اليوم العالمي لكل شيء جميل

 

نسمع عن اليوم العالمي للصحة ، للتعليم ، للطفل ، للمرأة و..و…و
فماذا لو يجعل كل منا من يومه العادي يوما عالميا لقيمة جميلة يؤمن بها، فهناك الكثير الكثير، وقد نجد أكثر من ثلاثمائة وخمس وستين قيمة وأكثر من ثلاث مائة وخمس وستين يوما عالميا في السنة، ماذا لو نجعل يوما عالميا للصدق ..ويوما عالميا للثقة …و يوما عالميا للإخلاص..ويوما عالميا للمحبة وغيرها وغيرها من القيم التي كلما أحييناها أحيينا الحياة والأمل والسعادة والبهجة في النفوس…
ليس صعبا علينا  أبدا وهكذا ستكون لنا فرصة ودور في تغيير هذا العالم ولو بحركة بسيطة قد تعادل حركة جناح الفراشة… و التي أُسِّست نظرية من أجلها تقول أن أي تأثير بسيط له تراكمات، تجعله يخلق في ما بعد تغييرات كبيرة ومهمة و مصيرية في الحياة البشرية، ماذا لو نكون مبادرين، ولا نبقى في أماكننا ننتظر أن يتكلم أحدهم بلساننا، ماذا لو يكون إيماننا أقوى، ولا نكتفي بتغيير ما نراه يحتاج ذلك بقلوبنا فقط ، ونتقوقع في مربع «ذلك أضعف الإيمان» أحيانا نضطر لذلك… لكن لا يمكن للاستثناء أن يصبح قاعدة، فما تكاثرت المساوئ والشرور إلا من خلال انسحابنا في كل مرة إلى الوراء ونحن نهمس لأنفسنا «اللهم إن هذا منكر «.
لا يمكن الاستمرارفي هذا الطريق المظلم وقد بدت نتائجه ظاهرة للعيان ومستفزة ومحبطة، نتحمل جميعا تبعات كل ما يروج حولنا ونتأثر بسلبياته، ونخشى أن ننشر التأثير الإيجابي – من وجهة نظرنا-.
حقا قد تختلف الرؤى، وتختلط الأمور ويود كل منا تأكيد رؤيته وفرضها على الآخر، لكننا دائما  في النهاية نجد أرضية صلبة مشتركة نتقاسم ونتشارك فيها كل ما يحقق السعادة والأمن والنجاح للجميع . فهذا من مصلحتنا جميعا، ولأنه في الطرف المقابل لنا  هناك من يتقاسم ويتشارك عكس كل ما نحلم به، و نسعى إليه، وهذا يشكل خطرا كبيرا على الجميع ، فمهما انتشر الشر وتفاقم واستقوى، لا بد للخير أن ينتصر ، لكنه يحتاج إلينا لننصره، و لا يمكن البقاء في ردهة الانتظار وقتا طويلا، نتفرج ولا يتغير فينا شيء سوى ملامح وجوهنا وتعبيراتها….


الكاتب : نجية الشياظمي

  

بتاريخ : 27/11/2023