« الويكلو» ماذا يخيفكم من حضور الجمهور؟

يصر مسؤولو الشأن الكروي بدعم من السلطات العمومية في مختلف المدن المغربية، على حرمان الجمهور من متابعة مباريات البطولة الاحترافية لكرة القدم من ولوج الملاعب ومتابعة أنديتهم مباشرة من المدرجات.
قرار منع الجمهور من ولوج الملاعب يمكن أن يكون مستساغا ومقبولا إذا كان مرتبطا بقرار تأديب أو عقوبة بسبب أحداث لارياضية أو شغب نتجت عنه أحداث خطيرة، ولا يمكن تقبله وملاعب تشهد سكونا وأجواء عادية لم يسجل على جمهورها أي خروج عن النص،وتبقى مبنية فقط على عبارة ” لدواعي أمنية”.
الغريب،أن قرار منع الجمهور من ولوج الملاعب، صدر والبطولة الاحترافية ماتزال تتنفس هواء البداية في هذا الموسم الجديد، أي أن القرار لم يتأسس على أي أسباب منطقية أو أحداث شغب شهدتها هذه الملاعب، بل إن الجمهور يقف مصدوما وهو يحرم من متابعة فريقه في مباراة رسمية لا تحيط بها أي حساسيات، وتظل مباراة عادية لا تستدعي مثل هذا القرار الجائر.
كما يقف هذا الجمهور مستغربا من عبارة ” لدواعي أمنية” وكأنه يشكل تهديدا أمنيا على البلاد في وقت هو جمهور عاشق للرياضة يلج الملعب حبا في كرة القدم ومدعما لفريقه وليس غير ذلك.
دواعي أمنية؟ تحرم الجمهور من ولوج الملاعب، وتبعث صورة لا تليق ببلد مقبل على تنظيم تظاهرات رياضية عالمية كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
دواعي أمنية؟ والمغرب ينهمك في إعداد كل الشروط الملائمة من بنيات تحتية وملاعب وفنادق وطرقات،ونقل وإعلام، ويحضر نفسه لاستقبال ملايين المشجعين من مختلف أنحاء العالم، ثم تنتفض قرارات إفراغ ملاعبنا وكأننا في بلد لا ينعم بالاستقرار الأمني،ولا يمتلك وسائل تحفظ له أمنه ولا كفاءات قادرة على تنظيم مباريات كرة القدم.
صحيح،يحدث من فينة لأخرى خروج عن العادي في مبارياتنا، لكنها حالات لا تستدعي إغلاق نهائي لملاعبنا أمام الجمهور ، وفي ذلك مسا بسلوك جماهيرنا و ضربا لصناديق أنديتنا وتأثيرا سلبيا على جودة المنتوج التقني لبطولتنا الاحترافية.
يقول قائل أن قرار منع الجمهور من ولوج الملاعب،يبقى مرتبطا بالتخوف الاستباقي من حدوث الشغب، ويرد قائل آخر، ممكن تقبل هذا المبرر في الملاعب التي تشهد باستمرار أحداث شغب،أما في الملاعب التي لم تشهد أبدا مثل تلك الأحداث،بل ولا تلجها سوى نسبة قليلة جدا من الجمهور، فالأمر يثير فعلا الاستغراب ويفتح كثير من أسئلة الاستفهام.
ليطرح السؤال: ماذا يخيفكم من حضور الجمهور؟


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 25/09/2024