الوداد يغادر الموندياليتو من الباب الخلفي بسبب سوء التدبير الإداري والتقني

أحبط إقصاء فريق الوداد الرياضي من منافسات كأس العالم للأندية على يد الهلال السعودي كل المغاربة، الذين كانوا يمنون النفس بمواصلة النشوة والأفراح عقب النجاح الباهر للمنتخب الوطني في كأس العالم التي احتضنتها قطر.
وجاء الخروج المبكر للفريق الأحمر أمام الهلال السعودي بالضربات الترجيحية (3 – 5)، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل1 – 1، مساء أول أمس السبت بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
وأبان المهدي النفطي، مدرب الوداد، عن ضعف تكتيكي كبير، بسبب اختياراته غير الموفقة، خلال إدارته لمباراة فريقه، حيث ظهر جليا أنه أربك لاعبيه بتغيير الرسم التكتيكي من مباراة إلى أخرى، وهو ما جعلهم يفقدون هويتهم، جراء الاعتماد على الرسم التكتيكي (4 – 1 – 4 – 1)، الذي كان يطبقه المدرب السابق وليد الركراكي، والذي تحققت به ألقاب للوداد، فتعددت الخطط التكتيكية للمدرب النفطي، حيث تارة يعتمد (3 – 5 – 2) و(5 – 3 – 2) وغيرهما .
وإلى جانب هذا التيهان أدى الفريق ثمن سوء تسيير الرئيس سعيد الناصيري، الذي فشل فشلا ذريعا في انتداباته، بعدما سرح أجود لاعبيه وانتدب آخرين أقل مستوى، وبذلك يكون كمن استبدل غزالة بجدي.
وأدى التدبير السيء لرئيس الوداد إلى التعاقد مع مدرب دخل فترة تجريب طويلة، وإلى إفراغ الفريق من هداف وحارس له تجربة في صد الضربات الترجيحية، لأن الحارس رضا التكناوتي أبان في أكثر من مرة عن ضعف كبير في التعامل مع الضربات الترجيحية، كما جعلت انتدابات الناصيري دكة الاحتياط فارغة من لاعبين قادرين على إعطاء الإضافة.
لقد أظهرت مباراة الوداد ضد الهلال أن اللاعب المغربي مازال يتصرف بعقلية الهاوي اتجاه حكام المباريات، وهو ما تسبب في طرد العميد ولاعب المنتخب الوطني، يحيى جبران، الذي أكثر من الاحتجاجات على الحكم، فكان جزاؤه بطاقتين صفراوين في ظرف 30 ثانية فقط، وليجبر فريقه على إكمال اللقاء بنقص عددي، قبل أن تتساوى المجموعتان بطرد محمد كنو من فريق الهلال في الدقيقة الرابعة من الشوط الإضافي الأول .
وكان على جبران، الذي عاش مونديال قطر، أن يستحضر بأن الحكم السالفادوري ‘»إيفان أركيس بارتون» غير متساهل وحازم جدا، ولا يتردد في إخراج الأوراق الصفراء والحمراء، وكان عليه أن يستفيد من زميله أوناجم، الذي تلقى إنذارا بعد الاحتجاج أيضا على ضربة الجزاء.
وأعادت حالة طرد جبران في موندياليتو 2023 حالة إبراهيم النقاش في نسخة 2017، الذي تلقى بدوره البطاقة الحمراء.
وكان فريق الوداد سباقا إلى التسجيل بواسطة أيوب العملود في الدقيقة 52، والذي لم يعبر عن فرحته بسبب توتر علاقته مع مدربه .
وعوض أن يبحث الوداد عن هدف ثان لتأمين التقدم، تراجع لاعبوه إلى الدفاع بدل الضغط العالي، ليسقط يحيى عطية الله في المحظور، ويتسبب في ضربة جزاء لصالح فريق الهلال في الدقيقة (3+90)، بعد أن لمست الكرة يده في مربع العمليات. ضربة جزاء انبرى لها محمد كنو، وسجل هدف التعادل .
وكان لابد من تحديد فائز من خلال الضربات الترجيحية، بعد انتهاء المباراة وشوطيها الإضافيين بالتعادل (1 – 1)، حيث سجل للوداد كل من أيوب العملود، محمد أوناجم، جلال الداودي، فيما ضيع يحيى عطية الله، الذي كان أول المسددين، بينما سجل للهلال كل من ماريغا، لوسيانو فييتو، صالح الشهري، وعبد الله الحمدان ومصعب الجوير، ليضرب الفريق السعودي موعدا مع فريق فلامينغو البرازيلي في نصف النهائي.
يذكر أن الوداد كرس بهذا الإقصاء خروجه من الموندياليتو دون فوز، حيث كان قد انهزم في أول مشاركة له في نسخة 2017 أمام باتشوكا وأوراو ديامندز الياباني.


الكاتب : موفد الجريدة: عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 06/02/2023