الوداد يفرض هيبته في بداية المشوار القاري وأولمبيك آسفي يحقق انتصارا ثمينا خارج الحدود

استهل الوداد الرياضي مشاركته في كأس الكونفدرالية الإفريقية بأفضل طريقة ممكنة، بعدما حقق فوزا عريضا على نيروبي يونايتد الكيني بثلاثية نظيفة، ليبعث رسالة واضحة لبقية منافسيه بشأن طموحه للذهاب بعيدا في المسابقة خلال نسختها الحالية.
ومنذ الدقائق الأولى، بدا واضحا أن الوداد دخل المواجهة بعقلية الحسم، إذ لم تمر سوى ثلاث دقائق حتى تمكن أيوب بوشتة من افتتاح التسجيل مستغلا تمركزا خاطئا في خط دفاع الفريق الكيني. الهدف المبكر منح الفريق الأحمر الطمأنينة، وفتح شهية لاعبيه لبسط السيطرة على وسط الملعب والتحكم في إيقاع اللعب.
واعتمد المدرب الودادي، أمين بنهاشم، على نهج هجومي صريح بوجود الهنوري في الخط الأمامي، مدعوما من لورش وباكاسو، ليشكل هذا الثلاثي مصدر إزعاج مستمر لخط دفاع نيروبي يونايتد، لكن غابت اللمسة الأخيرة عن الفريق، الأمر الذي حرمه من توسيع الفارق خلال فترات عديدة من الشوط الأول.
وعندما حاول الفريق الكيني العودة تدريجيا إلى أجواء المباراة، عبر الاستحواذ على الكرة وتهدئة الإيقاع، باغته الوداد بهدف ثان قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة. فقد قدم محمد بوشواري واحدة من أجمل لقطات المباراة، حين تلاعب بدفاع نيروبي داخل منطقة العمليات وسدد كرة قوية استقرت في الشباك، مؤكدا الفوارق التقنية والخبرة الكبيرة بين الناديين.
هذا الهدف كان بمثابة الضربة القاضية معنويا للمنافس، خاصة أنه جاء في توقيت حاسم وقبيل صافرة نهاية الشوط الأول.
ومع بداية الجولة الثانية، برزت رغبة الوداد في إنهاء المباراة عمليا، خصوصا مع توالي الفرص عبر لورش والهنوري، إلا أن التسرع وغياب التركيز حرم الفريق من تسجيل أهداف إضافية كانت في المتناول.
ورغم محاولات نيروبي يونايتد تقليص الفارق عبر المرتدات، فإن الدفاع الودادي بقي متماسكا، بقيادة خط الوسط الذي قطع الإمداد عن المهاجمين الكينيين.
وفي الدقيقة 84، نجح محمد الرايحي في تسجيل الهدف الثالث بتسديدة مركزة بعد عمل جماعي منظم. هذا الهدف منح الرايحي دفعة معنوية مهمة، خاصة أنه أنهى الموسم المنصرم كأفضل هداف للفريق، وكأبرز المهاجمين في الدوري المغربي.
وشهدت المباراة أيضا طرد اللاعب الكيني بريان أومندي في الوقت بدل الضائع، بعدما حاول التحايل للحصول على ضربة جزاء، حيث منحه الحكم بطاقة صفراء ثانية.
وبهذا الفوز، يتصدر الوداد المجموعة الثانية إلى جانب مانيما الكونغولي، ليضع الفريق البيضاوي قدما أولى في مسار البحث عن استعادة أمجاده القارية.
وينتظر أن يخوض الفريق مباراة قوية في الجولة المقبلة خارج الديار أمام عزام التنزاني في زنجبار، في اختبار صعب يتطلب تركيزا وانضباطا مضاعفين.
وبدوره، تمكن أولمبيك آسفي من فرض نفسه خارج ميدانه بتحقيق فوز مهم على جوليبا المالي بهدف نظيف، في مباراة اتسمت بالندية والالتحامات البدنية القوية على أرضية ملعب 26 مارس بباماكو.
ودخل الفريق المسفيوي المباراة بتوازن واضح بين الدفاع والهجوم، مركزا على إغلاق المساحات أمام الفريق المالي، الذي يعرف بقوته داخل قواعده. وقد نجح اللاعب صلاح الدين الراحولي في استغلال هجمة مرتدة منسقة، ليضع الكرة في الشباك خلال الدقيقة 29، مانحا أولمبيك آسفي أفضلية ثمينة.
واعتمد الفريق المسفيوي غالبا على الكرات الطولية السريعة لاستغلال المساحات خلف دفاع جوليبا، مع التزام تكتيكي كبير من لاعبي الوسط في افتكاك الكرة والضغط العالي.
ومع بداية الشوط الثاني، كثف الفريق المالي من ضغطه، بحثا عن هدف التعادل، إلا أن دفاع أولمبيك آسفي كان في الموعد، خاصة مع التألق الكبير لحارس المرمى الذي تصدى لفرص خطيرة في آخر ربع ساعة من المباراة.
كما برز التنظيم الدفاعي الواضح لفريق الأولمبيك، الذي حافظ على تركيزه حتى الدقائق الأخيرة، محققا واحدة من أهم نتائجه خارج الميدان في المسابقات القارية.
وبفضل هذا الفوز، يتصدر أولمبيك آسفي مجموعته بشكل مؤقت برصيد ثلاث نقاط، الأمر الذي يمنح الفريق ثقة كبيرة قبل استئناف المنافسات في يناير المقبل، بعد توقف المسابقة بسبب إقامة كأس إفريقيا للأمم المغرب 2025.


الكاتب : إ - العماري

  

بتاريخ : 25/11/2025