الوداد يفرّط في لقب دوري الأبطال

فرّط فريق الوداد الرياضي في لقب دوري أبطال إفريقيا، بعدما عجز عن الحفاظ عن الهدف الذي سجله في مرمى الحارس الأهلاوي محمد الشناوي، مساء أول أمس الأحد على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، لينهي لقاء الإياب بنتيجة التعادل بهدف لمثله، ويتنازل عن اللقب الذي حققه في السنة الماضية، على حساب الأهلي بالذات، ويمنح الفريق المصري لقبا جديدا، هو الحادي عشر في مشواره الكروي، معززا بذلك رقمه القياسي على المستوى القاري.
وكان الفريق البيضاوي قد انهزم في لقاء الذهاب بالقاهرة قبل أسبوع بهدفين مقابل هدف واحد، وكان يكفيه الفوز بهدف واحد ليخطف لقبه الرابع على المستوى الإفريقي، ويفض شراكته مع الرجاء الرياضي كأكثر الأندية المغربية تتويجا بهذه البطولة، لكنه افتقد الجرأة والشجاعة، فضاع الحلم برعونة.
فأمام حضور جماهيري ملأ مدرجات مركب محمد الخامس، قبل ثلاث ساعات من صافرة البداية، حيث أطلق العنان لأهازيج التحفيز والدعم، انطلقت رحلة الوداد بحثا عن اللقب القاري.
لقد كانت البداية مثالية، بهدف يحي عطية الله في الدقيقة 27، حيث خدع الحارس محمد الشناوي، العائد إلى العرين الأهلاوي، بعدما غاب عن لقاء الذهاب بداعي الإصابة. لكن، وفي الوقت الذي انتظرت فيه الجماهير الحمراء مدا وداديا، وضغطا كبيرا على المرمى المصري، بحثا عن أهداف أخرى، تنهي أحلام العملاق المصري، وتغني عن أي مفاجآت غير منتظرة في آخر الدقائق، ركن لاعبو الوداد على الوراء، وتركوا المباراة للأهلي، الذي نجح في خنق وسط الميدان الودادي، وفرض أسلوب لعبه، إذ أخرج لاعبي الوداد من حالة التركيز بواسطة تصرفات وسلوكات، اعتاد عليها اللاعبون المصريون، خاصة في الأوقات الحرجة.
وبالفعل انساق لاعبو الوداد وراء الخطة المصرية، ودخلوا في ثنائيات خارج الإطار الرياضي، ما كلفهم بعض البطاقات الصفراء، من الحكم الإثيوبي باملاك تيسميا، الذي كان متساهلا في قراراته، ولاسيما مع حسين الشحات، الذي اكتفى بمنحه البطاقة الصفراء، بعدما أمسكه من قميصه، وهو تصرف يستحق البطاقة الحمراء المباشرة.
وما يعاب على المدرب الودادي فاندينبروك أنه لم يتدخل لتحصين لاعبيه أمام الاستفزازات المصرية، وظل جامدا في مكانه يتفرج على لاعبيه وهم يبتعدون عن أجواء المباراة، لتستقبل شباك الحارس يوسف المطيع هدفا قاتلا في الدقيقة 78، بواسطة محمد عبد المنعم، الذي تلقف برأسه كرة مقوسة من ركنية نفذها التونسي علي معلول.
وكان الأهلي قاب قوسين أو أدنى من الخروج من دور المجموعات، حيث أخفق لاعب الهلال السوداني أطهر الطاهر في تسجيل ضربة جزاء لفريقه في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من ضائع، كانت كفيلة لتمنح فريقه الفوز على ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي (1 – 1) وتطيح «نادي القرن» الذي استغل الموقف ليقتنص بطاقة التأهل خلف صنداونز، ويمضي إلى اللقب متخطيا الرجاء الرياضي والترجي التونسي في الأدوار الإقصائية.
وعانى الوداد من حالة عدم الاستقرار التقني، بعدما استهل الموسم بقيادة المدرب حسين عموتة، الذي قاده إلى لقب 2017، قبل أن يترك مكانه للتونسي المهدي النفطي، وبعده الاسباني خوان كارلوس غاريدو، الذي سرعان من سلم المهمة للبلجيكي سفن فاندنبروك قبل نصف النهائي بأيام، وكان الفريق تصدر مجموعته في الدور الأول وأطاح كل من سيمبا التنزاني وماميلودي في الأدوار الإقصائية.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 13/06/2023