الوداد يحقق لقبه القاري الثالث

حقق فريق الوداد البيضاوي، مساء أول أمس الاثنين، أمل الجماهير المغربية قاطبة، وعشاقه الحمر على وجه الخصوص، بعدما توج ببطولة دوري أبطال إفريقيا، للمرة الثالثة في تاريخه، والسابعة في مشوار الأندية بعد لقب الجيش الملكي وثلاثية الرجاء.
تتويج الوداد كان له طعم خاص، لأنه تحقق على حساب نادي القرن، الأهلي المصري، الذي جند عدته وعتاده من أجل الظفر باللقب الثالث له على التوالي، وتحقق أيضا على أرض مغربية، بعدما اعتمد الاتحاد الإفريقي مركب محمد الخامس بالدار البيضاء مسرحا لهذا النهائي القاري، ما فجر احتجاجات الفريق المصري، الذي طالب بنقله إلى ملعب محايد، رغم أن الكاف استوفى في هذا الاختيار كافة معايير النزاهة والتنافس الشريف، حيث تقدمت الجامعة بطلب احتضان النهائي قبل أشهر، وتم الاختيار عقب اللجوء إلى قاعدة التصويت، وزكاه أيضا انسحاب السينغال، بعدما كان ملعب دكار منافسا لمركب محمد الخامس، الذي حظي بشرف احتضان النهائي القاري للمرة الثانية على التوالي.
لقد كانت كل المؤشرات توحي بأن الوداد سيصنع الحدث، حيث كانت كل عوامل التحفيز موجودة، وفي مقدمتها اللعب بالميدان وأمام الأنصار، وأيضا التحضير على أعلى مستوى بمركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، ما أتاح للمدرب وليد الركراكي ظروفا مثالية قصد تجهيز لاعبيه تقنيا وتكتيكيا لهذا الموعد الاستثنائي، فضلا عن تعيين الكاف لأجود حكامها لقيادة هذا العرس الكروي، الذي انتهى بفرح مغربي مستحق.
وبحلول منتصف نهار أول أمس الاثنين، تحول مركب محمد الخامس إلى نقطة التقاء عشاق الساحرة المستديرة، بعدما قرر الاتحاد الإفريقي فتح الأبواب قبل خمس ساعات من موعد النهائي، لتبدأ الجماهير البيضاوية، والمغربية عموما، في التوافد على المدرجات، وتنطلق الرتوشات الأخيرة للتيفو الذي تم تقديمه، وجابت صوره مختلف أرجاء المعمور، لأن النهائي نُقل لأكثر من 170 دولة، وأكد من خلاله الجمهور الأحمر على أن الوداديين هم فعلا «غزاة إفريقيا قولا وفعلا».
وبمجرد إعلان الحكم الجنوب إفريقي، فيكتور غوميز، عن انطلاقة المباراة، حتى كشر لاعبو الوداد عن أنيابهم، وأظهروا رغبة جامحة في نيل اللقب، غير عابئين بالاحتكار العقيم للكرة من طرف لاعبي الأهلي، الذين حاولوا امتصاص الحماس الودادي.
ولم يكد يمر الربع ساعة الأول حتى جاء الفرج، عبر المتألق زهير المترجي، العائد من إصابة حرمته من دعم زملائه في المباريات الأخيرة، حيث أرسل صاروخا عابر للقارات، اخترق شباك الحارس المصري محمد الشناوي، الذي لم يكن يتوقع هذه التسديدة القوية، التي فاقت سرعتها 100 كلم في الساعة.
هدف أظهر أن الركراكي اشتغل طيلة الأيام الأخيرة على إيجاد أفضل الحلول للتغلب على العملاق المصري، الذي كان يتطلع إلى التتويج بلقبه الحادي عشر في هذه المسابقة، ومن تلك الحلول المثالية كان التسديد من بعيد، حيث أعطى تعليماته للثنائي المترجي والداودي، علما بأن الدقيقة 11 كادت تحمل خبرا سارا للوداد، لكن العارضة الأفقية صدت تسديدة قوية للكونغولي مبينزا من خارج منطقة الجزاء.
وزاد هدف المترجي من ارتباك الأداء المصري، فكثرت الأخطاء، وكاد يستقبل هدفا ثانيا في الدقيقة 19 من كرة قوية لرضا الجعدي، لكن المدافع محمد هاني تدخل في الوقت المناسب.
واستغلت العناصر الودادية تخبط المدرب الجنوب إفريقي موسيماني، الذي دخل اللقاء مفتقدا لخدمات محمد عبد المنعم والموزمبيقي لويس ميكيسوني والمغربي بدر بانون، كما أبقى على لاعب الوسط عمرو السولية، العائد من الإصابة، قبل أن يمنحه الفرصة في الربع ساعة الأخيرة من اللقاء، لكن الوقت كان قد فات لتدارك الأمر، خاصة في ظل تألق الحارس رضا التكناوتي، الذي كان في الموعد وأنقذ فريقه من عدة أهداف محققة.
وقدمت جماهير الوداد التي ملأت المدرجات المخصصة لها فصولا من الفرجة، ليس فقط من خلال التيفو والأعلام الحمراء، وإنما بفضل الأغاني والأهازيج المحفزة للاعبين، وكذا استعمال أضواء الهواتف النقالة، التي أضفت على الملعب جمالية خاصة.
وبعد أن انتهى الشوط الأول بتقدم ودادي، انطلقت الجولة الثانية بنفس جديد، راهن من خلاله المدرب الركراكي على المرتدات الخاطفة، سيما وأنه يتوفر على لاعبين يمتازون بالسرعة.
وفي الدقيقة 48، انسل أيوب العملود من الجهة اليمنى وتوغل في الربع الأخير من ملعب الأهلي، فأرسل كرة مقوسة على نحو مثالي صوب معترك العمليات، اخترق معها المترجي الدفاع الأهلاوي وضرب الكرة في جسد الحارس الشناوي، لترتد إليه من جديد، ويعيدها إلى الشباك، معلنا عن نفسه نجم اللقاء بامتياز.
واستفز هدف المترجي مدرب الأهلي موسيماني، الذي عمد إلى الدفع بكافة أوراقه، من خلال إشراكه لمحمد شريف ومحمد مجدي «أفشة» وعمر السولية، فارتفع الخطر المصري على مرمى الوداد، خاصة في الربع ساعة الأخير.
وشهدت الدقيقة 74 خطرا مصريا حقيقيا على مرمى التكناوتي، بعدما أرسل افشة كرة قوية، لكنها وحدت حارس وداديا يقظا، أعقبتها محاولة ثانية من علي معلول في الدقيقة 77، لكنها مرت بجانب المرمى.
وجدد أفشة تهديده للمرمى الودادي في الدقيقة 82، لكن الحارس التكناوتي كان في المكان المناسب، قبل أن يتعملق في الدقيقة 83 ويصد كرة خطيرة من الجنوب إفريقي من بيرسي تاو.
ومن أجل الحفاظ على التقدم، وتعزيز تماسك الخط الدفاعي، بادر المدرب وليد الركراكي إلى إدخال تغييرات كسرت إيقاع الهجوم الأهلاوي، ومنحت الثقة للاعبيه، الذين نجحوا في مجاراة الإيقاع من دون خطأ، فحق لهم أن يحملوا كأسهم القارية الثالثة، ويضيفوا نجمة جديدة إلى صدور قمصانهم.
للإشارة فقد طرد الحكم الجنوب إفريقي فيكتور غوميز اللاعب الاحتياطي للأهلي رامي ربيعة بعد إشارة من الحكم المساعد.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 01/06/2022