خدشت أعمال الشغب التي أعقبت مباراة الكلاسيكو بين الوداد الرياضي والجيش الملكي، التي جرت مساء أول أمس السبت بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم الجولة 28 من الدوري الاحترافي الأول، تلك الصورة التي الجميلة، التي رسمها الفريقان على أرضية الملعب.
وجاءت هذه الأحداث المؤسفة مباشرة بعد أيام معدودات من اتفاق الجمعيات المساندة لكل من الرجاء والوداد والجيش الملكي على نبد العنف، وكافة مظاهر الاستفزاز، والتوتر، والاحتقان المتبادل، والإعلان عن فتح صفحة جديدة في العلاقات بينها.
وعقب انتهاء المباراة بانتصار الوداد بهدفين مقابل هدف واحد، وقعت أحداث مؤسفة بين محبي الفريقين عند مغادرة أبواب مركب محمد الخامس، حيث تم التراشق بالقنينات والحجارة وكذلك الاشباك بالأيدي واستعمال العصي، الأمر الذي نتجت عنه إصابات في صفوف المحبين، ما أسفر عن تدخل قوات الأمن لفظ هذه الاشتباكات.
ولم تسلم العناصر الأمنية من الأذى، حيث سجلت إصابة سبعة عناصر أمنية بجروح خفيفة، استدعت نقلهم عبر سيارات الإسعاف إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن رشد لتلقي العلاجات الأولية، كما تم اعتقال بعض مثيري الشغب واقتيادهم لمصلحة المداومة بأمن آنفا.
وعرفت المباراة استنفارا أمنيا كبيرا، تمت فيه الاستعانة بفرقة الخيالة والشرطة السينوتقنية وكذلك بمركبات مصفحة لمكافحة الشغب، لكن لوحظ سوء تنظيم أمني خاصة في التعامل مع الجماهير العسكرية، التي فرضت على رجال الأمن التنقل في شكل “كورطيج “سواء بالنسبة للجماهير القادمة بسيارات خاصة أو عبر الحافلات، مما استفزّ البيضاويين.
وقد اعتبر البعض هذا التساهل من طرف السلطات الأمنية بالدار البيضاء عاملا يجعل بعض الجماهير المحسوبة على محبي الجيش الملكي يستبيحون الشغب والعنف، كما حصل في هذه المباراة، حيث تم تكسير سيارات تابعة للأمن والخواص.
وبعيدا عن الشعب ومظاهره، حقق فريق الوداد فوزا مهما، في السباق من أجل الظفر بالمركز الثاني، المؤدي إلى عصبة أبطال إفريقيا.
وشهدت هذه المباراة الظهور الأول للمدرب الجديد للوداد، محمد أمين بنهاشم، الذي تسلم مهمة الإشراف على الفريق بشكل رسمي، بعدما قررت إدارة الوداد منح عطلة استثنائية للمدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، في انتظار فك الارتباط معه في نهاية الموسم.
وبادر الفريق الأحمر بالتهديف في الدقيقة 32 عن طريق المهاجم صامويل أوبينغ، قبل أن يمنح زكريا حذراف التعادل للفريق العسكري في الدقيقة 57، لكن إصرار اللاعبين الوداديين على صنع الانتصار كان كبيرا، وهو ما تحقق لهم بهدف كريستوفر لورش في الدقيقة 67.
وبهذا الانتصار، وهو الثاني عشر له هذا الموسم، والأول منذ الجولة 21، عندما تغلب على شباب المحمدية، عزز الفريق البيضاوي مركزه الثالث في سبورة الترتيب برصيد 48 نقطة، مقلصا الفارق عن الجيش الملكي، محتل الرتبة الثانية بـرصيد 51 نقطة.