أشياء كثيرة تجعلك مخضوض الجسد، مزهق الروح_سمها ما شئت_ والفراغ أصبح يعرف الطريق إليك دون أن تواجهه أية عوائق. غريب عن آناك صرت، ملامحك صبوحة رغم التناقض الداخلي. تسعفك همسة على الوقوف التريث، تدغدغ نفسك أمام الأحبة، وترحل بعيدا رغم الحضور الذي يؤثث المكان.
نجلاء تكتب لي من جديد، الندوب التي لازمتها طيلة رحلتنا تنزاح عن جسدها إلى غير رجعة. تُعَمِّدُ الرسالة في رحيقها الشهد، تبعثها وهي تمرر لسانها على المظروف لأجل إغلاقه. أتحسس لعابها الأخير عندما أتوصل بالرسالة، الجو لم يستطع أن يصيبه بالجفاف، عصية كنت على الحياة وعلى درب الآلهة.
الاشتياق كلمة تحمل دلالة الموت، ينزاح معناها بعيدا عندما يصيبها الجفاء، لا تُكتَبُ لتموت ولا تُنطَقُ لتعاش؛
حارقة مثل شمس يوليوز، وخاطفة مثل نزع أخير. تريثي قليلا لأرسمك خلخالا، دملجا ترتديه امرأة من زمن العاصفة، وقرطا تتزين به آخر نساء ملك فرعوني حكم مصر. ماذا عساي أن أفعل؟ فارغ العين، شامخا مثل نخلة،
نحيل أشبه السرعوف، ومع ذلك أجاري القدر في لعبته الموحشة.
تكتبين لي عن آخر الليل، أهرق السواد على الحرف الذي
انتهت به آخر فقرة دبجت فيها عواطف جياشة أكثر من زليخة ليوسف”
أعدت رسالتك إلى قمقمها، بعد أن كتبت على ظهرها نزرا من حروفي. فقد كنت صريحة في الكتابة أكثر من أهل الأرض، وآثمة في غيابك أكثر من الأبالسة.
تقدمت نحو البحر، حيث أنت كنت بعيدة عن العين، وحاضرة تؤثثين شرايين القلب ووتينه، لا يمكن استحضارك إلا بتقنية الاتصال عبر الفيديو، لافتة الانتباه مثل “نيفرتيتي” كبيرة الهالة والهامة ك “زيوس” وتملكين من الجسارة في الخطابة “جورجياس”. جميلة لك كواعب أتراب، تضربين العيون المتلصصة في المقاهي عرض الحائط وترتفع أهازيج خلخالك المزركش النحاسي أو الذهبي، الفرق الوحيد أنك تحملينني بعيدا عبر رحلة مسبوقة الدفع إلى المحيط الهادئ، أكون مهدهد الجوارح. أمشي بصبر نافذ على شط رمال الجزر، أقذف حبيبات الرمال المزينة بمد البحر. وأنتظر ظهورك مجددا، لكن هذه المرة على صهوة حصان، شامخة أنت تقتلينني ببطء، تتقدمين نحو عباب البحر والموج المتلاطم، عصية على الموت وشهية كالوطن.
اترك تعليقاً