الولايات المتحدة واستقرار العالم

لم يسبق للمحللين أن تناولوا مسألة استقرار الولايات المتحدة، وأثر ذلك على العالم. هذا المعطى كان ثابتا دائما وكل التحليلات والتقارير الدورية، كانت تتناول عدم استقرار باقي دول العالم. استقرار الولايات المتحدة، كان دائما صمام الأمان لكل العالم، وهو ماسمح بتطور التجارة الدولة وتدفقات رؤس الأموال وتوازن القوى مع مختلف الدول المارقة والمهددة للأمن العالمي.
هذا الاستقرار، استفادت منه الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بشكل عام. وسمح للدولار الأمريكي أن يصبح عملة أساسية لجزء هام من التداولات العالمية.
اليوم، هذا المعطى الثالث،  بدا يتزعزع بنسبة هامة خصوصا مع التوقف الاضطراري للاقتصاد الأمريكي وغياب أفق محدد لعودته للوتِيرة السابقة، وعدم الاستقرار الداخلي الذي بدا ياخذ حجما غير عادي، كما أن إدارة الرئيس ترامب للولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير معهود به سابقا، جعل صورة هذا البلد  تهتز حتى عند أقرب الحلفاء الأمريكيين. اهتزاز الموقع الأمريكي، ليس بالأمر الهين لباقي العالم خصوصا مع وجود دول كالصين ،روسيا ،اليابان وألمانيا التي لم تكن راضية على مجريات العالم، حسب القواعد التي فرضتها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية . لكنها كانت تشتغل بها في انتظار أن تتوفر الظروف المناسبة لإعادة التفاوض بشأنه من موقع أفضل. ما يقع في أمريكا، يذكرنا بالفترة الصعبة التي مرت منها الإمبراطورية الرومانية القديمة، والتي كانت عقيدة دولتها آنذاك مبنية على قوة السلاح والاقتصاد، كما كانت مبنية على نظرية واحدة، وهي أن تطور واستقرار روما يمر عبر عدم استقرار باقي العالم خاضع وغير  خاضع لسيطرة روما. حكام روما لم يكونوا يتوقعوا أن التحولات الاستراتيجية الداخلية، تسقط روما بعد خمس مئة سنة من الحكم. أعتقد أن استقرار أمريكا، لم يعد فقط مطلبا داخليا بل عالميا على أساس قواعد جديدة بالتأكيد تسمح بتحقيق أهداف رخاء جديد.


الكاتب : د. ادريس الفينة

  

بتاريخ : 02/07/2020

أخبار مرتبطة

  يقول غارسيا ماركيز «إن الحياة ليس ما يعيشه أحدنا وإنما ما يتذكره ومن يتذكره وكيف يتذكره». انطلاقا من هذه

ليس هناك أي نص قادر على تحاشي نهايته حتى لو كنا أمام «كتاب الرمل» نفسه. النهاية، في نظري، هي «كعب

في تطور لافت ومثير، وجه عامل عمالة مكناس استفسارات إلى ستة مستشارين جماعيين من الأغلبية المسيرة لجماعة مكناس، على خلفية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *