اليوم الرابع على نكبة أسفي …

لليوم الرابع تواليا مايزال من تبقى من تجار أسفي وسكان المدينة القديمة يلملمون ما أبقت عليه السيول الجارفة التي ضربت المدينة الأحد الماضي . صور ومشاهدات من عين المكان توضح فداحة الكارثة وحجم الخصاص في تدخلات المساعدة والقدرة على الاستباقية المنوطة بأهل الحل والعقد ..تجار يستعملون البالة والكراطة لإجلاء ماتبقى من الطمي في محلاتهم الفارغة والمقتلعة أبوابها. صور تؤكد عمق الضربة والألم الذي لايعرفه ويفهمه إلا من يعيش في هذه المدينة ويتنفس هواءها..
جل الدور الآيلة للسقوط داخل العتيقة تنذر حسب مختصين بوقوع كارثة منتظرة ، حيث الترقيعات والترميمات التي تمت في إطار ماسمي بالهيكلة لم تف بالغرض حسب تعليقات السكان وبعض الناشطين ..الفيضانات لم تضرب التجار في مقتل ..بل السكان الذين وصلتهم مياه السيول هم الآخرون ، باتوا مهددين بالانهيارات ..ويرفضون مغادرة بيوتاتهم والذهاب إلى أماكن لايعرف بعضها مصيرهم .زحسب تصريحات بعضهم للسلطات التي تحاول عنوة جرهم إلى مؤسسات الرعاية الاجتماعية ..المسألة إذا لم تدبر ضمن رؤية استباقية ناضجة …ستفرج كوارث جديدة ..ومن يعيش داخل الميدان ويعرف تفاصيل المدينة العتيقة..هو الأقدر على استيعاب هذا الكلام.
كشف أحد الناشطين المحليين عن فيديو صوره قرب قنوات الصرف المائي التي تصب في البحر عن انسدادها شبه الكامل ، بعد أن وجدت كتل إسمنتية خرسانية من شاكلة تلك التي صنعت حديثا لتقوية الحاجز الذي تنجزه شركة مكلفة بترميم قصر البحر البرتغالي ..ما يدفع للتساؤل من وضع وكيف وضعت تلك المكعبات الثقيلة على فوهة مخارج قنوات الصرف الصحي والمائي …الأيادي البشرية لاتستطيع تحريك تلك المكعبات ..إلا إذا كانت هنالك آلية متخصصة .
بدأت المساعدات تصل إلى المدينة العتيقة في مبادرات فردية ذات طابع إنساني بعيدا عن المؤسسات المفترض فيها دعم الساكنة والتجار المتضررين ..المساعدات تظل متواضعة أمام حجم الخصاص والخراب الذي ترك المدينة بين يدي «الله كريم»..خصوصا وأن الحالات الإنسانية التي عاينتها الجريدة ، عصية على الوصف وتدمي القلب رغم انتهاج أقصى درجات الموضوعية المهنية ..الواقع في العتيقة يستلزم تدخلات في العمق بدل إدارة الأزمة وفقط إدارتها..
طالب عدد من السياسيين والحقوقيين والناشطين المدنيين بضرورة تدخل السلطات الحكومية والمؤسسات الإنتاجية الكبرى لإنقاذ المجال والفضاء المجتاح من السيول والطوفان المائي ، التدخل الذي يعيد للمنطقة جزءا من حياتها المدفون تحت الركام ..بدل حضور محتشم للسلطات كما أفاد ناشط للجريدة .
مايزال جزء من الساكنة يبيت في العراء أو وسط بيوت مخربة زارتها مياه السيول وسحبت كل التجهيزات والأثاث المتهالك أصلا ..لعل الفيديوهات التي يبثها بعض الشباب المحلي والصور المنشورة توضح بجلاء أن العتيقة باتت منطقة منكوبة ..كلية وليس جزئيا .


بتاريخ : 18/12/2025