انتهت بالتبرع بالدم لفائدة ضحايا زلزال الحوز الجيدو المغربي ثانيا ببطولة إفريقيا للفردي وثالثا حسب الفرق

 

احتضنت القاعة المغطاة للمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، خلال الفترة الممتدة من6 إلى 10 شتنبر الجاري، بطولة إفريقيا للجيدو، التي بلغت هذه السنة دورتها 44، والتي جاءت تخليدا – كما يقول مدير هذه الدورة العرابي الجمالي – للذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الإفريقي للجيدو، كما شكلت مناسبة – يقول منير شهيب، رئيس جمعية الأخوة – لتأكيد المستوى التقني والأداء الإيجابي والفعال لمحترفي الجيدو المغاربة (الذين عددهم12 جيدوكا مناصفة بين الذكور والاناث)، ومن أجل تحقيق الهدف المـــسطر من لدن الجامعة، وتحقيق حصيلة مشرفة في المنافسة الافريقية، التي تشكل إحدى المحطات الرئيسة، وبالتالي التأهل الأولمبي إلى دورة باريس 2024.
وقد أجرى المنتخب الوطني، يقول عبد الواحد الشانت، نائب رئيس الجامعة، حصة تدريبية من أجل شحذ الهمة لبلوغ القمة قبيل انطلاق البطولة، كما ذكر المدير التقني بأن المنتخب الوطني كثف مشاركاته وأتم استعداداته تحت إشراف مدربين وطنيين وخبير دولي، بغية انتزاع المركز الأول.
وعلى هامش هاته البطولة القارية، انعقد الجمع العام العادي للاتحاد الإفريقي للجيدو، بحضور ممثلي الاتحادات الوطنية الأعضاء في الاتحاد، الذي بادر إلى تنظيم دورة تكوينية دولية بالدار البيضاء لفائدة الحكام والمدربين، والتي اختتمت بتنظيم امتحان للحصول على شارة التحكيم الدولي.
ويوم الأربعاء 6 شتنبر، انطلق التنافس على مستوى صنف الكاطا (غير أولمبي)، بمشاركة ممثلين من المغرب وجنوب إفريقيا.
واحتل البطلان شهيب منير(الحزام الأسود الدرجة الرابعة) وزكريا شهيب (الحزام الأسود الدرجة الثانية) في صنف «ناكي نو كاتا»المركز الثاني إفريقيا، كما توج البطلان قشاري بلال وبن الدين مصطفى بالميدالية الذهبية صنف «كاتامي نو كاتا»، وهو أداء وجمالية يدعوان فعلا للفخر والاعجاب.
وانطلق التنافس على مستوى التباري فردي، يوم الخميس 7 شتنبر، بمشاركة 229 جودوكا (131 من الذكورو98 من النساء) يمثلون 39 دولة، وخلاله فاز المنتخب المغربي بميداليتين ذهبيتين وفضيتين، ويوم الجمعة، حصدت النخبة المغربية خمس ميداليات ذهبية واحدة وفضية واحدة وثلاث برونزيات.
وخلال اليوم الختامي (السبت 09 شتنبر)، كان نصيب المغرب المركز الثاني في سبورة الترتيب العام، بحصوله على9 ميداليات، منها ذهبيتان بواسطة سمية إراوي، في وزن أقل من 52 كلغ، وأشرف مطيع، في وزن أقل من 81 كلغ، وثلاث فضيات، حصل عليها عبد الرحمان بوسحيتة، في وزن أقل من 66 كلغ، وعزيزة شكير في وزن أقل من 48 كلغ، وحسن الدكالي، في وزن أقل من 73 كلغ، بينما عادت البرونزيات الأربع لكل من أحمد المزياتي في وزن أقل من 81 كلغ، ودنيا سليماني، في وزن أقل من 63 كلغ، وعلية خيري، في وزن أقل من 70 كلغ، ومحمد لهبوب، في وزن أكثر من 100 كلغ، ليحتل الفريق الوطني المركز الثاني في الترتيب العام.
وفي منافسات «حسب الفرق – مختلط»، تنافست ست دول إلى جانب المغرب، هي الجزائر، تونس، أنغولا، موريشيوس، الكاميرون والسنغال. وقد تأهل المنتخب المغربي للمباراة النهائية، بعد فوزه على تونس في نصف النهائي، غير أنه تعثر أمام الجزائر في النزال الفاصل 3 – 4 .
وكان ثمة جو من الأسف والامتعاض بسبب المستوى الذي ظهر به المنتخب المغربي للجودو، وكذا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، ساد بين الجمهور الحاضر والمتابع عبر وسائل الاتصال في الداخل والخارج.
وقال البطل خالد بدر عن (جمعية زامورا للجيدو): «كنا نراهن على أن نحقق نجاحا باهرا في هاته البطولة افريقية، لكننا لم نتمكن» آملا ظهور المنتخب المغربي في «مستوى تطلعاتنا وانتظاراتنا ، لاسيما أن له دوافع وجيهة لصعود منصة التتويج». أما البطل طارق الورد فقال إن «المنافسة بين الدول العربية مصر والجزائر والمغرب كانت على أشدها، وقد لا حظنا مستوى رفيعا في تأدية تقنيات كتقنية أو شيماتا التي استخدمها البطل أشرف مطيع بدقة واحترافية، كما لا يفوتنا أن ننوه بالتحكيم عموما والمغربي خاصة. وبالنسبةللحضور الافريقي، فقد كان باهتا إد كانت التقنيات السائدة هي الجيدو السلبي، وخروج على الحلبة، وكثرة الاندارات(شيدو)، والتمويه الفاضح والتسرع والقوة المفرطة.. اللهم إلا فيماندر، والنادر لا حكم له».
نشير هنا إلى أن أسرة الجيدو فقدت، خلال هذه البطولة، رجلا خدوما مكافحا كرس شبابه بل حياته للجيدو المغربي، ويتعلق الأمر بالمرحوم محمد فيدو تغمده الله برحمته.
وعلى هامش هذه المنافسة القارية، توجهت منتخبات المغرب والجزائر وتونس والسنغال ودول أخرى وأعضاء الاتحاد الإفريقي للجيدو إلى المستشفى الجامعي التابع لمؤسسة محمد السادس لعلوم الصحة للإسهام بدورهم في الحملة الوطنية للتبرع بالدم للذين أصابهم زلزال إقليم الحوز، وهو سلوك إنساني نبيل من شأنه أن يرسخ في الاذهان ويحفر في النفوس أن الرياضة محبة وإيثار وتضحية ووشائج قربى بين الأفراد كما بين الشعوب.


الكاتب : عزيز الحلاج

  

بتاريخ : 22/09/2023