الوضع الوبائي يدفع الحكومة لاتخاذ تدابير وقائية جديدة

خبراء يدعون لتسريع إطلاق عملية التلقيح الوطنية لمواجهة تطور فيروس كوفيد 19

 

قررت الحكومة المغربية اتخاذ جملة من التدابير الوقائية الجديدة انطلاقا من يومه الأربعاء 23 دجنبر 2020 في الساعة التاسعة ليلا وعلى امتداد 3 أسابيع، لمواجهة الوضع الوبائي الذي قد يعرف منعطفا جديدا على ضوء التغيرات التي طالت فيروس كوفيد 19، وذلك بناء على توصيات من اللجنة العلمية والتقنية التي دعت إلى ضرورة تعزيز إجراءات حالة الطوارئ الصحية والاستمرار في التقيد بالتدابير والإجراءات الضرورية للتصدي للفيروس.
وتتمثل التدابير الجديدة في إغلاق المطاعم والمقاهي والمتاجر والمحلات التجارية الكبرى في الساعة 8 مساء وحظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني يوميا، من الساعة التاسعة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة، إلى جانب منع الحفلات والتجمعات العامة أو الخاصة والإغلاق الكلي للمطاعم، طيلة 3 أسابيع، بكل من الدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة، فضلا عن الإبقاء على جميع التدابير الاحترازية المعلن عنها سابقا.
قرارات وتدابير يرى الكثير من المتتبعين للشأن الصحي أنه لا يتم احترام العديد منها التي تظل مجرد حبر على ورق ويعتري تطبيقها العديد من الاختلالات، بسبب حالة التراخي والتساهل مع المخالفين، فضلا عن عدم تطبيق عدد من المذكرات ذات البعد الوقائي، كما هو الحال بالنسبة لمذكرة والي جهة الدارالبيضاء سطات بخصوص تفعيل العمل عن بعد، مقابل استمرار مجموعة من مظاهر الجشع المرتبطة بالنقل وغيرها من الممارسات التي تزيد من استفحال الوضع الوبائي، في الوقت الذي تقلّص فيه عدد اختبارات الكشف عن الفيروس التي يتم القيام بها يوميا، مما يؤكد على أن دائرة الفيروس هي في اتساع رغم الأرقام الرسمية التي يتم الإدلاء بها والتي تعرف تراجعا بعيدا عما هو مسجل في الواقع على مستوى المؤسسات الصحية المختلفة؟
وتسبب فيروس كوفيد 19 في موجة هلع جديدة خلال نهاية السنة الجارية بشكل أعاد سيناريو السنة الفارطة إلى الأذهان، خاصة بعد التغيرات التي طالته ببريطانيا عقب تسجيل سلالة جديدة انتقل حضورها إلى دول أخرى مما فرض تطبيق قيود صارمة على التنقل، تفاديا لانتشار سريع للعدوى. وأكد الدكتور جمال الدين الكوهن، رئيس الفيدرالية الوطنية للتخدير والإنعاش في تصريح خصّ به “الاتحاد الاشتراكي”، أن كل المعطيات المتعلق بالسلالة الجديدة للفيروس لا تزال أوّلية ويجب انتظار المزيد من الوقت للوقوف على كافة التفاصيل المرتبطة بالتغيرات التي طالتها، مشددا على أنها وإن كانت ليست خطيرة على ما يبدو، إلا أن سرعة انتشارها ستؤدي إلى إصابات أكثر وبالتالي سترفع من أعداد المرضى الذين سيكونون في حاجة إلى ولوج مصالح الإنعاش والعناية المركزة، وهو ما يعني خطورة ومضاعفات ستصيب المرضى بكيفية أو بأخرى، مما يتطلب صرامة في ضبط التنقلات وتقيدا أكبر بالتدابير الوقائية.
وشدّد الدكتور الكوهن على أنه لا بد من إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح المرتقبة في أقرب وقت وبشكل سريع لتطويق أية أزمة صحية جديدة، والتعامل مع الوضع الوبائي الحالي في بلادنا الذي لا يعرف لحدّ الساعة تسجيل إصابات بالسلالة الجديدة من أجل الوصول إلى الأهداف المسطرة في أقرب وقت وكسب رهان الزمن في سباق كسب مناعة جماعية تسمح بعودة الحياة الطبيعية إلى وضعها العادي، تلافيا لأية مفاجآت قد لا تكون سارّة وتفاديا لأية إكراهات قد تتطلب جهدا شاقا وأكبر لمواجهتها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/12/2020