجهاديين في‮ ‬سيناء في‮ ‬غضون ثلاثة أشهر‮.‬
ومنذ ذلك الحين،‮ ‬تم تمديد الموعد النهائي،‮ ‬وبدأت القوات المسلحة عمليتها الأكثر شمولية المستمرة حتى الآن لإنهاء التمرد الجهادي‮ ‬الذي‮ ‬نفذه اعتداءاته الأولى قبل خمس سنوات‮.‬
وينشر الجيش بانتظام مجريات العملية التي‮ ‬أكد أنها أفضت الى قتل أكثر من‮ ‬100‮ ‬جهادي‮ ‬بينما فقد‮ ‬20‮ ‬جندي‮ ‬ا على الأقل‮.‬
ويقول زاك جولد،‮ ‬المحلل في‮ ‬مجموعة أبحاث‮ «‬سي‮ ‬ان ايه‮» ‬الكائنة بالولايات المتحدة إن‮ «‬مصر تقوم بعمل جيد بالفعل في‮ ‬السيطرة على كيفية تقديم الأخبار‮».‬
ويتابع مستخدما اسما بديلا لتنظيم الدولة الاسلامية‮ «‬حتى داعش تواجه تحديا لنشر أي‮ ‬بيانات ما‮ ‬يشير إلى أن مصر تسيطر على الأمر‮ (…) ‬لكنه‮ ‬يجعل من الصعب معرفة ما‮ ‬يجري‮ ‬فعلا وما إذا كان التأثير على المدى الطويل سيكون مختلفا‮».‬
شنت القوات المصرية عدة عمليات في‮ ‬شبه جزيرة سيناء ضد الجهاديين الذين قتلوا مئات الجنود ورجال الشرطة‮.‬
بايعت جماعة أنصار بيت المقدس المصرية تنظيم الدولة الاسلامية في‮ ‬2014‮ ‬واكتسبت الخبرة وحظيت على دعم لوجستي‮ ‬من الجماعة الدولية التي‮ ‬كانت تسيطر على أرض أعلنت عليها‮ «‬الخلافة‮» ‬في‮ ‬العراق وسوريا‮.‬
سرعان ما كث ف الجهاديون في‮ ‬سيناء من هجماتهم ضد المدنيين،‮ ‬وزرعوا قنبلة على متن طائرة روسية تقل سياحا من منتجع شرم الشيخ في‮ ‬عام‮ ‬2015‮ ‬ما أسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم‮ ‬224‮ ‬شخص ا‮.‬
وابتداء من أواخر عام‮ ‬2016،‮ ‬بدأوا أيض ا باستهداف الأقباط المسيحيين،‮ ‬وقتلوا أكثر من مائة في‮ ‬تفجيرات كنائس وعمليات إطلاق نار في‮ ‬جميع أنحاء البلاد‮.‬
وصدر إنذار السيسي‮ ‬بعد المذبحة التي‮ ‬نفذها مسلحون‮ ‬يشتبه بأنهم من تنظيم الدولة الاسلامية وراح ضحيتها أكثر من‮ ‬300‮ ‬مصل في‮ ‬مسجد في‮ ‬سيناء مرتبط بالصوفيين الذين‮ ‬يعتبرهم التنظيم كفرة‮.‬
وكتب المدون‮ «‬ايجيغرينفلاي‮» ‬غير المفصح عن هويته ويكتب على موقع‮ «‬ايجيبت ديفنس ريفيو‮»‬،‮ «‬يبدو أن هناك تركيزا أكبر على فاعلية استهداف المسلحين الأفراد مع إضعاف إمداداتهم اللوجستية‮».‬
وأضاف‮ «‬في‮ ‬حين ركزت الهجمات المصرية السابقة على منطقة معينة مستقلة عن المناطق الأخرى في‮ ‬وقت واحد،‮ ‬يبدو أن عملية سيناء‮ ‬2018‮ ‬نسقت الجهود في‮ ‬نهاية الأمر في‮ ‬جميع أنحاء البلاد‮».‬
وشارك نحو‮ ‬60‮ ‬ألف جندي‮ ‬وفق الجيش في‮ ‬الحملة التي‮ ‬بدأت بعد فترة من جمع المعلومات الاستخبارية في‮ ‬شبه الجزيرة الواقعة على الحدود مع إسرائيل وقطاع‮ ‬غزة‮.‬
ويقول عمر عاشور الأستاذ المساعد في‮ ‬معهد الدوحة للدراسات العليا إن العملية الأخيرة كانت مختلفة عن الهجمات السابقة من نواح عدة‮.‬
وأشار إلى‮ «‬حملة دعائية/وتغطية إعلامية مكثفة،‮ ‬وإلى حجم القوى التي‮ ‬حشدت‮ … ‬والتعاون المستمر مع الميليشيات أو التشكيلات القبلية المسلحة التي‮ ‬تقاتل إلى جانب الجيش النظامي،‮ ‬والتنسيق التكتيكي‮ ‬والتشغيلي‮ ‬المتزايد مع إسرائيل‮».‬
ووفقا للمحللين فإنه من المرجح أن تؤدي‮ ‬العملية إلى إضعاف تنظيم الدولة الاسلامية في‮ ‬سيناء والذي‮ ‬لا‮ ‬يضم أكثر من ألف مقاتل‮ ‬يعتمدون بشكل متزايد على هجمات الكر والفر،‮ ‬وتفجيرات الطرق،‮ ‬وهجمات القنص‮.‬
لكن العملية لن تحقق انتصارا حاسما وتضع نهاية لهذه الهجمات‮.‬
وتقول ستيفاني‮ ‬كارا الباحثة المشاركة مع‮ «‬ريسك ادفايزوري‮ ‬غروب‮» ‬لشمال إفريقيا‮ «‬يبدو أن الجيش‮ ‬يعتمد على مزيج من الضربات الجوية والعمليات البرية لتقليل قدرات الجماعات الإرهابية في‮ ‬شمال ووسط سيناء‮».‬
واضافت‮ «‬مع ذلك،‮ ‬لا‮ ‬يبدو ان الحملة الاخيرة تختلف بشكل كبير عن العمليات التي‮ ‬شهدتها المنطقة في‮ ‬السنوات القليلة الماضية‮. ‬ويبدو أن الجيش‮ ‬يستخدم نفس التكتيكات التقليدية التي‮ ‬استخدمها في‮ ‬الماضي‮».‬
في‮ ‬المقابل،‮ ‬توعد تنظيم الدولة الاسلامية بمهاجمة المنشآت ذات الصلة بالانتخابات ومضاعفة جهوده لمهاجمة السياح في‮ ‬جميع أنحاء مصر‮.‬
وتم تعزيز الأمن خلال أيام الاقتراع بين‮ ‬26‮-‬28‮ ‬مارس‮.‬
ويقول جانتزين‮ ‬غارنت محلل شؤون الشرق الأوسط لدى شركة تحليلات‮ «‬مجموعة نافانتي‮» ‬إن تنظيم الدولة الاسلامية‮ «‬يواصل عملياته ضد قوات الأمن في‮ ‬سيناء لكن من المؤكد أنها اختلت‮».‬
‮»‬هذا قد‮ ‬يحبط أي‮ ‬مخططات للجماعة الإرهابية بهدف تعطيل الانتخابات الرئاسية‮»‬
إلا أنه قال‮ «‬إذا كانت خلايا تنظيم الدولة الاسلامية الذي‮ ‬لم‮ ‬ينفذ هجمات منذ عدة أشهر،‮ ‬تعمل بشكل مستقل،‮ ‬فإن حملة سيناء سيكون لها تأثير صغير على قدراتها‮»‬

 

تأثر كبير في‮ ‬فرنسا وتكريم للضابط الذي‮ «مات بطلا‮» ‬في‮ ‬الهجوم بجنوب البلاد‮ ‬

‮ ‬تعيش فرنسا موجة تأثر كبرى السبت بعد موت دركي‮ “‬بطل‮” ‬حل محل رهينة في‮ ‬الاعتداء الجهادي‮ ‬الذي‮ ‬نفذه مهاجم الجمعة في‮ ‬جنوب فرنسا،‮ ‬قتل بعد الهجمات التي‮ ‬اوقعت اربعة قتلى،‮ ‬بينما‮ ‬يسعى التحقيق الى تحديد اسباب انتقال المنفذ الى التنفيذ‮.‬
وقال رضوان لقديم‮ (‬25‮ ‬عاما‮) ‬الفرنسي‮ ‬من أصل مغربي‮ ‬الجمعة انه‮ “‬جندي‮” ‬في‮ ‬تنظيم الدولة الاسلامية الذي‮ ‬أعلن تبنيه لاحقا للهجوم‮.‬
وعثر المحققون في‮ ‬منزله في‮ ‬كاركاسون‮ (‬جنوب‮) ‬على‮ “‬رسائل فيها اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية‮” ‬ويمكن اعتبارها بمثابة وصية،‮ ‬بحسب ما افادت مصادر متطابقة‮. ‬كما تم توقيف شخصين هما شاب في‮ ‬ال17‮ ‬قالت السلطات انه صديق للمهاجم ورفيقته‮.‬
وق تل المهاجم الذي‮ ‬حمل مسدسا وسكينا وعبوات ناسفة،‮ ‬بحسب مصدر قريب من التحقيق برصاص قوات الامن بعد هجوم دام بدأ في‮ ‬كركاسون وانتهى داخل سوبرماركت في‮ ‬تريب البلدة القريبة حيث احتجز عدة اشخاص رهائن‮.‬
وخلال عملية احتجاز الرهائن،‮ ‬تطوع اللفتنانت كولونيل أرنو بلترام‮ (‬45‮ ‬عاما‮) ‬ليحل محل امراة كان المهاجم‮ ‬يحتجزها درعا بشريا،‮ ‬بحسب مصدر قريب من التحقيق‮.‬
وتوفي‮ ‬بلترام الذي‮ ‬اصيب اصابة خطيرة،‮ ‬السبت متأثرا بجروحه ما أثار موجة تأثر عارمة في‮ ‬البلاد‮. ‬وصرح الرئيس الفرنسي‮ ‬ايمانويل ماكرون انه‮ “‬مات بطلا‮” ‬و‮”‬يستحق أن‮ ‬يحظى باحترام الأمة ومحبتها‮”‬
ووجه مسجد باريس الكبير تحية‮ “‬لشجاعة وقيم والتزام‮” ‬الضابط‮.‬
وقال شقيقه سيدريك بلترام لاذاعة‮ “‬ار تي‮ ‬ال‮” ‬ان الضابط‮ “‬كان‮ ‬يعرف ان لا امل فعليا‮” ‬له لكنه‮ “‬لم‮ ‬يتردد لحظة‮”. ‬وكان من المفترض ان‮ ‬يعقد بلترام المتزوج قرانه كنسيا هذا العام‮.‬
وندد الرئيس الاميركي‮ ‬دونالد ترامب في‮ ‬تغريدة ب”الاعمال العنيفة لمنفذ الهجوم واي‮ ‬شخص قدم دعما له‮”‬،‮ ‬مضيفا‮ “‬افكارنا وصلواتنا مع ضحايا الهجوم الرهيب في‮ ‬فرنسا بالامس ونشعر بالاسى للخسارة التي‮ ‬لحقت بهذه الامة‮”.‬
من جهته دعا الرئيس الجزائري‮ ‬عبد العزيز بوتفليقة الى‮ “‬تصد دولي‮ ‬متضامن تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة‮” ‬للارهاب،‮ ‬معربا عن تضامن بلاده مع فرنسا‮ “‬الصديقة حيال تهديدات الارهاب وجرائمه‮”.‬
نكست الاعلام على مراكز الدرك السبت وبدأ سكان المنطقة‮ ‬يتوافدون لوضع باقات واكاليل الزهور امام السوبرماركت المغلق في‮ ‬تريب وثكنة الدرك في‮ ‬كاركاسون‮.‬
ودعت ماري‮ ‬كلير كاستيل التي‮ ‬أتت حاملة باقة من الورود البيضاء كتب عليها‮ “‬شكرا‮” ‬الى‮ “‬تكريم وطني‮” ‬للضابط قائلة‮ “‬انه بطل‮ … ‬لقد أنقذ أرواحا‮”.‬
وفي‮ ‬تريب،‮ ‬عبر السكان عن صدمته وحزنهم،‮ ‬وقالت خديجة‮ (‬52‮ ‬عاما‮) ‬بصوت مرتعش‮ “‬كنا نقول ان مثل هذه الامور لا تحدث الا في‮ ‬المدن الكبيرة‮”.‬
وأصيب في‮ ‬الهجوم ثلاثة اشخاص،‮ ‬احدهم كان لا‮ ‬يزال السبت بين الحياة والموت‮.‬
لا تزال فرنسا المشاركة في‮ ‬التحالف العسكري‮ ‬ضد تنظيم الدولة الاسلامية في‮ ‬العراق وسوريا تعيش تحت تهديد ارهابي‮ ‬منذ موجة الاعتداءات الجهادية‮ ‬غير المسبوقة على اراضيها والتي‮ ‬أوقعت‮ ‬245‮ ‬قتيلا منذ العام‮ ‬2015‮.‬
وشدد المسؤول السابق لوحدة التدخل لدى الدرك فريديريك‮ ‬غالوا ان‮ “‬انهيار تنظيم الدولة الاسلامية لم‮ ‬يغير المعطيات‮. ‬هذا ما كنا نخشاه‮”.‬
ويحاول المحققون معرفة اسباب انتقال المهاجم الى التنفيذ بينما لم تعد السلطات تعتبره تهديدا‮.‬
وأقر وزير الداخلية جيرار كولومب‮ “‬كنا نتابعه‮… ‬ونعتقد انه لم‮ ‬ينتقل الى التطرف‮”‬،‮ ‬لكنه‮ “‬انتقل فجأة الى التنفيذ‮”.‬
ولد لقديم في‮ ‬المغرب في‮ ‬11‮ ‬ابريل‮ ‬1992‮ ‬ونال الجنسية الفرنسية في‮ ‬2004‮. ‬وكان‮ ‬يخضع لمراقبة اجهزة الاستخبارات ومدرجا على لوائح أمن الدولة‮ “‬بسبب ارتباطه بالتيار السلفي‮”‬،‮ ‬بحسب المدعي‮ ‬العام فرنسوا مولانس‮. ‬وأشار مصدر قريب من التحقيق الى ان لقديم لم‮ ‬يتوجه أبدا الى سوريا‮.‬
وبين‮ ‬2016‮ ‬و2017،‮ ‬خضع من جديد لمراقبة الاستخبارات التي‮ ‬لم ترصد‮ “‬اي‮ ‬مؤشر‮ ‬يمكن ان‮ ‬ينذر بالانتقال الى عمل ارهابي‮”.‬
ودعا لقديم الجمعة الى‮ “‬تحرير أخوته‮” ‬وفق النائب العام فرنسوا مولانس‮. ‬ومن بين هؤلاء سمى صلاح عبد السلام الوحيد الذي‮ ‬لا‮ ‬يزال حيا من منفذي‮ ‬اعتداءات‮ ‬13‮ ‬نوفمبر والمسجون قرب باريس‮.‬


بتاريخ : 27/03/2018