يواصل المخرج المغربي إدريس الروخ تقديم أعمال سينمائية متميزة تحمل بصمته الفريدة، وهذه المرة مع فيلمه الجديد “الوترة” الذي يسلط الضوء على رحلة فنان شعبي يعزف على آلة لوتار بين قساوة الواقع وسحر الإيقاع الشعبي المغربي.
ولم تكن الأغنية الرئيسية للفيلم استثناء، حيث جاءت بعنوان “الوترة” لتجسد بعمق أجواء الفيلم وقضاياه، مقدمة مزيجا فنيا راقيا يجمع بين التراث والإبداع الحديث.
تولى الفنان حميد السرغيني أداء الأغنية مستحضرا صوته الدافئ وأسلوبه الفريد في الغناء الشعبي ليعكس روح الفنان المتجول الذي يحمل آلته الموسيقية كوسيلة للتعبير عن مشاعره وتجربته في الحياة.
استطاع السرغيني أن ينقل عبر صوته أحاسيس الشجن، الحنين، والأمل، مما جعل الأغنية تلامس قلوب المستمعين وتكمل الصورة السينمائية التي رسمها الروخ في الفيلم.
التوزيع الموسيقي للأغنية جاء بتوقيع الموزع المبدع عادل الخليفي الذي نجح في تقديم مزيج رائع بين الأصالة والمعاصرة. فقد احتفظ بالروح التقليدية للموسيقى المغربية من خلال توظيف نغمات لوتار والإيقاعات الشعبية، لكنه في الوقت ذاته أضاف لمسات موسيقية حديثة مما جعل الأغنية قابلة للوصول إلى مختلف الأذواق الموسيقية.
“الوترة” جاءت كجزء لا يتجزأ من أحداث الفيلم، تعبر عن النضال الفني والإنساني للشخصية الرئيسية. فقد حملت كلماتها ورسالتها عمقا عاطفيا يتماشى مع رحلة البطل في بحثه عن ذاته وسط متغيرات الحياة.
منذ صدورها لاقت الأغنية استحسانا كبيرا من الجمهور المغربي والعربي حيث انتشرت بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت إشادات من النقاد الذين رأوا فيها نموذجا راقيًا للدمج بين الموسيقى السينمائية والغناء الشعبي.
يعد فيلم “الوترة” وأغنيته الرئيسية مثالا حيا على قدرة السينما المغربية على تقديم أعمال تجمع بين العمق الفني والتأثير الجماهيري، حيث اجتمعت الرؤية الإخراجية لإدريس الروخ، الصوت القوي لحميد السرغيني، واللمسة الموسيقية الإبداعية لعادل الخليفي، في توليفة موسيقية وسينمائية تخطت حدود الشاشة لتصل إلى قلوب المشاهدين.
الوترة.. أغنية تعكس روح الفيلم المغربي للمخرج إدريس الروخ

الكاتب : رضوان التهامي
بتاريخ : 08/04/2025