الوداد والرجاء تضعان رقبة جماهيرهما تحت تصرف شركة

مرة أخرى يتضح أن شركة «كازا افينت»، التي عهد إليها تدبير ملعب محمد الخامس، تسببت في حرمان الوداد من مداخيل مالية كبيرة خلال مواجهته لفريق حسنية أكادير، حيث ظلت معظم مدرجات الملعب فارغة بحكم الشروط التي وضعتها الشركة بخصوص اقتناء تذاكر الولوج لمتابعة اللقاء، إذ كانت جماهير الوداد مطالبة بالتنقل إلى مركب محمد بنجلون بالوازيس لشرائها بعد أن ظلت شبابيك المركب مغلقة، هي حالة عاشها فريق الرجاء البيضاوي أيضا في لقائه السابق مما عرضه لخسائر مالية.
الغريب في الموضوع هو أن مركب محمد الخامس يعيش وضعا استثنائيا مع الشركة خلافا لباقي الملاعب الوطنية التي تسيرها شركات أخرى لا تتصرف بمنطق «كازا افينت»، حيث تتعدد نقط البيع، في الوقت الذي ترغم شركة مجلس مدينة الدارالبيضاء الجمهور البيضاوي على قطع كيلمترات للبحث عن تذكرة مع ما يصاحب ذلك من مصاريف إضافية تتعلق بالمواصلات وما يصاحبها من مشاق مع أزمتها بالمدينة، ودون مراعاة لترامي أطراف المدينة الشاسعة ولوضعية غالبية جماهير الرجاء والوداد الاجتماعية.
لا أحد اليوم يفهم منطق تصرف الشركة في مداخيل الفريقين وبطريقة مخالفة لكل ما يجري بالملاعب الكبيرة بالمغرب، حيث تبقى نسبة استفادتها معلومة ومحددة في 50 ألف درهم للمباراة الواحدة، في الوقت الذي تقتطع فيه شركة «كازا افينت» مبلغ 15 في المائة من مداخيل المباراة الواحدة بدعوى التنظيم، علما أنها تحصر مسؤوليتها فقط في بيع التذاكر، دون أن تكون مسؤولة عن باقي الأمور التنظيمية المتعلقة بالأمن وغيره، والتي يؤدي الفريقان مستحقاتها، إلى جانب نصيب العصبة الاحترافية من عملية بيع تذاكر المباريات، والتي تصل إلى 6 في المائة، ثم العائد الذي تستفيد منه عصبة الدارالبيضاء لكرة القدم، والذي يمثل درهمين عن كل تذكرة.
الغريب هو أن احتجاج الوداد والرجاء لم يتجاوز حدود الاحتجاج المحتشم، ولم يقدرا، على الأقل، الدفاع عن حقوق جماهيرهما في اقتناء تذاكر الملعب بطرق مريحة وميسرة عوض التنقل من أحياء بعيدة عن نقطة البيع بمركب محمد بنجلون وملعب الرجاء بالوازيس، ولم ينتبها إلى أن الشركة المعنية تعتبر ذات رساميل عمومية، من المفروض أن تقدم الخدمة للفئات الشعبية بالمدينة قبل البحث عن الربح المادي.
ما يقع هو أمر طبيعي، لضعف تجربة وخبرة الشركة في مجال تنظيم مباريات كرة القدم، ولغياب الوعي الحقيقي لدى مسؤولي الفريقين البيضاويين بأهمية الجماهير وقيمتها كمكون من مكوناتهما وليس عاملا لكسب أموال إضافية.


الكاتب : عبدالكريم الوازي

  

بتاريخ : 10/05/2017