اليوم بملعب فاس الكبير .. أسود الأطلس يواجهون نسور قرطاج بغيابات مؤثرة ورغبة في إيجاد بدائل مقنعة

على أرضية الملعب الكبير لفاس، يواجه المنتخب الوطني لكرة القدم يومه الجمعة منتخب تونس، بداية من التاسعة ليلا، قبل أن يواجه منتخب البنين في لقاء ودي ثان بالملعب ذاته، مساء الاثنين المقبل، استعدادا لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي سيحتضنها المغرب، أواخر السنة الجاةي.
وفضل، الناخب الوطني، وليد الركراكي عدم مواجهة المنتخبات الأوروبية، بعدما رفض مواجهة السويد بملعبها، ووجه اهتمامه صوب منافسين أفارقة، طالما أن المنتخبات الإفريقية كثيرا ما شكلت الاختبار الأصعب لأسود الأطلس، لا سيما على المستوى الذهني.
وهذا الحاجز النفسي، الذي اختبره الركراكي شخصياً خلال النسخة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا في كوت ديفوار، لا يمكن تجاوزه إلا بمزيد من الاحتكاك القاري.
وتأخذ المباراة الأولى أمام نسور قرطاج، الجار والمنافس التاريخي، طابعاً خاصاً، نظرا لأن العلاقة الكروية بين المنتخبين اتسمت دوما بندية عالية، وتعود لعقود من التنافس في المحافل القارية والدولية.
ولم تمر تصريحات زياد الجزيري، مساعد مدرب «نسور قرطاج»، والتي قال فيها: «المغرب سيحاول الانتصار علينا لأننا دائماً نفوز عليه.. المغرب يذكرني بهدف نهائي 2004 «، مرور الكرام، حيث أضفت بعض التوتر الإيجابي على أجواء المواجهة.
وتترقب الجماهير المغربية، التي اقتنت جميع تذاكر المباراتين، رداً فوق المستطيل الأخضر، وترغب في الفريق الوطني يفرض هيمنته، لاسيما بعد الانتقادات التي طالت اختيارات الركراكي البشرية والتكتيكية في الشهور الماضية.
وستكون هذه المواجهة مناسبة لتجربة توليفات جديدة، ومنح الفرصة لعدد من اللاعبين البدلاء أو العائدين، لتقييم جاهزيتهم البدنية والذهنية، خاصة في ظل الغيابات البارزة في خط الدفاع، حيث يغيب نصير مزراوي، ورومان سايس، وشادي رياض بسبب الإصابة، فيما تم إعفاء آدم أزنو لمنحه للتحضير في أجواء أفضل لمونديال الأندية مع بايرن ميونخ.
وتنتظر الجماهير مشاركة أسماء واعدة، أبرزها أسامة العزوزي، الذي أظهر قدرات مهمة في الضغط المتقدم وبناء اللعب من الخلف، إلى جانب زكرياء الواحدي، وأمير ريتشاردسون، العائد بقوة بعد فترة تنافس صعبة في وسط الميدان.
وستدفع الغيابات في الخط الدفاع وليد هذه المرة لتجربة لاعبين جدد طالما طالبت الجماهير بمنحها الفرصة للانسجام مع زملائهم.
ورغم حضور أسماء أخرى، سيكون هاجس الإرهاق عاملاً وجب وضعه في الحسبان كما هو الحال بالنسبة لأشرف حكيمي، المتوج قبل أيام بلقب دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جرمان.
ومن بين أبرز المستجدات، استدعاء أمين زحزوح، صانع ألعاب الجيش الملكي وأحد ألمع نجوم الدوري الاحترافي في الموسمين الماضيين، ليحل مكان المصاب إبراهيم دياز، استجابة لرغبة جماهيرية طالما طالبت بإعطاء فرصة للنجوم المحليين.
وسيركز الركراكي وطاقمه المساعد على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من المباراتين دون الإخلال بتوازن الفريق، وذلك بمنح دقائق لعب لأكبر عدد ممكن من العناصر الجديدة، وتثبيت بعض المفاتيح الأساسية، خاصة في وسط الميدان والهجوم.
واختيار مدينة فاس لخوض المباراتين لم يكن عبثياً، فبعد أن اضطر الأسود للهبوط الاضطراري بمدينة وجدة في فترة سابقة، جاء الدور على العاصمة العلمية للمغرب لتحتضن الأسود في ملعبها الذي جرى تحديثه بالكامل ليطابق أعلى معايير الاتحادين الأفريقي والدولي لكرة القدم.
وتعكس هذه الخطوة رغبة الجامعة والطاقم التقني في ترسيخ سياسة الانفتاح على الجماهير في مختلف ربوع المغرب، وبناء دعم شعبي شامل يعزز معنويات المنتخب الوطني قبل التحدي القاري الكبير.


الكاتب : n الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 06/06/2025