انتقادات رافقت عددا من التدابير المعلن عنها : تقليص صبيب الماء والانقطاعات غير المعلنة تخلق مشاكل متعددة للمواطنين

 

وجد سكان عدد من أحياء مدينة الدارالبيضاء خلال الأيام الثلاثة الفارطة أنفسهم في وضعية لا يحسدون عليها، وتطرح أكثر من علامة استفهام، بسبب الانقطاعات المفاجئة للماء الصالح للشرب، التي تمت مباشرتها في عدد من المواقع دون الإشعار بها، بالإضافة إلى تقليص مستوى الصبيب المائي في بعض الأحياء، الأمر الذي ترتبت عنه مشاكل متعددة، خاصة بالنسبة لمن يقطنون بالطوابق العليا في مجموعة من العمارات.
ولم يتمكن عدد كبير من المواطنين من الولوج إلى الماء الذي غاب عن صنابير شققهم ومنازلهم ليلة الاثنين- الثلاثاء بعد منتصف الليل، وهو الوضع الذي تكرر في فترات مختلفة طيلة يوم الثلاثاء، وكذلك خلال ليلة الثلاثاء – الأربعاء، حيث رجّح عدد من المواطنين في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن يكون الأمر مرتبطا بإجراءات تقنين استهلاك الماء، إن لم تكن الانقطاعات قد تمّت بسبب أعطاب أو أشغال خارجية فرضت هذه الخطوة، التي سواء جاءت في علاقة بالفرضية الأولى أو الثانية، فإنه كان يجب أن تكون مصحوبة بإخبار قبلي حتى يكون الجميع على علم بتوقيت «تعليق» التزود بالماء لأخذ التدابير المناسبة، لكي لا يجد المواطنون أنفسهم، في وضعية من الوضعيات، بدون هذه المادة الحيوية؟
في المقابل، اشتكى عدد من المواطنين في تصريحات للجريدة من انخفاض صبيب المياه في الأيام الأخيرة، والذي عانى من تبعاته سكان الإقامات، خاصة من يقطنون في الطوابق العليا، انطلاقا من الطابق الثالث فما فوق. وأبرز عدد من المتضررين أن المياه باتت شبه منعدمة وتنزل من الصنابير بشكل جد ضعيف، مع ما يعني ذلك من «تجميد» لعمل السخانات المائية، لاسيما في ظل انخفاض درجات الحرارة، ولآلات التصبين، وباقي التجهيزات المنزلية المرتبطة بالماء، مشددين على ضرورة استحضار هذا البعد، وتفادي تقليص الصبيب واعتماد تدابير أخرى محددة في الزمن، إن كان لابد من مباشرتها، لكي لا تتوقف «دورة حياة» البيوت المرتبطة بالماء.
وعلاقة بالتدابير التي تم التنصيص عليها، بناء على قرارات عاملية، من أجل ترشيد استهلاك الماء، ومن بينها قرار عامل عمالة الدارالبيضاء محمد مهيدية، انتقدت فئة عريضة من المواطنين الإجراء الذي يهمّ تقنين أيام عمل الحمّامات، بالنظر إلى أن نفس عدد الزبائن الذين يتوجهون لهذا الحمّام أو ذاك، سيظل نفسه، شأنه في ذلك شأن معدلات استهلاك الماء، مؤكدين على أن التغيير الوحيد الذي سيطرأ، والذي سيتم تسجيله، يكمن في حالة الاكتظاظ التي لن تسمح بتوفير ظروف جيدة للاستحمام. ودعا الغاضبون في انتقاداتهم، التي باتت حديث الخاص والعام، والتي يتم تقاسمها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أكثر من «فضاء» إلى مراجعة هذا القرار والتخلي عنه، واعتماد إجراءات أكثر عقلانية لترشيد استهلاك الماء، الذي تتعدد صور هدره وتبذيره، بعيدا عن البيوت البسيطة وعن الحمّامات وغيرها؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 01/02/2024