اليوم بعاصمة أوغندا بداية من السادسة والنصف مساء .. المنتخب الوطني للمحليين يتحدى حامل اللقب في طريقه نحو التتويج الثالث

 

يدخل المنتخب الوطني للاعبين المحليين محطة حاسمة في بطولة إفريقيا للمحليين “شان 2024″، حيث يواجه نظيره السنغالي، حامل اللقب، في نصف النهائي المرتقب يومه الثلاثاء، على أرضية ملعب نيلسون مانديلا الوطني بالعاصمة الأوغندية كامبالا، بداية من السادسة مساء بالتوقيت المغربي.
ولم يكن وصول “أسود الأطلس” إلى المربع الذهبي محض صدفة، بل نتيجة مسار صعب ومليء بالتحديات. فبعد إنهاء دور المجموعات في كينيا بالمركز الثاني برصيد تسع نقاط، جاء التأهل إلى نصف النهائي عقب فوز ثمين على تنزانيا (1 – 0) في ربع النهائي، في ظل أجواء جماهيرية صاخبة بملعب بنجامين مكابا بدار السلام.
ورغم غياب ثلاثة من أعمدة الدفاع (بوشعيب عراسي، مروان الوادني، وعبد الحق عسال)، أظهر أشبال المدرب طارق السكتيوي صلابة تكتيكية وقدرة على التكيف مع ضغط المباريات الكبيرة، مؤكدين استمرار السجل المميز للمغرب في الأدوار الإقصائية، بسبعة انتصارات متتالية منذ 2014.
وافتقد المنتخب الوطني قبل التوجه إلى كينيا، حيث أجرى مرحلة المجموعات، حوالي عشرة لاعبين، كانوا يشكلون العمود الفقري للنخبة المحلية، حيث اختاروا الاحتراف، الامر الذي فرض على المدرب طارق السكتيوي الاستنجاد بلاعبي الرجاء والوداد نهضة بركان، المتمرسين على الاستحقاقات الإفريقية.
وبالتأكيد فإن المباراة أمام السنغال ليست مجرد نصف نهائي عادي، بل هي مواجهة بين بطلين حقيقيين للبطولة، فالمنتخب الوطني، المتوج باللقب في نسختي 2018 و2020، يطمح لإضافة نجمة ثالثة تعزز مكانته كقوة قارية في منافسات المحليين. فيما يدخل المنتخب السنغالي اللقاء بثقة البطل، بعد انتصار ثمين على أوغندا (1 – 0)، في مباراة أبانت عن صلابة دفاعية وتألق لافت لحارسه مارك ديوف.
وتجمع مواجهة اليوم بين منتخبين يمتلكان خبرة كبيرة، ويتميزان بقدرة عالية على إدارة المباريات الصعبة، ما يجعل المواجهة أقرب إلى “نهائي مبكر”.
ويرى عميد المنتخب الوطني، محمد ربيع حريمات، الذي اختير أحسن لاعب في مبارتين، أن هدف النخبة الوطنية واضح، وهو رفع اللقب القاري للمرة الثالثة، حيث قال في تصريحات صحافية: “بلدنا تقدم كرويا في جميع الفئات، ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالخروج دون الفوز”.
وأكد زملاؤه على روح المجموعة التي تميّز الفريق، معتبرين أن أي لاعب مستعد للتضحية حتى خارج مركزه الأصلي من أجل المصلحة الجماعية، في إشارة إلى مرونة تكتيكية أصبحت إحدى نقاط قوة المنتخب.
ومن الناحية التقنية، يعتمد الفريق الوطني على انضباط دفاعي وصلابة في وسط الميدان، مع فعالية هجومية يقودها المتألق أسامة المليوي، صاحب أربعة أهداف في البطولة.
في المقابل، يراهن السنغال على القوة البدنية وتنظيم دفاعي صارم، إضافة إلى سرعة أجنحته وقدرة لاعبيه على استغلال أنصاف الفرص.
هذه المعطيات تجعل من المواجهة صدامًا تكتيكيًا بامتياز، حيث سيكون للتفاصيل الصغيرة وحسن استغلال اللحظات الحاسمة الدور الأكبر في تحديد هوية المتأهل إلى النهائي.
الهدف: اللقب الثالث وتعزيز الريادة
وفي حال عبور “أسود الأطلس” إلى النهائي، فإن ذلك سيمثل استمرارًا لمسار رياضي استراتيجي يرتكز على الاستثمار في التكوين والبنية التحتية، وهو ما جعل الكرة المغربية إحدى أبرز قصص النجاح في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة.
إلى جانب المغرب والسنغال، شهدت نسخة 2024 بروز مفاجأتين مدويتين: السودان ومدغشقر.
فصقور الجديان خطفوا بطاقة العبور على حساب الجزائر، وصيفة النسخة الماضية، بركلات الترجيح، معتمدين على حارسهم المتألق محمد أبوجة، بينما واصل منتخب مدغشقر قصته المدهشة، بعد إقصائه للبلد المنظم كينيا أمام جماهيره الغفيرة في نيروبي.
هذا المشهد أعطى البطولة طابعًا خاصًا، إذ غابت المنتخبات المضيفة الثلاث (كينيا، تنزانيا، أوغندا) عن المربع الذهبي، بينما حضرت عناصر المفاجأة بقوة إلى جانب كبار القارة.

 


الكاتب :   إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 26/08/2025